(25) دولة تدين بشدة الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في السودان على يد ميليشيا الدعم السريع    محمد حامد جمعة نوار يكتب: نواطير    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باقان أموم في حوار ( الأخبار)- ( 2-3)
نشر في حريات يوم 11 - 12 - 2010

إسرائيل جارة و(أخت) لمصر وليس للجنوب !! ….
سلفا كير لن يتنحى .. وليس لي عداء شخصي مع أي أحد !! ….
لا أحلم برئاسة الجنوب.. ولن يفتقدني الإعلام في الشمال !! …..
المؤتمر الوطني أراد استيعاب الحركة كشريك أصغر في دولة الإنقاذ !! …..
الصين والهند وأمريكا وبريطانيا وفرنسا يعيشون في جوبا بمستوى ( موش بطال) !
أجرت الحوار بالخرطوم / نادية عثمان مختار
على طريقة الحوارات التلفزيونية التي أبعدتني وشغلتني عن (بلاط صاحبة الجلالة) لقرابة العامين بدأت ترحيبي بوزير السلام بحكومة الجنوب، أمين عام الحركة الشعبية القائد باقان أموم، وهو واحد من أهم المصادر السياسية التي تعاملت معها منذ بدايات عملي الصحفي، حيث لم يبخل علي الرجل بالأخبار الطازجة والساخنة من مناطق العمليات في خنادق الحرب في الجنوب، ومن مشاكوس ونيفاشا وكل مدن البحث عن السلام !
إلتقيته بمقر إقامته المؤقتة بفندق الهيلتون وحاورته في مختلف القضايا على المستويين السياسي والإنساني فحدثني أموم بحنكة السياسي وبراعة الشاعر، ونُبل الإنسان مجاوبا عن كل أسئلة ( الأخبار) حول الوطن والمواطنين المنفصلين قريبا في الجنوب والشمال.
وقال إنه لا يستبعد حدوث الوحدة ولكن بنسبة (1) إلى (10) في المائة
ونفى مسألة تنحي رئيس حكومة الجنوب عن كرسي الرئاسة وأعتبر الأمر ما هو إلا ثرثرة مجالس !!
واعتبر أموم أن تخوفات الشمال من إسرائيل بسبب حصص مياه النيل دعاية رخيصة لابتزاز مصر وسخر من ذلك قائلا: ( إسرائيل حا تنقل المياه ببراميل عبر الطائرات ولاحا تنشّف النيل ولا كيف موش عارف) !!
وتحدث عن أحلامه وأشعاره التي يكتبها بلغة الشلك والاسبانية و(يخربطها ) بالعربية كما قال !
واستنطقته عن المرأة فتحدث عن اللطف والحب الذي يجده لديها وكيف انه يطلب من شريكة حياته النصح والمشورة وكيف يتفاكر معها في مجمل شئونه في السياسة والحياة، فماذا قال السياسي المثير للجدل باقان أموم في حواره ل ( الأخبار) تابعوا الحوار في حلقته الثانية:
يرى البعض أن كلمة ( جاذبة) كانت مطاطية لدرجة جعلت المرء يتساءل عن ماهية (الجاذبية) التي لم تتحقق للجنوبيين وتسببت في تحويل السودان لدولتين ؟؟
الحقيقة المؤسفة أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لم يستطيعوا كشريكين لاتفاقية السلام وطرفي المشروع أن يصلا إلى بؤرة هذا المشروع والاتفاق عليه، وتقييمي أن هذا الفشل نابع من عدم حماس المؤتمر الوطني بفكرة الوحدة الجاذبة لأنها ضرورة لإحداث تغيير جذري في أسس وبنية الدولة، الشيء الذي يحاول أن يتحاشاه المؤتمر الوطني لأنهم لا يريدون مناقشة أسس الدولة إنما لديهم مشروع يريدون الحفاظ عليه ونظرتهم للاتفاق أنه يحقق لهم سلاما ويعيدوا تقوية نظامهم وبناءه، وهو التوجه الحضاري الذي اتخذته الإنقاذ والإنقاذ هي جهد لقوى السودان القديم وإنقاذه من التغيير وإعادة الهيكلة، فمشروع الإنقاذ هو مقاوم للتغيير.
