ضد التيار هيثم كابو طه شو ..! * من إشكاليات المشهد الفني العقيمة والقديمة أنك متي ما أنتقدت فناناً أو أغنية أو موقفاً ترك الناس النقد ومدي منطقيته ، وأشهروا أسلحة التساؤلات السامة في وجه المقال مستفسرين بمكر كامل الدهاء :- (إنتو الزول دا مالو مع فلان دا .. يا ربي بيناتم مشكلة .. أكيد في حاجة، يا خي دا نسفو ما خلي ليهو جنبة يرقد عليها ) ، وما أن يقابل أحد أفراد الوسط الفني الشخص الذي وجهت له النقد إلا ويبادره بالتعليق قائلاً : (ياخي ديل حاقدين .. كفاية نجاحاتك وجمهورك .. دايرين يكسروك ما تهتم بي كلام الجرايد .. أنت ماشي صاح وأعمل الفي رأسك.. يا راجل أنت ميه الميه وماسك الساحة وشايل مفتاحا)..!! - نفس الشخص وبذات شحمه ولحمه وفهمه متي ما قابلك تبرع بالتعليق علي مقالك دون أن تطلب منه وجهة نظر أو رأي ، وذلك بقوله:- (تعرف يا أستاذ العاجبني فيك بتقول للأعور أعور في عينو .. الأولاد ديل إفتروا في الفاضي ، وبرددوا في غُنا يخجل .. الواحد ما بقبل زي الغُنا الهايف دا يدخل بيتو .. ربنا يقويكم مهمتكم صعبه.. الأولاد ديل دايرين إضربوا العدادات ويتواجدوا ما بهتموا بالقيم والأعراف والأخلاق .. ديل خطر علي المجتمع .. تعرف مقالك دا أنا قريتو تلاتة مرات وقلت لزوجتي بالله شوفي الزول دا كتب شنو .. القلم أمانة ومسؤولية وأنت بصراحة أديت الأمانة وكنت قدر المسؤولية وأكتر شويه .. الله يقويك)..!! * تلك هي الصورة التي تسيطر علي المشهد الفني بشكل عام مع وجود بعض حالات الإستيعاب الراشد التي تدخل ضمن قائمة الإستثناءات .. ولكن طالما أن للقلم قسمه، وللكلمة قدسيتها، وللحرف مسؤولية كبري، فيجب علي الصحافي المحترم أن يقول كلمة الحق ولا يأبه بردود الفعل البتة ..!! * سقت المقدمة أعلاه لأن أكثر من شخص تعاملوا بعقلية (ماذا هناك) مع بعض المقالات التي إنتقدت فيها المطرب الشاب طه سليمان منذ زمن (المُشاط وحرامي القلوب) بل أن الفتي نفسه سيطر عليه فهم خاطئ مفاده أن هيثم كابو يستهدفه ويسعي الي تحطيمه ، وتلك رؤية قاصرة لم تقف عند النقد المكتوب أو تستفيد منه ، وشَغَل المُنتقَد نفسه بالإجابة علي سؤال :- (لماذا ينتقدني هيثم ولا يصفق لي مثل الآخرين عند الخطأ قبل الصواب أو يلتزم الصمت عندما أُقدِم علي فعل مستفز أستحق عليه الهجوم الكاسح والنقد الحاد؟؟) والإجابة علي السؤال أعلاه – رغم أهميتها – إلا أنها تركض بنا بعيداً عن هدف المقال، ولمن يرغب في معرفة الإجابة نضمد جراح الإستفهام بقولنا :- (ننتقد طه سليمان في (تفلتاته) التي لا تنتهي بإعتباره يمثل أحد رموز الغناء الهابط بالبلاد ، بل ويقود الشاب إتجاهاً خطيراً للعبور بالأغنية السودانية من الأعمال الهابطة الي الأغاني الفاضحة الساقطة التي تحمل بين طياتها إيماءات تتجاوز الخطوط الحمراء مثل (حرامي القلوب تلب) وغيرها من هايف الكلم وساقط القول .. ننتقد الفتي عندما يصمت الآخرون لأننا لا نعرف إقامة علاقات