خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] أهمية المدارس السنية للصغار (2) جاء فوز أطفال السودان ببطولة كأس قناة "ج" الدولية القطرية من بين ستة عشر دولة عربية ممثلاً في مدرسة محمد عبدالله موسى للأساس بولاية الجزيرة المعطاءة ذلك النصر الذي تحقق بعد مجاهدة وصبر ومصابرة وعزم ويقين لا يلين رفعوا فيه راية السودان عالية في المحافل العربية هذا النصر المؤزر الذي حققه هؤلاء الصغار وهم يبكون واستحقوا ذلك التكريم الرائع من السيد رئيس الجمهورية، أقول حقيقة جاء هذا النصر المبين ولم يجف مداد خواطري السابقة بتاريخ 18/2 عن أهمية المدارس السنية للصغار ليؤكدوا صدق ما ذهبت إليه حقاً أنه نصر افتقدناه كثيراً في الكبار ونرجوه مستقبلاً من منتخبنا الوطني وأنديتنا التي تمثلنا في البطولات الأفريقية. اليوم وفي هذا الإطار أود التحدث عن بعض التجارب المختلفة للدول التي اهتمت بالمدارس السنية للصغار أقول بأن دولة أسبانيا حققت كل تطلعاتها وأهدافها الرامية إلى الرقي والتقدم والسمو بالنشاط الرياضي رغبة منها في تحقيق البطولات وبالذات في مجال كرة القدم اللعبة الشعبية، وذلك بتعليم الناشئة والشباب كيفية ممارسة كرة القدم والتدرج بهم وتدريبهم على أبجديات كرة القدم حتى يشبوا عن الطوق ويصبحوا نجوماً كباراً يحققوا النجاحات لهم ولبلدهم، وكان لهم ما أرادوا وحصروا ثمرة جهدهم بنيلهم بطولة الأمم الأوربية لأول مرة في تاريخهم في العام 2008م بفضل التخطيط السليم والذي أوصلهم أيضاً بالفوز ببطولة كأس العالم في المونديال الذي أقيم بجنوب أفريقيا في العام 2010م مما جعل دولة أسبانيا في صدارة دول العالم في التصنيف الدولي للفيفا وسيدة على كل دول العالم. في هذا الخصوص نذكر أيضاً دولة البرازيل كدولة عظمي أذهلت العالم في البطولات العالمية لمنافسات كأس العالم لكرة القدم المختلفة بالأداء الرائع والفن الأصيل حيث وجدت كرة القدم اهتماماً كبيراً من الدولة والقاعدة الرياضية الشعبية حيث اهتمت الحكومة بدعم النشاط وعملت على توفير الإمكانيات اللازمة لتسيير الأنشطة الرياضية كافة، ولذلك ظلت البرازيل دائماً تحتفظ بموقعها المتقدم ومكانتها العالمية التي اكتسبتها على مر العصور والأزمان. هناك أيضاً التجربة والدروس المستفادة من دولة ألمانيا عندما سقطت بمنتخبها الذي ضم لاعبين متقدمين في السن ذلك السقوط الشهير في المونديال الذي أقيم بفرنسا بخروجها من الدور ربع النهائي أمام أوكرانيا، وقد كان وقع الهزيمة مرير للغاية لبطل العالم ثلاث مرات وسط خيبة كبيرة عمت الشارع الكروي الألماني، وعندها طالب المسئولين عن كرة القدم بالتغيير الجذري في كل شيء من أجل نهضة كروية تعيد ألمانيا إلى خريطة الدول العظمي في عالم الكرة، فجري العمل وفق تخطيط مدروس وضعت له الخطط والبرامج من أجل الاستفادة من قطاع الناشئين والشباب والعلم على اكتشاف المواهب وإعدادها. أقول كل ذلك وفي الخاطر خروج منتخبنا الوطني في الكثير من البطولات المختلفة ولسنوات طويلة، وهنا لابد من العمل على الاستفادة من بعض البرامج التي تقدمها الأندية العالمية مثل ريال مدريد والأرسنال وإنشائها لبعض المدارس في القارة الأفريقية، وبقليل من الجهد يمكننا أن نحصل على تجربة مثل هذه بتفعيل البروتوكولات الرياضية الموقعة مع كثير من البلدان في المجال الرياضي. أختم بالقول بأنني لي آمال كبيرة في أن تقوم صحيفة كورة سودانية الإلكترونية بتبني مقترحي حول المدارس السنية في مقالي السابق ولو بإدخال بعض التعديلات عليه ليكون حقيقة نموذجاً لمدرسة سنية قومية يستفيد منها كل السودان وليس العاصمة فقط، أملي والله كبير جداً فيكم يا ناس كورة سودانية.