روي طريح بن اسماعيل الثقفي ذات مرة أنه كان عند الوليد بن يزيد وهو ولي عهد فدعا الأخير بالشطرنج ولعبا سوياً ، فدخل عليه حاجب ينبئه أن أحداً من أقربائه بالخارج يستأذن في الدخول عليه ، وبناء علي نصيحة طريح تمت تغطية الشطرنج بمنديل ، ثم دخل عليهم الرجل الذي كان عند الباب وهو جسيم يعتمر قلنسوة وفي زي الفقهاء علي حد قول المدعو طريح . فلما جلس سأله الوليد عن معرفته ببطولات ومعارك أهله فقال لا أري شيئاً ، وعن السنة والفرائض فاكتشف أنه ( ماسح )، وعن الشعر فقال لا أعرف شيئاً ، وعن أخبار العرب وآثارهم فأجابه ليس لدي علم بها . هنا قال الوليد يا غلام ارفع المنديل ، العب يا طريح ، فليس معنا أحد ، فلما سمع ذلك الرجل انصرف . ولم نعرف بعد ذاك من الذي انتصر في لعبة الشطرنج تلك ، وأين سهرالوليد وطريح ذلك المساء ، فلم تكن هنالك سينما ولا قنوات فضائية . تحدث ثلاثة من قادة الحزب الحاكم قبل أيام قلائل في مناسبات مختلفة عن موضوع واحد هو الفجر الجديد ، فقال نائب رئيس الجمهورية أن السودان بلد اسلامي 100% والما عاجبو يشوف ليهو بلد تانية . وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني لو دخلت الجبهة الثورية جحر ضب لدخلت المعارضة معها . وقال رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني أن الحزب الشيوعي لا يؤمن بالقومية أصلاً بل يؤمن بالحل الطبقي !! العب يا طريح فليس معنا احد ، ولاتخشي ياأيتها المعارضة من محاسبة المؤتمر الوطني ( خيال المآته) وغير بعيد عن خطرفات قادة المؤتمر الوطني وربائبه من ( المتّوركين) فإن انصاف القادة في الحزب الحاكم يريدون حسم معركة الاقتصاد بالقيم الايمانية ، واستجلاب العملة الصعبة عن طريق الدين الداخلي بفوائد قدرها 15% بينما التضخم 30%. وغير بعيد عن كل هذا حكاية اقرارات الذمة التي خرجت للعلن مؤخراً ومعناها أن تسأل السدنة (عندك كم في البنوك و كم من ألاراضي وكم من الشركات؟) وان تكتب كل هذا في فورم حكومي يوضع في واحد من الادراج ثم يقال ها نحن قد حاربنا الفساد. من النكات الطريفة ان أحدهم وصف شخصا آخر بالفساد والسرقة و النصب والاحتيال أمام جمع من الناس، فقالت احداهن ده أبوي فرد عليها ولا يهمك خالي كان حرامي معاهو( وكان معاهو اقرار ذمة !). هل يستطيع صاحب الذمة المبلوعة أن يكتب اقرار ذمة ( مشفوعة ؟!) اللبيب بالاشارة يفهم.