* ل(الود قضية)، سهرة رمضانية تبثها قناة (النيل الازرق) يومياً، تهتم بمناقشة مواضيع ساخنة عبر عاملين في المجال ومختصين في ذات المجال، ورغم أن فكرة السهرة غاية في الروعة إلا أن أغلب (ضيوف البرنامج) ولن نقول جميعهم بالتأكيد لم يكونوا يوماً ما في الموعد، وظلت السطحية هي الأساس الذي تسير عليه معظم الحلقات، مع احتفاظنا التام بمحاولات مقدمي السهرة تحويلها إلى جادة الطريق وقيادة نقاش مثمر بين الأطراف يتم من خلاله توضيح الإشكالية ثم بحث أسبابها ومناقشة المعالجات الممكنة عبر تلك الحلقات (الصريحة). * وإن كان معظم المتابعين ممن نعرفهم وضعوا سهرة (الصحافة الفنية) كأفشل حلقات البرنامج على الإطلاق، إلا أننا لن نتجمل وسنقول بوضوح شديد إن سهرة (الصحافة الرياضية) تستحق لقب الأسوأ، وفشل الحلقة بدأ من اختيار القائمين على أمر القناة لضيوف السهرة والتركيز على جيل معين من الصحفيين الرياضيين جاء من بعده جيل حاز على كثير من المساحات ونجح بدرجة بعيدة في تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة التي ركز مقدم البرنامج وضيوفه في الجانب الآخر على إثارتها عبر الحلقة. * مشاكل الصحافة الرياضية الحقيقية لا يمكن أن تناقش بصراحة ووضوح عبر تلك المجموعة التي وجدت داخل الاستوديو لانهم باختصار لهم ضلع لا يخف عن عين أحد في فشل الصحافة الرياضية وما حاق بسمعتها من تراجع في السنوات الأخيرة، فأحدهم عرف على الدوام بأنه عدو الصحافة الرياضية الحرة ويسعد دائماً بتكميم الأفواه بحثاً عن رضا ملاك أو مالك الصحيفة التي يعمل بها، أما الثاني فأسئلته المشروعة ولسعاته التي دائما ما تكون خارج النص أبلغ دليل على أنه غير جدير بالجلوس في ذلك الكرسي من أجل الدفاع عن الصحافة الرياضية. * الزميلان ابراهيم عبدالرحيم وحسن فاروق ورغم ذكائهما الذي نعرفه إلا أنهما انصرفا تماماً عن المهمة الأساسية في نقاش المشاكل وسمحا بجرجرتهما إلى محطة الدفاع عن مواقف شخصية كان يمكن مناقشتها خارج ذلك الاستديو، ولكن يمكن أن نقول أنهما نجحا في تقديم بعض الدفوعات المنطقية مقارنة بالضيوف الآخرين. * وأسوأ ما في الحلقة على الإطلاق كانت تلك المداخلة الضعيفة لنقيب الصحفيين دكتور محي الدين تيتاوي الذي جاء ليتحدث أمس بمثالية لا يمكن ان نصدقها على الإطلاق لأن تيتاوي وباختصار شديد سطر احد اكثر المقالات تطرفاً في تاريخ الرياضة السودانية اتهم من خلاله المريخ غمزاً بانه اشترى الحكم الزامبي جيني سواكوازي وقال فيه أيضاً إن الحكم يستحق (بنية). * دكتور تيتاوي وكعادة القيادات في السودان عندما تشتد عليهم وطأة النقاشات المنطقية يذهبون مباشرة الى ضرب الآخر تحت الحزام بمثل الذي قاله لاستاذنا الحبيب حسن فاروق (انت شيوعي وشغال في جريدة الحزب الحاكم)، وهي عبارة لو يعلم نقيب الصحفيين انها خصمت من رصيده اكثر مما هو مخصوم اصلاً، فمحاولة إخماد الرأي الآخر بعبارة (انت شيوعي) إشارة واضحة لضعف المنطق، أما عبارة (شغال في جريدة الحزب الحاكم) ففيها توضيح للطريقة التي يتبعها نقيب الصحفيين في تسيير أموره وتلك التي يرغب أن تسود في الصحف بمعنى أن صحفيي المؤتمر الوطني هم الذين يملكون فرص العمل في صحف الحكومة وأن الآخرين مكانهم الشارع. * ولا فهمناك غلط يا دكتور محي الدين تيتاوي. عبدالله كمال