وتحاورتم مع الحكومة ولم تجدوا استعدادا منهم للتغيير ؟؟
المؤتمر الوطني لم يكن على استعداد للتعامل مع بؤرة وروح المشروع لإحداث هذا التغير الجذري في بنية الدولة، من حيث إعادة بناء الخدمة المدنية لتكون مهنية غير مسيّسة وغير تابعة لحزب واحد، وإعادة هيكلة الجهاز القضائي والتعديل العميق في قوانين الدولة وبناء جهاز قضائي مستقل غير تابع لحزب أو توجه معين، إنما جهاز قادر على أن يدير العدالة ويطبق القانون في البلد، حتى العمل في اتجاه أعادة بناء القوات النظامية بحيث تكون قومية وغير موالية لحزب من الأحزاب كما هو الحال الآن، وتغيير كل سياسات التطهير التي قامت بها الإنقاذ عندما جاءت بدعاوى الصالح العام والتشريد الذي تم بشكل ضخم، لذا كان تفكير المؤتمر الوطني ينصب على إعادة استيعاب الحركة الشعبية كشريك أصغر في إطار دولة الإنقاذ، وهذا لا يقود لإعادة بناء الدولة لتسع جميع أبنائها خاصة الجنوبيين لكي تستطيع أن تقدم لهم دولة جديدة وتقول لهم هذه هي الدولة التي تسعكم وستحقق لكم تطلعاتكم.
دار حديث في بعض الدوائر الإعلامية مؤخرا عن احتمالات تنحي رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميار ديت بعد تحقيق الانفصال لشعب الجنوب ودار حديث هامس أن “اموما” ربما يصبح رئيسا للدولة الجديدة فهل يمكن حدوث ذلك ؟؟
هذا أولا غير صحيح وهدف الرئيس سلفاكير هو العمل و……
مقاطعة
ما هو الغير صحيح تنحي سلفا كير أم توليك شئون الرئاسة خلفا له ؟؟
الاثنين معا ، أولا الرئيس سلفا كير رئيس الحركة الشعبية منتخب من قبل المؤتمر الثاني للحركة كرئيس، وتم ترشيحه من قبل قيادة الحركة كمرشح رئاسي لحكومة جنوب السودان، وسيستمر واتفقنا مع القوى السياسية الأخرى انه إذا حدث انفصال فبعد نهاية الفترة الانتقالية ستقوم هناك حكومة عريضة برئاسة رئيس حكومة الجنوب الرفيق سلفا كير ميار ديت للانتقال بالجنوب خاصة إذا كان الخيار للانفصال لتقوم دولة مستقلة ذات سيادة، وهي مهمة تاريخية كبيرة مناط بتنفيذها وتقع على عاتق الرئيس سلفا كير لقيادة الجنوب في هذا الاتجاه، ومن ثم سيكون هنالك فترة بنهاية الفترة الانتقالية سيتم تحديد موعد للانتخابات ، وقد يطلب منه من قبل الحركة بان يكون المرشح الرئاسي، فقط هناك يمكن الحديث عن هل يقبل أو لا يقبل بمسألة الترشيح .
إذن لا يوجد حديث عن التنحي ؟؟
يوجد ولكنه مجرد حديث وأقاويل وتأويلات للناس نتيجة حالة الانتقال التي نمر بها ، وغير صحيح أنني من المرشحين للرئاسة، فهذا لم يرد لا في هياكل ولا خارج هياكل الحركة الشعبية .
للإنسان أحلامه المشروعة أليس من حق أموم أن يحلم بان يكون يوما رئيسا في دولة الجنوب ؟؟
لا يوجد الآن تلك الدولة.. دولة الجنوب
وعندما تصبح هنالك الدولة ؟؟
لم انم وأجد دولة الجنوب لكي احلم لا يوجد مثل هذا الحلم ، أنا احلم أولا بأن تتحقق الحرية لشعبنا في الجنوب وفي الشمال، وان يعيد شعبنا ترتيب أموره وإعادة بناء حياته المخربة بسبب الحروب لنخرج من حالة عدم الاستقرار والحرب والفقر المنتشر لبناء حياة أفضل وكريمة لكل الشعب السوداني في الشمال والجنوب
أراك تتبرأ من مجرد ( الحلم) بالرئاسة كأنه ( حاجة كعبة) وهو حلم مشروع لأي سياسي أليس كذلك ؟؟
أنا لا أتبرأ ولكني التحدث معك عن ما أحلم به فقط وهو الإسهام في هذا المشروع وهذا ما يهمني، أما في أي موقع فهذا ليس بالقضية الأساسية .
