لم تكن زيادة اسعار السلع الضرورية التي شهدتها الاسواق خلال الايام الماضية هي وحدها التي تقلق المضاجع ،فشريحة طلاب الجامعات تعاني ايضا حيث شهدت اروقة الجامعات هذا العام ارتفاعا كبيرا في اسعار الكتب وصفه المراقبون بانه الاعلى خلال السنوات الاخيرة اذ زادت اسعار بعض الكتب والمقررات الدراسية بنسبة تقارب ال75% . (الصحافة) قامت بجولة وسط بعض الجامعات للوقوف على المشاكل . يقول الصادق عمر صاحب مكتبة للكتب الجامعية بجامعة النيلين ان كتاب القانون الجنائي لمؤلفه البروفيسور حمو وصل ل( 27 ) جنيه بعد ان كان بسعر (15) جنيهاً في الايام الماضية بينما ارتفع كتاب الانجليزي من ( 6) جنيهات الى (11) جنيهاً . ورفض اصحاب المكتبات تحميلهم مسؤولية الارتفاع الكبير الذي شهده الكتاب الجامعي ، وقال حسن علي صاحب مكتبه بجوار آداب النيلين ان الاساتذة والمؤلفين يعطونهم الكتب بسعر معين وهم يبيعون الواحد بزيادة جنيه مضيفا ان مؤلف كتاب القانون الجنائي حدد سعر الكتاب ( 26 ) جنيهاً بينما يبيعونه بسعر 27 ونفي حسن ان يكونوا وراء الارتفاع . فيما رفض الطلاب بشدة الزيادات واعتبروها عائقا ينضم الى معيقات التحصيل التي تقلقهم بداية بالمصروف الجامعي اليومي وغلاء المأكولات والمشروبات الى الرسوم الجامعية التي باتت تحرم بعض الطلاب من الجلوس للامتحانات . واعتبر محمد النور آدم الطالب في كلية القانون المستوى الثاني في حديثه للصحافة الزيادات بانها دليل تقصير ادارة الجامعة وتساءل عن دور ادارة الجامعة و مصير بعض الطلاب الفقراء وعما اذا كانوا سيستعينوا بالكتب القديمة ام يتبادلوا الكتب مع اقرانهم ،ومضى النور الى ان زيادة اسعار السكر والدقيق واللبن و السلع الضرورية امتدت لشريحة الطلاب الجامعيين سيما ان اغلب الطلاب من اسر محدودة الدخل . بينما وصف عمر خليفة من النيلين الارتفاع بانه امتداد لمشاكل كثيرة تعيق استقرار الدراسة الجامعية و كليته مشيرا الى ان بعض الاساتذة يصدرون كتبهم بعد فوات الاوان واعتبر الزيادة في اسعار المقررات الجامعية هذا العام عبئا على الطلاب في ظل الاجواء الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد . اما الطالب علي عبدالله بجامعة السودان قال ان هنالك آثار سالبة لارتفاع اسعار المراجع ما يدفع البعض الاستعانة بالكتب القديمة التي لا تشمل كل الدروس في وقت يقوم فيه بعض الاساتذة باعمال زيادة في الكتاب . الاستاذ علاء الدين المحاضر بجامعة امدرمان الاسلامية قال انه لا يسعى لجمع الاموال عبر مؤلفاته الجامعية و عزا الارتفاع في اسعار المقررات الدراسية هذا العام الى زيادة التكاليف المتعلقة بالطباعة والورق. ان التعليم وتنمية العقول هو بوابة السودان للتطور الاقتصادي و كل العالم يدرك ان التطور الاقتصادي والاجتماعي يكمن في تنمية العقول ،ففي محاضرة لمسؤول التخطيط الاستراتيجي بمكتب رئيس الوزراء الماليزي محاضير ويدعى سليمان محمود بمركز مامون بحيري اكد ان النهضة التي شهدها الاقتصاد الماليزي في الفترة الماضية تعود للتعليم والبيئة التعليمية التي اعتبرها بانها الاداة الفعلية لنمو اقتصاد ماليزيا وارتفاع ناتجها الاجمالي الى بلايين الدولارات بعد ان كان لا يتجاوز الملايين.