للمرة الثانية يثقب أهالي ولاية سنار جدار الليل ، حيث خرجت تظاهرة حاشدة أمس 7 مايو بمدينة الدالي ، إحتجاجاً على سرقة سكر الجمعية التعاونية بواسطة أحد عناصر جهاز الأمن بالتواطؤ مع أحد التجار . وقد لاحظ المواطنون ان أحد عناصر الأمن الاقتصادي ويدعى عثمان النور يسرق سكر الجمعية التعاونية ويسلمه لتاجر مشهور بالفساد في المنطقة إلى درجة تسميته ( محمد خراب السوق) ، وقرر المواطنون إيقاف السرقة المتكررة ، فاعترضوا (الدفار) المُحمل بالسكر ، وعندما تدخل الأمن الاقتصادي لفك (الدفار) ، إحتج المواطنون وسيروا تظاهرة حاشدة وصلت إلى مكاتب جهاز الأمن وأحرقته . وعجزت وحدة جهاز الأمن عن إيقاف سيل الجماهير رغم استعانتها بقوة أمن من سنجة مما اضطرهم لسحب جميع عناصرهم من مدينة الدالي وترحيلهم إلى سنجة . وفي اتصال ل (حريات) باحد النشطاء بمدينة الدالي قال انهم مستعدون لتغيير هذا النظام الفاسد وان سنار ستظل كما عهدها تاريخ السودان ، منطقة للثورة والصمود ، وان الأمر لن يقتصر على الهبات الجزئية ، فالولاية بأسرها تعاني من اختناق كبير سببه الظلم المتراكم في كل المجالات . هذا وسبق وتظاهر أهالي ود النيل إحتجاجاً على الفساد ، وأحرقوا مكاتب المحلية والضرائب ، في الأول من مايو الجاري . وتشير هذه التظاهرات الحاشدة وما عبرت عنه من إحتقان إجتماعي بالغ إلى ما ينتظر المؤتمر الوطني في العاصمة الخرطوم ، عاجلاً أو آجلاً .