خاصة علي حساب كلمة الحق ونؤمن بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ومن يبحث بصورة عامة عن صداقة أو علاقة مبنية علي عبارات الثناء والشكر على حساب قسم القلم ومصداقية الحرف فأنه يرهق نفسه بإهدار زمنه وتبديد خطواته في طريق لن يفضي في نهايته إلا الي النقطة التي إنطلق منها المسير) ..!! * قلنا هذا الحديث بالنص من قبل، ونضيف أنه بغض النظر عن الكيفية التي يقرأ بها البعض ما نسطره من نقد وما نكتبه من ملاحظات فالواجب المهني يحتم علينا إبراء الذمة طالما أن قدرنا العمل بمهنة لا تعرف التلون والضبابية ولا تعترف بشئ سوي الحقيقة ، وللصديق العزيز محمد عبد القادر الذي كتب أمس مقالاً مسكوناً بالوجع عن (البنطلون المحذق الشاذ) الذي ظهر به (الفتى المشاتر) عبر (أغاني وأغاني) بعنوان (بعض ما يؤلم ..طه نموذجا)ً نقول : أولاً :- يهدف طه من وراء كل أغنية (هايفه) أو فعل غرائبي الي التواجد بالمشهد الفني، ويجتهد في إبتداع ما يلفت أنظار الناس ويجعله مثار نقاش بغض النظر عن نوع الفعل ووضعه ما بين الإستهجان والاستحسان، فالهدف الأساسي هو الحضور في دنيا الغناء بكل ما يمكن أن يجعله موجوداً في دائرة الأضواء ..!! ثانياً :- يخشي طه سليمان من المنافسة الفنية (وفق المعايير المعروفة) برغم إمتلاكه لقدرات تطريبية كبيرة وقبول ملحوظ ، وتجده دائم الخوف من الدخول في مغامرة غير مأمونة النتائج بتقديم أغنيات ذات كلمات رصينة ، وما عزز تلك المخاوف في نفسه بصورة كبيرة أن معظم الأعمال (الرصينة) التي قام بغنائها لم يحفظها الناس عن ظهر قلب ،بعكس أغنياته (الهايفة) مما دفعه للسير في الطريق الخطأ بدلا من التصميم على الوصول ب«الدرب العديل» ..!! ثالثاً :- لن يتوقف المد الغرائبي عند طه فهو اليوم يقدم إستعراضاً علي خشبة المسرح ، ومن قبل ذلك يراهن علي منلوجات حلمنتيشية وأغاني مبتذلة حتي تجعله موجوداً ومن بعد ذلك يتجه لمنافسة انصاف مدني على اغنيات الدلوكة ، و يسعي الي لفت الأنظار بالظهور مع مجموعة من (البودي قارد) ،ويفتخر بالمشاط، ويرتدي ملابس غرف النوم داخل استديوهات التلفزيون ،وكما توقعنا من قبل تواصلت سيناريوهات الغرائب وستستمر حتي تشرق شمس اليوم الذي يقتنع فيه أنه قادر علي البقاء بالساحة الفنية بعيداً عن الأغاني الهايفة والأعمال الغرائبية .! رابعاً :- صمت الناس وعدم تعليقهم علي ما يفعله طه سليمان يزرع الخوف في قلبه ويدفعه الي تحسس موطئ قدمه والبحث عن أعمال أكثر غرائبية ، بينما يقفز الفتي فرحاً عندما يشن عليه البعض حملة ضارية ويهتموا بإفراد مساحة له وإنتقاده ، لذا فعلي صلاح بن البادية ومحمد ميرغني وغيرهما من كبار الفنانين والزملاء الصحافيين الإنتباه الي حقيقة أن حديثهم عن طه – حتي ولو كان ناقداً غاضباً زاجراً فهو ما يبتغيه الفتي وما يسعي الي تحقيقه ..!! نفس أخير * يا عزيزي محمد عبد القادر : (سو يا سو .. لا تهتموا كثيراً فإنه (طه شو) .