وهج الحروف ياسر عائس سلاح المتعة !! o تعتمد كرة القدم أساسا على عامل المتعة والاثارة لجذب الانتباه ولفت الأنظار باستخدام وسائل معروفة او متعارف عليها يختلف تطبيقها من فريق لآخر وبها تكون الفوارق. o يعتمد برشلونة وهو ملك المتعة في العالم على تطبيق جملة من وسائل المتعة أهمها الضغط على الخصم والاحتفاظ بالكرة لأطول فترة وافتكاكها من الخصم خلال مدة قصيرة ولا يترك له مساحة للاستمتاع بها او تهديد مرماه. o يمارس الضغط على الخصم ويقفل المنافذ ولا يسمح بتاتا بتهديدهم لمرماه ويعمل على ملاحقة الخصم كأفراد وجماعات كما ينتهج نهجا لا يتوفر لدى أي فريق وهو التقارب الكبير بين اللاعبين في المسافات حيث لا تبرز مساحات واسعة بينهم. o ونادرا ما تطيش كره بين اللاعبين حيث تنحصر مهمة اي لاعب في تمريراً على أية جهة وفي الغالب تصل لواحد من لاعبي البرشا. o يتميز البرشا بالأداء السلس الجميل وتجلو انظار المتابعين من داخل الملعب او على الشاشات بالمستوى الرفيع والشكل الممتاز وهو ما ظل يحتفظ به طوال السنوت الأخيرة. o بعض الفرق باتت تنتهج نهج البرشا واسلوب التيكي تاكا المميز والذي بات مطلوبا لكل الفرق باعتباره مميزاً وساحراً ويسعد القاعدة ويجلب المزيد من الجماهير التي أصبحت تبحث عن المتعة والفن الخلاب وترفض الأسلوب التجاري. o تسيد برشلونة العالم وبات الملك المتوج على كل القلوب باسلوبه الرائع حيث انتج الاهداف التي قادت للانتصارات والبطولات. o ولتطبيق هذا المنهج العالي احتاج البرشا للتعاقد مع لاعبين على مستوى عال من الكفاءة والمهارة والموهبة والفهم الكبير والتركيز الدقيق في المباريات. o هضم الطريقة واستيعاب خطة الجهاز الفني والتعامل مع متغيرات المباراة والتحسب لمفاجآت الخصم هو ما ظل ينتهجه البرشا وعندما يفشل او يقل الداء يخسر الفريق ويفقد النقاط وتضيع البطولات. o المقارنة تبدو بعيدة بين الهلال والبرشا باعتبار الفارق بين الدوريين وفي افهام اللاعبين ورؤيتهم للمنافسة. o لكن الهلال في مباراة المريخ الأخيرة امتلك الكرة ولجأ للاستعراض والاداء الجميل مع امتلاك تام للكرة ومنطقة المناورة والسيطرة على الوسط. o لكن الاختلاف كان في التوجس من الاقدام على الهجوم والتهرب من الضغط على الخصم والاكتفاء باللعب الاستعراضي والبعد عن منطقة الخطر. o اذا استمر الهلال على هذه الطريقة فانه لن يتمكن من بلوغ اهدافه وهو التسجيل في مرمى الخصوم باعتباره الترجمة الحقيقية لصناعة اللعب وللجهد الجماعي. o لابد ان يتخلى المدربون ويلتزم اللاعبون بتجاوز الطريقة التقليدية العقيمة والتفكير بطريقة سريعة تتجاوز السائد المألوف واللحاق بالاسلوب العالمي المتجدد الذي لا يتقيد بأطر ثابتة وقوالب جامدة بل يتغير مع تغير الزمن. o قدم الهلال اداءً فنيا رفيعا في نصف الساعة الاولى من المباراة وحصر المريخ في منطقته ولكنه افتقد اللمسة الاخيرة الحاسمة بالتصويب في المرمى وانهاء اللقاء في الوقت المناسب عندما كان المريخ يبحث عن طوق نجاة من الطوفان الأزرق. o الهلال منح المريخ فرصة التقاط الانفاس وتجميع الصف واستعادة اللياقة الذهنية واستيعاب خطر الهلال وبعد ان فاق من الصدمة استرجع قوته وانتفض وحقق ثلاثة أهداف على جناح السرعة لم تعبر حقيقة عن واقع المباراة التي كانت مؤشرها يؤكد قوة الهلال وينذر المريخ بشر مستطير. o فرط الهلال في المباراة لعدة أسباب أهمها التوليفة الخاطئة التي لعب بها المدرب وانتظاره وقتا طويلا قبل الشروع في تعديل الوضع المائل. o وصبره على اهدار الفرصة السهلة وفشله في معالجة الخلل الواضح في وقوف اللاعبين من الوسط والدفاع ما قاد لعزل الهجوم عن بقية الفرقة. o مال الهلال للعب العرضي وهو مؤشر خطير يتطلب تداركا سريعا لأن التابلوهات تكون بعد حسم المباراة وتوسيع الفارق على الخصم وتصعيب المهمة. o ومن العيوب البارزة التي عادت من جديد بعد اختفائها لسنوات ظاهرة رفع الكرة من الارض خاصة عند نزار ونيلسون والشغيل وهم لاعبي وسط والظاهرة الاخطر تتمثل في استلام الكرة والدوران بها باتجاه مرمى الفريق وليس الخصم وهو ما يشكل خطراً كبيراً وداهماً لأن كل خط الدفاع لا يتوقع وقوع الخطأ وبالتالي لا يتحسب لاحتمال قطع الكرة وتشكيل هجمة بها على الهلال. o على الجهاز الفني للهلال ان يضع في الاعتبار هذه الموجهات قبل ساعات من ختام الموسم حتى لا يخرج الفريق خالي الوفاض وقد تبقى له لقاء غاية في الاهمية امام المريخ يتطلب التريث والحكمة والبصيرة وبعد النظر والقراءة الصحيحة والا فان البديل هو فشل الهلال في الفوز باي من البطولتين بعد الفشل في الترقي لنصف النهائي ونهائي الابطال. o ونكتب لاحقا عن لقاء الهلال والاكسبريس العطبراوي.