* رغم قناعاتي الكبيرة بأن بعض التقديرات الخاصة لحازم مصطفى هي التي أفضت به إلى هذه المحطات، وأنه في الأصل رجل طيب ومحب للناس ومبادر ولديه الكثير مما يقدمه.. إلا أن بعض الملاحظات المتفاوتة من حيث الأهمية يمكن أن تستخلص من تجربته، وقبل أن نتحدث عن هذه الملاحظات ينبغي على المريخاب ألا يحملوا الأمور فوق طاقتها، فكل ما يحدث من تطورات سالبة في الأوضاع كان أصلها نقاط بسيطة ما كانت لتتحول إلى قصص مثيرة ذات أبعاد تهدد إستقرار الكيان إذا أخذها الناس ببساطتها، ولكن.. كل العقد تكمن في نفوس بعض الناس.. والمشاكل المريخية والأزمات تبدأ دائماً بالأفراد،كل يأول ويفسر ويضخم بقدر ما في نفسه من فرغ وطاقة سلبية..! * أريد أن أتطرق في البداية للبيان الضافي الذي أصدره الأخ أيمن أبوجيبين في أعقاب قرار لجنة الإستئنافات، واللغة التي علق بها على القرارات، بدون إنفعال وشتائم وتوزيع للإتهامات لأي طرف، أنا وغيري ممن قرأوا هذا البيان طربنا لأسلوبه وأعدنا قراءته أكثر من مرة لما احتواه من كلم طيب، ورؤية ثاقبة وقراءات سليمة لمجريات الأمور.. ونحن نهنيء أبوجيبين على هذه الروح، ونشير إلى أن البيان نفسه حقق أكبر نسبة من التداول في القروبات المريخية، وما من شخص قرأه إلا واندفع وأطنب في الإشادة به، وكما قيل فإن الكلمة الطيبة جواز سفر.. والمقصود هنا ليس السفر عبر المطارات بالطبع وإنما السفر إلى القلوب..!! * حازم ورغم أنه رجل طيب ويحمل صفات جيدة.. كان عليه أن يتحسس الطريق جيداً لأنه يدخل (دغلاً) كثيفاً لأول مرة في حياته، ومجتنع المريخ لم يعد مثالياً كما كان في السابق، ولم يعد الناس فيه بتلكم البساطة التي كانت في السابق، بل أصبحت نفسية الأفراد والجماعات بحاجة إلى من يعرفها ويتخير أسلوب التعامل، فكانت التسجيلات الصوتية سبباً في زلزال كبير ضرب علاقته بجماهير المريخ، في وقت كان فيه بحاجة لترفيع اللغة لتكون حميمية أكثر، ليس لضعف في الرئيس، ولكن بسبب وتيرة الأحداث في المريخ والظرف الذي يمر به مجتمعه وأنه كان بحاجة إلى الكلمات الطيبة التي تكسر روتين وأجواء العداوات والشكوك والإتهامات المتبادلة بين المريخاب.. وكثرة الإضطرابات والخيبات إنعكست عنها نتائج سلبية أثرت في النادي وإستقراره وتسببت في خراب التفوس وإنهيار ثقة المريخاب في قدراتهم على صناعة واقع جميل ومغاير..!! * حازم مصطفى كان بحاجة إلى صيانة علاقته مع جمهور النادي إما بالصمت أو الكلم الطيب.. وكل شخص في هذا المنصب الرفيع بحاجة إلى مستشارين حصيفين يسيطرون على بعض الزلات قبل أن تخرج إلى الملأ وتكسر الدنيا، ولا أعرف هل كان الرجل يستشير المقربين منه أم أنه كان يرتجل المواقف.. وهل نصحه الناس وتجاهل نصائحهم.. أم بخلوا عليه؟ * ما حدث في المريخ خلال أسبوعين من تطورات مربكة يستحيل معها الحديث عن تطوير وإستقرار وبناء، ليس لضعف من القيادات التي تتقدم إذا كان حازم مصطفى أو أيمن المبارك الخضر.. فكليهما يملك ما يقدمه في هذا المنصب بدون تبخيس، ولكن أخشى أن تضيق مواعين المريخ بالقادمين لخدمته ولا نستوعبهم كما ينبغي، ولا يجتهد أهل المريخ مع رؤساءهم وأعضاء مجالسهم إلا للبحث عن نقاط ضعف وثغرات وتسجيلات صوتية وغيرها من العورات للإنتقاد.. فلن يترشح لرئاسة المريخ ملاك… أو إنسان معصوم عن الأخطاء.. فضلاً أن زمان الأنبياء قد انتهى وكل من يتقدم في المريخ ستكون له عورات ونقاط ضعف وإخفاقات.. ويجب على أهل المريخ الإهتمام بما يلي قضيتهم في إطار (الصحيح والخطأ) فقط..!! * رئيس المريخ أياً كان يحتاج لبيئة طيبة تحتضنه ورفاق يدلونه على الطريق الصحيح قبل أن يطبلوا له.. فالتطبيل مع الأخطاء لايجدي فتيلاً…!! حواشي * فترة حازم مصطفى في المريخ كانت فيها إيجاببات كثيرة جداً ومقابلها سلبيات شأنها كأي تجربة بشرية، وكذلك ستكون لأيمن سلبيات وإيجابيات.. وقبل أن نبدأ في التقييم يجب علينا الإجتهاد في تمهيد الطريق للإنتقال من بؤرة الأزمات التي يقبع فيها النادي منذ فترة إلى بيئة صالحة تحترم من يقدم ويضحي.. وبيئة (تحتوي) من يفد إليها..! * مباراة الفريق غداً أمام الأهلي طرابلس لن تكون مهمة سهلة… بل هي مواجهة صعبة بكل المقاييس ترتقي لأن تكون واحدة من أهم المباريات التي يخوضها الفريق في العشر سنوات الأخيرة. * مباراة صعبة تتطلب التركيز والتوازن النفسي للاعبينا… وتتطلب كذلك أن يكون الجهاز الفني بقيادة الغرايري يقظاً.. فالموقف لا يتحمل الأخطاء.. * أهمية المباراة أنها تأتي في وقت يحتاج فيه المريخ للنقاط والإرتفاع في التصنيف العام للأندية الأفريقية حتى يخطو خطوة جادة نحو الإنضمام لدوري السوبر الإفريقي… فضلاً عن أن الأهلي طرابلس يعتبر من المنافسين المباشرين له في ذلك السباق والتفوق عليه يعد خطوة نحو دوري السوبر…!! * حتى وإن لم يكن أيمن المبارك هو من صاغ البيان بنفسه.. يكفي أنه جاء في توقيت ممتاز كان الناس فيه بحاجة للإطلاع على كلمات تعيد التوازن النفسي لكل من يتابع مسيرة المريخ في الأيام الماضية..!! * المريخ عبارة عن (بيت عزابة) بحاجة لمن ينظفه ويرتبه ويضع كل شيء في مكانه الصحيح..!! * الأخ الصديق حسن إدريس يعتبر من أقدم العناصر الإدارية التي مازالت تعطي بنشاط وحيوية، تعلمنا منه الكثير في حب المريخ وكيفية الإخلاص والحرص والتفاني في حضرته.. رجل يحب الرسميات والإنضباط، ويعشق الإجادة في كل شيء… فمن غيره يؤتمن على أموال المريخ؟ * تضم قوائم مجالس الشورى المريخية المتعاقبة آلاف الأسماء والأقطاب، بعضهم يمثل الرعيل الأول.. ولكن الأغلبية دخلوا كما خرجوا ولم يتركوا بصمة إيجابية يذكروا بها…!! * المريخ بحاجة إلى دور أكبر (للكبار)، ومجلس شورى يلعب أحياناً دور غرفة (فض النزاعات)..!! * أجمل ما قاله حازم مصطفى من قبل: لن يعاقب المريخ في عهده نتيجة ديون وأخطاء سابقة.. مهما كانت كلفة الغرامات…. هذا التصريح لم ير حظه من التداول في القروبات المريخية رغم أنه موغل في الإيجابية…!!