أظن أن الصحف السودانية ستفتقد باقان السياسي (السوداني ) بتصريحاته النارية وحواراته المثيرة .. فعندما يكون هنالك اموم صاحب (الجواز الأجنبي) في جوبا ماذا ستقول ؟؟
في رأيي لا أظن أن الإعلام في شمال السودان سيفتقد باقان، لأنه حتى وإن اختار الجنوبيون الانفصال بالاستفتاء وقامت دولتان في السودان فهما ستكونان دولتين جارتين وفي تواصل مستمر، ولن يفقدوا بعض، ولن يرحلان بعيدا عن بعضهما وسيكون لهما اهتمام مشترك لتحقيق الاستقرار في داخل الدولتين، وتحقيق استدامة السلام بين الدولتين، وبكل تأكيد إن الاهتمام المشترك سينتقل من مرحلة الخلاف كما هو في الماضي أو الآن إلى الاهتمام بالقضايا والمصالح المشتركة وهذا ما هو مهمل الآن بسبب التركيز على ما هو مختلف عليه وعلى القضايا الخلافية، والصراع بسبب الخلافات.
وفي رأيي أن عملية الاستفتاء هي عملية مفصلية وتاريخية ونقطة انتقال للسودان وفيها خياري الوحدة والانفصال، ولكن كنقطة تاريخية فهي تشكل فرصة حقيقية وايجابية .
فرصة حقيقية وايجابية لمن ولماذا ؟؟
للشعب السوداني ككل، فإذا كان الخيار هو الوحدة فستكون لأول مرة وحدة مبنية على الإرادة الحرة لشعب جنوب السودان، وستكون وحدة طوعية وبتراضي بين الشمال والجنوب وبالتالي فسينتقل السودان إلى مرحلة جديدة ، مرحلة سلام ووئام بين السودانيين وخاصة بين الجنوب ومركز السلطة في الخرطوم، وستكون مرحلة وانتقال جديد، وكذلك إذا كان الخيار هو الانفصال فسننتقل إلى مرحلة جديدة هي مرحلة تعاون بين دولتين في الشمال والجنوب، ونتجاوز حالة الوجود في داخل دولة واحدة كإقليمين متحاربين وفي حالة تنافر مستمر.
هل يمكن أن نقول إن الخلافات مع الشريك والتصريحات والاتهامات المتبادلة أخذتكم خلال الخمسة سنوات فنسيتم أن تبنوا الجنوب استعدادا للدولة الجديدة ؟؟
صحيح أنه في الخمس أو الست سنوات الماضية كانت فترة شهدت صراعا طويلا وعنيفا في اتجاه تنفيذ الاتفاقية ، والحركة الشعبية صارعت المؤتمر الوطني بكل جهد لتنفيذ بنود الاتفاقية في حين أن المؤتمر الوطني حاول بجهد كبير التنصل من بنود الاتفاقية وهذا هو جوهر التشاكس والخلافات التي كانت موجودة، ولكن هذا لم يصرف أنظار وإمكانيات حكومة جنوب السودان في ابتدار وبداية تنمية حقيقية في جنوب السودان، بدأت خلال الخمس سنوات الماضية وهو ما لم يكن موجودا طوال الخمسين عاما الماضية .
يرى البعض أن مصطلح وحدة ( جاذبة) الذي ورد في الاتفاقية لم يكن موفقا وان كانت وحدة ( واجبة) لأصبح الأمر مختلفا لما هو عليه الآن، ولربما اختار أهل الجنوب الوحدة ما رأيك ؟؟
لا أبدا لأن هنالك حالة مما يسمي ( وحدة) منذ العام 19954 أو 53 وحتى الآن، ولكن كانت وحدة في حالة احتراب وتناحر بين الجنوب والسلطة أو الدولة السودانية، ونعم الناس يقولون مع الشمال لكن في الحقيقة ما كان الأمر صراعا بين الشمال والجنوب، إنما صراع بيننا والدولة ويمكن أن الدولة قد استخدمت موارد الشمال المادية والبشرية في حربها ضد الجنوب، لكن الصراع في الأصل بين الدولة السودانية التي قامت على أنقاض السودان المصري الانجليزي، بعد خروج الحكم الثنائي، وبهذا الصراع حاولت الدولة السودانية فرض الوحدة بالقوة والقهر، وكانت وحدة مفروضة بعنف مبالغ فيه، وكانت سيادة هذه الدولة في تحدي مستمر من قبل شعب جنوب السودان، وفي مواجهة مع حركات مقاومة في جنوب السودان لهذه السيادة ولهذه الوحدة، وبالتالي كانت وحدة مرفوضة وغير جاذبة وجاء التفكير لإمكانية بلورة صيغة وأسس جديدة ومختلفة لوحدة السودان يمكن أن تجعل من هذه الوحدة جاذبة وطوعية يعكس الوحدة التي كانت موجودة .
