قال تقرير منظمة “انقذوا الاطفال” الخيرية البريطانية إن الاطفال السوريين يتعرضون للسجن والتعذيب والخطف وإن مثل هذه الفظائع يجب ان توثق بصورة افضل وحثت المنظمة الانسانية الاممالمتحدة على زيادة وجودها على الارض لتتمكن من توثيق كل جريمة. وقالت المنظمة إن الاغلبية العظمى من الاطفال السوريين الذين تحدثت اليهم شهدوا مقتل احد افراد العائلة. ويأتي التقرير في بداية القمة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة. وفي وقت سابق قال الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لسوريا إن الاوضاع هناك “سيئة للغاية وتزداد سوءا”. واستندت “انقذوا الاطفال” في تقريرها على روايات مباشرة في مقابلات مع لاجئين فروا من الصراع في سوريا. ولم يذكر التقرير من الذي اعتدى على الاطفال لكن متحدثا باسم المنظمة الانسانية قال ان بعضهم سمعوا أهلهم يلقون باللوم على القوات الحكومية في الاعتداءات. ويقول محققو الاممالمتحدة ان قوات الحكومة السورية ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان “على نطاق يثير الانزعاج” لكنهم سجلوا ايضا حوادث قتل وخطف على أيدي مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وقال الاطفال الذين تحدثت اليهم منظمة انقذوا الاطفال في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة انهم شاهدوا مذابح ورأوا افراد أسرهم يقتلون خلال الصراع الذي مضى عليه 18 شهرا. وقال وائل البالغ من العمر 16 عاما والذي لم يذكر تقرير “انقذوا الاطفال” اسمه بالكامل أو مكانه مثله مثل باقي الاطفال الذين اجريت معهم المقابلات “عرفت صبيا يدعى علاء. كان عمره ست سنوات فحسب. لم يفهم ما يحدث. وقد أبلغ والده بأن هذا الطفل سيموت ما لم يسلم نفسه.” ونقل التقرير عن وائل قوله “في تقديري أن ذلك الصبي البالغ من العمر ست سنوات عذب أكثر من اي شخص آخر في الغرفة. لم يقدم له طعام أو ماء لمدة ثلاثة ايام وكان ضعيفا للغاية حتى انه كان يغشى عليه طوال الوقت.” وأضاف “كان يتعرض للضرب بشكل متكرر. شاهدته وهو يموت. لم يعش سوى ثلاثة ايام ثم مات.” وقال خالد البالغ من العمر 15 عاما انه اقتيد مع ما يزيد على مئة اخرين الى مدرسته القديمة التي حولت الى مركز للتعذيب وكانت يداه مقيدتين بحبل من البلاستيك. وقال “علقوني من السقف من معصمي وكانت قدماي بعيدتين عن الارض ثم تعرضت للضرب. كانوا يريدون منا ان نتحدث.. ان نعترف بشيء ما.” واضاف “اغشي علي من شدة الالم نتيجة للتعليق على هذا النحو ومن الضرب. أنزلوني والقوا ماء باردا على وجهي لكي افيق. ثم تناوبوا اطفاء سجائرهم في جسمي. ها هي ندوب الحروق.” ووصف عمر البالغ من العمر 11 عاما الحياة تحت القصف. وقال “في أحد الايام كنت ألعب مع اخوتي وابنة عمي. كنا نغيظها وكانت غاضبة فتركتنا وذهبت الى منزلها. في تلك الليلة دمرت قذيفة منزل ابنة عمي التي كان عمرها تسع سنوات والتي أغضبناها خلال النهار. كم أندم على انها ماتت وهي تشعر بالحزن.” وقال طفل آخر يدعى منذر (11 عاما) انه وكان يقف أمام مدرسته مع عدد من الاطفال عندما بدأ الرصاص ينطلق في الهواء مارا قربهم. وأضاف “كان طفل يدعى أمجد يقف بجواري. اصيب بطلقة في رأسه. لم أدرك في البداية انه مات. سقط الى الامام جاثيا على ركبتيه كأنه يصلي.” وأضاف مشيرا الى ندبتين “ثم شعرت بألم مروع. لقد اصبت بالرصاص ايضا – في رقبتي.” وقال جوستين فورساي الرئيس التنفيذي لمنظمة انقذوا الاطفال الذي استمع الى هذه الروايات من أصحابها بنفسه انها “ينبغي ان تسمع وتوثق حتى يمكن محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة التي ارتكبت ضد الاطفال.”