الأحد 26 ديسمبر 2010م….. شعرت بالفرح لنجاح تسجيل الفيديو بعد المخاض المتعسر!!!!!!، وما أن رأيته في بريدي الالكتروني، حتى ناديت أبنائي بفرح ودعوتهم لرؤية التسجيل وأخبرتهم أنني أريد أن أعرف وجهة نظرهم حوله!!!!!!!. عوّدت أبنائي على متابعة قضية والدهم بكل تفاصيلها المكتوبة والمرئية!!!!!!، فقد شاهدوا ما بثته القنوات الفضائية وتابعوا سودانيزاونلاين والفيس بوك، واستمعوا لأصدقاء وأهل وعرفوا ما ينبغي أن يعرفوه!!!!!، وكانوا يتابعون بدقة كل ما يحدث!!!!!!!!. رأت (رؤى) ابنتي تسجيل الفيديو ولم تكمله وخرجت غاضبة من الغرفة وكانت تبكي بشدة!!!!!!!. تحيرت حيرة شديدة من تصرفها، واعتقدت أن خطباً ألم بها، ولحقت بها!!!!!!، قلت لها متسائلة، ما الذي دهاك!!!!!!!، قالت لي، أنها منزعجة جداً مما أفعل، أولاً، من كتاباتي اليومية التي أنشرها في الانترنت، وفي صحيفة حريات الالكترونية!!!!!!!!!. صمتت برهة، ثم أردفت قائلة: أصبح هذا كله يشعرها بالغثيان ويصيبها بالقلق الشديد، إذ باتت تعتقد، أنني إذا خرجت من المنزل قد لا أعود إليهم مرة ثانية!!!!!!!، وأضافت، وأسوأ ما يمكن أن يحدث، هو تسجيلي لهذا الفيديو!!!!!!!. تعجبت بشدة من كلامها، ولم أدرك حقيقة ما تقصده بقولها، وقلت لها، أنني لم أفهم مغزاها وما ترمي إليه من كلامها؟؟؟؟؟. ردت قائلة والدموع تملأ عينيها: يكفينا واحداً منكم فقط في السجن، ولا يمكن أن نفقدكم الاثنين!!!!!!!!. صعقت من كلامها، وشعرت بأن كياني قد تزلزل، لما سمعت ما قالته!!!!!!، إذ كنت أزهو بفرح لأريهم كتاباتي اليومية التي كتبتها منذ أن سجن والدهم، ولأجعلهم يفخرون بوقفتي في سبيل دعم قضية والدهم!!!!!!. أُصبت بالرعب الشديد وانتابني الهم والغم، وداخلني الشك، واعتقدت أن (رؤى) قد توهمت ذلك وربما لن يشاركها شقيقاها ذلك!!!!!!، اتجهت إلى (أحمد وعلي) وسألتهم عن شعورهم عما أفعله؟؟؟؟ أجابني (علي) الأصغر، بأن ذلك فيه خطورة وقد يقبضني البوليس يوماً بسبب ذلك، وسوف يقتلهم الحزن لفقداني!!!!!!!. أحسست أن خنجراً قد انغرز في صدري، حتى لم أستطع التنفس، وشعرت بأنني سوف أتسبب لأبنائي بصدمة نفسية كما سوف أزود من معاناتهم وآلمهم بسبب فقدانهم والدهم!!!!!!!. احترت في نفسي، إذ طيلة الفترة الفائتة، لم أفكر فيما يعتقده أبنائي حول ما أفعله!!!!!!، ولم أستشرهم يوماً أو أطلب رأيهم فيه، بل كنت أندفع لما يمليه عليّ ضميري وواجبي!!!!!!!!، إذ لم يخطر ببالي أن الخوف تجذر بدواخلهم وأصابتهم الفوبيا ليس من سجن والدهم فقط، ولكن لما أفعله أيضاً!!!!!!!، كنت أحس بمعاناتهم وآلامهم، ولكن لم أتخيل أنني أزود همومهم هماً!!!!!!. إذ أصبحوا يعلقون عليّ آمالاً، لأنني الملاذ الوحيد أمامهم!!!!!!. وشعرت أنني لم أفهم ذلك طيلة هذه الفترة، ولم أحس باحساسهم بأنني سوف أعرض نفسي للسجن والاعتقال وأجعلهم يدفعون ثمن ما أرتكبته!!!!!!!!. لم أعرف ماذا أفعل حيال ذلك، أو ماذا أرد على أبنائي الذين ينتظرون مني وعداً، بأن أتوقف عما أفعله!!!!!!!، وتساءلت في نفسي، هل من الصواب أن أتوقف عما أفعله؟؟؟؟؟، وهل يجب أن أحترم شعور أبنائي بأن أتفرج على ما يحدث من حولي دون أن أكون طرفاً فيه؟؟؟؟؟، أليس في هذا مبالغة وتهويل للأمور؟؟؟؟؟ هل يستطيع أبنائي بحكم صغر سنهم وتجربتهم أن يقرروا مصلحتهم؟؟؟؟ وهل ما أفعله يتعارض مع مصلحتهم؟؟؟؟؟ وهل واجب الأم دائماً، حماية الأبناء حتى من ظنونهم وهواجسهم؟؟؟؟ وهل عليّ أن أنصاع وأنقاد لما أختاره أبنائي ورأوا فيه مصلحتهم؟؟؟؟؟ وماذا عن أبوذر الذي يحثني أن أفعل الكثير وألا أتوقف عن دعم القضية بكل غالِ ونفيس؟؟؟؟؟؟ وماذا عن أن القضية ليست قضية أبوذر بل هي قضية عامة؟؟؟؟ ألا يعني هذا خذلاني وعاري؟؟؟؟ هل سوف سيحترمني أبنائي أو هل سيقدورن يوماً ما فعلته في سبيل دعم قضية والدهم؟؟؟؟ أم سيعتبرونني قد أذيتهم كما فهل غيري الذين تسببوا بحرمانهم من والدهم؟؟؟؟ هل……؟؟؟؟ وهل………؟؟؟؟؟. أحسست أن رأسي أوشك أن ينفجر من كثرة التفكير!!!!!!، ولم أعرف ماذا أفعل أو أي قرار أتخذ؟؟؟ وكيف يمكن أن ألبي رغبة أبنائي؟؟؟؟ وكيف يمكنني أن أتوقف وأن أتجاهل كل ما يحدث حولي؟؟؟؟ هل أرضخ لما طلبه أبنائي، أم أتناسي ذلك، لأتسبب لهم بالمزيد من المتاعب والعقد النفسية؟؟؟؟؟. شعرت أنني متنازعة بين ما يطلبه مني أبنائي كأم، تناست وتجاهلت واجبها، تجاه أبنائها!!!!!!، وبين ما يطلبه مني واجبي كزوجة وإنسانة لا ترغب في التخلي عن واجبها!!!!!!!!. لم أعرف كيف يمكنني أن أحقق التوازن المطلوب دون أن أخل بواجب أو أقصر في مسئوليات تجاه أخرى!!!!!!!!!. وتمنيت لو أن وجدت، الإجابة التي تخرجني من حيرتي التي وقعت فيها!!!!!!!، وقلت في نفسي، لا أملك إلا أن أتوجه لله رب العالمين!!!!!!.