خلال اليومين الماضيين التقيتم بوفود رفيعة من المسئولين المصريين في الخرطوم و جوبا هل أتوا بحثا عن تطمينات بخصوص حصتهم في مياه النيل وهواجسهم من إسرائيل .. أم بحثتم ترتيب شكل العلاقة بينكم كدولتين جارتين ؟؟
لجنوب السودان علاقات جيدة مع مصر، ومصر تقدم دعما تنمويا للجنوب في مجالات عديدة منها التعليم حيث توفر مصر فرصا لدراسات جامعية لطلاب جنوبيين في الجامعات المصرية، كما تقدم دعما في مجالات التنمية مثل الصحة وتوفير الكهرباء، وكذلك تعمل مع حكومة جنوب السودان لتطوير الموارد المائية في الجنوب مثل العمل على نظافة وتعميق مجاري حوض نهر بحر الغزال وكل هذه مجالات لتعاون موجود، ولا يوجد تخوف مصري من قيام دولة في جنوب السودان، ولا أظن أنه يوجد تخوف مصري من تدخل إسرائيل لأنه في المقام الأول إسرائيل جارة لمصر، وليس جارة لجنوب السودان ( نحنا بعيدين من إسرائيل ومصر، وهما الجيران وأخوات) !!
وبماذا خرجتم من اجتماعاتكم المطولة مع المسئولين المصريين الزائرين للخرطوم خلال اليوميين الماضيين ؟؟
مصر مهتمة بالأوضاع في السودان ولهم مبادرات بأن يتم الاستفتاء في أجواء سلمية، وهي تعمل مع الطرفين لمنع رجوع السودان للحرب وتنفيذ اتفاقية السلام والانتقال إلى مرحلة جديدة، حتى ولو قاد الاستفتاء إلى قيام دولة في جنوب السودان، فليكن هنالك قيام لدولتين جارتين من دون حالة زعزعة واحتراب ، في إطار السياسة المصرية لتحقيق الاستقرار في منطقة حوض النيل، ونشارك مصر هذه الأهداف .
وما هو أو كيف سيكون شكل علاقاتكم مع ليبيا ؟؟
لنا علاقات جيدة مع ليبيا وحكومة جنوب السودان ستفتح بعثة في ليبيا قريبا .
هنالك تصريح قرأته عدة مرات على لسانك وهو أنكم ستعودون للوحدة بعد الانفصال فإذا كنتم تريدون الوحدة ما هو الداعي للانفصال من الأساس ؟؟
المشكلة أن الدولة السودانية قائمة على خلل أساسي وخطأ هيكلي في أسس الدولة، وهذا الخطأ إذا لم تتم معالجته وفشلنا في ذلك فسيقود إلى انقسام السودان وسبب انقسام وحتى انهيار السودان هو الخطأ في هيكل وأساس الدولة السودانية ، والخطأ في مشروع البناء الوطني، المشروع السوداني الذي تم اعتماده في الاستقلال كان مشروعا ضيقا قاد لتهميش وإلغاء قطاع كبير من المجتمع السوداني، ووجد جنوب السودان نفسه ملغيا وخارج المشروع وبالتالي قامت دولة سودانية لا تعبر عن طموحات وتطلعات الجنوبيين وهم قد حاولوا أن يقدموا حلولا، وطالبوا بالفيدرالية واتفقوا على الحكم الذاتي في إطار السودان الموحد وتم خيانة ذلك والتراجع عنه.
تريد أن تقول أن كل الخطى ساقتكم نحو الانفصال ؟؟
كل الخطى ساقت لتنامي النزعة الانفصالية بسبب الفشل في الوصول لوحدة على أساس القواسم المشتركة .
والى ماذا تهدف بحديثك عن أن الوحدة ستعود وتأتي بعد الانفصال وهل هو تطمين للسودانيين على مختلف اتجاهاتهم الجغرافية وتوجهاتهم السياسية بأن الوطن سيعود واحدا ؟؟
هذا ليس بتطمين فقط إنما قراءة للواقع، أولا إذا كان شعب جنوب السودان في الاستفتاء يقدم لهم السودان بصيغته الحالية ومشروعه الحالي وهو من أسوا المشاريع في تاريخ السودان، المشروع الحالي هو مشروع دولة إسلامية في مجتمع متعدد، وصل التناقض لأعلى الدرجات فبكل تأكيد هذه الصيغة غير مقبولة بالنسبة للجنوبيين، لأنها لا تحقق تطلعت الجنوبيين وبالتالي فسيصوتون للانفصال، هذا هو الاتجاه في أوساط الجنوبيين بنسبة كبيرة اتجاها نحو الانفصال، وهذا بسبب أن الأسس الحالية لوحدة السودان غير مقبولة ولا تعبر عن تطلعات ومصالح الجنوبيين، فالجنوبيون سوف يكونون إما ضيوفا وإما من درجة ثانية.. وربما ثالثة أو رابعة !
