انا في صف المخلص من أى ديانة يتعبد في الجامع او في الشارع فكلا الاثنين تعذبه الكلمة والكلمة حمل وامانة انا في صف المخلص مهما اخطأ فالكلمة بحر يركب سبعين مساء حتى بلد اللؤلؤ انا في صف النائب مهما كان الذنب عظيما فطريق الكلمة محفوف بالشهوات والقابض في هذا العصر على كلمته كالممسك بالجمرة هذا مقطع من قصيدة احمد عبد المعطي حجازي.. دفاعاً عن الكلمة حفظته عن ظهر قلب حين وقعت عيناى على ديوان حجازي (مدينة بلا قلب) في صباى الباكر.. وكنت اعاني حيرة عظيمة ازاء كثير من ظاهرات الحياة من حولي.. وكانت الاسلئة تزدحم في ذهني ازدحاماً مضطرباً.. وكنت احاصر نفسي ليل نهار باسئلة متدفقة.. ماذا افعل؟ واين اجد الاجابة. وفي الصباح انقل تساؤلاتي ومشاغلي الى المدرسة في الفصل اسأل المعلمات والمعلمين ولا اتعب من الاسئلة ولا من هضم الاجابة.. كنت تلميذة كثيرة المناقشة والالحاح على تفسير ما يدور حولي. وتابعت مساري في كل مراحل تعليمي.. ومنها اصبحت لي علاقة ايجابية مع الكلمة ومع التساؤل المشروع حتى وصلت حد اليقين بأن السيف اذا دخل المعركة الخاسرة تبلد وصار عصا في كف الملحد.. وسيفي كان قلمي.. وكلمتي.. يا للروعة.. الكلمة تنمو بالدمعة واخذت الكلمة جنب القلب قربت الكلمة من شوقي شوق الانسان الى الخضرة والحب ونما حرف عانق حرفا.. وكتب الجنة. واستمرت علاقتي مع الكلمة.. وجنة الكلمة هى الصدق والوضوح والتجرد في معالجة كل شيء.. قال توفيق الحكيم (اني لا اطيق احداً يحقر الافكار والكلمات ان الكلمات هى التي شيدت العالم.. الكلمات الصادقة والافكار العالية والمباديء العظيمة هى وحدها التي قادت الانسان في كل اطوار وجوده.. وبنت الأمم والشعوب في كل مراحل تاريخها. قلت كل هذا في معرض اجابة على سؤال فاجأتني به احدى الصحفيات الواعدات.. عن لماذا اتحدث دائماً عن دور المعلم في رعاية التلميذ ولماذا اتحدث دائماً عن امانة الكلمة. استمعت الى اجابتي في صبر واعجاب ودهشة وقالت انك فعلاً من جيل محظوظ كان في زمانه امكان وجود علاقة مع ذلك النوع من المعلمين والمعلمات الذين يقبلون الاسئلة والتساؤلات ويردون عليها ويدخلون مع التلاميذ والطلبة في النقاش.. واضافت قائلة انها لا تتذكر أى نوع من العلاقة بينها وبين المعلم او المعلمة او المحاضر او المحاضرة حتى في الجامعة.. فكل العلاقات اليوم مع المعلمين لا تتخطى الفصل والدرس المحدد او الدروس الخصوصية التي اصبحت سمة واضحة في عالم التعليم. نظرت اليها وقلت لها كان الله في عون التعليم والعملية التربوية كلها واعان المعلمين والمعلمات في كل مراحل التعليم على الحياة ونعمتها التي اصبحت حنظلاً. هذا مع تحياتي وشكري