* إستغرقت المدينة الرياضية منذ بداية العمل فيها وحتى الآن أكثر من ثلاثين عاماً.. وأهدر فيها لوحسبنا فقط (التمر والفول المدمس) التي التهمتها القطط السمان في إجتماعاتها بهذا الشأن طيلة هذه السنوات فتقديرها لا يقل عن ملايين الدولارات، فضلاً عن ما أنجز وخرّب، وعلى سبيل المثال، هم يعكفون الآن على رتق ماحدث في أعقاب الثورة وبعد أن إتخذت إحدى القوات العسكرية المكان ثكنة وسكنة لها فحدث ما حدث من خراب ودمار إستغرق وقتاً لإصلاحه.. ومع كل هذا المجهود الذي لم نميز في خضمه من أنجز ومن أنفق ومن أخفق وفسد وصل الإستاد مرحلة الجاهزية ولم تتبق له إلا الأرضية.. في ذات الأيام التي يحتفل فيها القطريين بالرقم القياسي العالمي لإنجاز أسرع أرضية نجيل طبيعي في العالم، ولم تستغرق العملية أكثر من 47 دقيقة.. ونحن هنا ننتظر ذات العملية أن تنجز في ثلاثة أشهر حتى نحفظ ما تبقى من ماء وجه الكرة السودانية بعد أن أصبحت تتسول الملاعب. * أما ما يحدث في المريخ فهو أمر عجيب، ودليل عظيم على فشل الإنسان في هذا النادي الكبير، خاصة أن ما حدث من دمار وخراب لم يكن لعوز وفقر في المال، وإنما لفقر في العقول والقدرات الإبداعية وعوز كذلك في جوانب تتعلق بالإخلاص والتضحية، ففي آخر مرحلة كان بإمكاننا أن نستدرك فيها استاد المريخ في شكله الذي تركه فيه جمال الوالي كان أيام التعاقد مع شركة مقابل 14 مليار فقط لمعالجة الخلل الذي حدث وإعادة الفريق إليه، وكان على سوداكال أن يوفر المبلغ ولكنه كالعادة.. وعد عشرات المرات وأخلف.. ومنها بدأ الإنهيار نحو الحضيض.. * يقيني الذي لايدانيه الشك أن ما أنفق في ترميمات إستاد المريخ كان كافياً لإنجاز عمل في غاية الجمال، ينقل المريخ مراحلاً في عالم الإستقرار.. نحن لانريد التطرق لما كان ينبغي أن تفعله مجالس الإدارات لإستقطاب تمويل للمشروع وإنما أتحدث عن الأموال التي أنفقت بالفعل ولم ننجز شيئاً حتى الآن، فتشييد ملعب جديد كلياً بنفس مواصفات ملعب الصداقة الذي لعب عليه منتخبنا الأولمبي ببنين لا يكلف أكثر مما أنفقه المريخ في ترميمات ملعبه.. لذلك أقول أن الإنهيار في المريخ لم يكن بسبب المال، فالنادي ينفق بالفعل أرقاماً تحلم بها أندية أفريفية كبيرة.. ولكن هذا الإنفاق يتم لإرضاء الناس عبر أعمال تجد التصفيق ولا تنفق في مشروعات حقيقية تبقى على مر الأزمان. حواشي * الكاردينال أنجز الجوهرة الزرقاء عندما وضع نفسه أمام تحدٍ مع نفسه وركز في المشروع وركز فيه، وبينما كان البعض يتهمه بنقل السيخ والإسمنت إلى منزله كان مشروعه يشرئب إلى عنان السماء..!! * وجاء السوباط ولم يهدم ما بناه الكاردينال.. بل إنطلق من حيث انتهى سلفه وحفظ للهلال مكانته بين أندية القارة، وأنقذه من تسول الملاعب..!! * الآن ومهما حدثت من تغييرات وتعاقبت مجالس على الهلال وتتابعت وجوه.. فإن التأريخ سيذكر ما فعله الكاردينال وعضد عليه السوباط.. وإن كانت بينهما خصومة فالأمر لا يهم طالما أن هنالك بصمة مشرفة..!! * أما في المريخ.. فبعد أن بلغنا السماء ولامسنا النجوم براحات أيدينا مع جمال الوالي في حقبة ما.. إرتدينا إلى حيث يتدارك أنصار هذا وذاك من الرؤساء في جحيم التردي والخراب.. وكل جماعة تلعن أختها.. بينما الفريق يتجول بين ملاعب الأحياء وينفق المال لإيجارها، ويتسول الملاعب لمبارياته الدولية..!! * من خربوا المدينة الرياضية وتسببوا في تأجيل إفتتاحها لعامين كاملين هم أنفسهم من أرادوا صيانة إستاد المريخ وإعادة تأهيله..! * هذه على طريقة (أفلقني وداويني).. أو على سبيل المثل الشعبي السوداني (الإضينه دقو واعتذر ليهو)… والإضينه هنا هو جمهور الرياضة الذي يحتفي بمن يحطم أفراحه ولا يحاسب إلا من يضحي في سبيل أن يصنع الفرحة للشعب.. * منتخبنا الأولمبي سافر إلى بنين، وهنالك إستقبله أحفاد مملكة داهومي من الطائرة وحملوه على كفوف الراحة حتى استقر بأجمل فنادق العاصمة، وفي وطنه الخرطوم قضى الساعات الطوال في إجراءات بيرقراطية.. وأصروا على تفتيش حقائق ملابسه الرسمية وحقيبة الكرات.. مع أن مطار (كوتونو) لم تهرب عبره أطنان من الذهب.. عجبي..!! * السودان لا يذله إلا السودانيين..!! * سأعود للكتابة عن هذه الوقائع بالتفصيل الممل.. غداً بمشيئة الله