هل من المؤكد أن الانفصال سيحقق تطلعات الجنوبيين لقيام دولة يريدونها وتحقيق الدنيا الجديدة وفق ما يتمنون ؟؟
نعم ، أما المستقبل في رأيي سيكون في البحث عن مجالات للتعاون بين الشمال والجنوب .
الجنوبي الذي عاش في العاصمة الخرطوم بما فيها من مقومات العاصمة شبه المتطورة بالبنيات التحتية وكامل العمران هل سيستطيع أن ينتقل إلى جوبا والجنوب الذي مازال لم تكتمل فيه مقومات الدولة بمعناها الشامل ؟؟
صحيح أن الجنوب منطقة متخلفة، هي منطقة تم تهميشها، وقدرات الجنوبيين أقل وذلك نتيجة لسياسات التهميش والقهر الذي مورس عليهم، ليس لأنهم لا يملكون الإمكانية، بل لديهم الإمكانية والقدرات، ولكن هذا نتيجة للتاريخ الطويل من الظلم والاضطهاد وهذا هو السبب لظهور النزعة الانفصالية .
وهل لديكم الإمكانيات المادية الكافية والموارد البشرية المؤهلة لبناء دولتكم الجديدة وإلحاقها بمصاف الدول المتقدمة ؟؟؟
الآن نعم الجنوب له القدرة سواء كانت البشرية أو حتى أدنى مستوى من التطور لقيام دولة، أي انه الآن للجنوب مقدرات أفضل من السودان عند الاستقلال، فإذا تحدثنا عن قدرة الدولة في مجال الإعلام ووسائله على سبيل المثال فعند استقلال السودان نجد أن إذاعة أم درمان التي كانت تعمل آنذاك كانت محطة صغيرة تم تكوينها أساسا منذ زمان الاستعمار في زمن الحرب كآلة لترويج الإعلام أثناء الحرب، بينما إذاعة جوبا الآن تمثل عشر مرات مستوى إذاعة أم درمان في البداية وتلفزيون جنوب السودان حيث له فضائية أفضل من دول أخرى الآن.
في العاصمة الخرطوم هناك عدد كبير من أبناء الجنوب يعيشون في رغد ورفاهية ويسكنون الفلل الراقية ويركبون “الفارهات” من العربات، بما منحهم الله من نعمة فهل أمثال هؤلاء سيقدرون على العيش في العاصمة جوبا وهي رغم طبيعتها الخلابة إلا انه ليس بها مقومات العاصمة المتطورة فهل سيطيقون صبرا على ذلك ؟؟
ليس بالضرورة أن أي جنوبي يعيش في رفاهية خارج جنوب السودان يختار العودة للجنوب ويبدأ الحياة من ( كوخ) لأن مستوى العولمة يقول بأن كثيرين من مواطني دول يعيشون في دول أخرى فهنالك سودانيون يعيشون في القاهرة وبريطانيا و..
مقاطعة ولكنها ليست بلدانهم والمرء يشعر بالراحة أكثر لو انه وجد السبيل للعيش في وطنه أليس كذلك ؟؟
طبعا ومن يقرر العيش في بلاده سيأتي، ولكن هنالك سودانيين يعيشون في الخليج والإمارات ويشتغلون هناك ويربون أطفالهم ويدعمون أهاليهم في البلد، فهذا ليس هو المقياس، أما في جنوب السودان فسيبدأ النمو وبكل تأكيد هنالك مستويات مختلفة من العيش حتى في الجنوب، وقد بدأ الآن نموا عمرانيا كبيرا جدا في مدن جوبا وملكال وواو، ويوفر ليس فقط للجنوبيين أصحاب المستوى العالي ولكن حتى الأجانب، حيث يعيش في جنوب السودان الآن مواطنون من الصين والهند وأمريكا وبريطانيا وفرنسا في جوبا
هؤلاء أليسوا أصحاب المهمات الصعبة ؟؟
ليس بالضرورة أن تكون مهمات صعبة، فهم يعيشون في مستوى ( موش بطال) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.