أهدر مجلس إدارة نادي المريخ وقتا طويلا بلا طائل، وانتظر حتى ساعة الصفر ليحسم أمر ملعب أبطال إفريقيا الذي سيؤدي فيه مبارياته الثلاث أمام الزمالك المصري، وشباب بلوزداد الجزائري تواليا، ومن ثم الترجي التونسي في المرحلة الثانية من البطولة. واستهلك المجلس، وقتا ثمينا في انتظار أسامة عطا المنان، ووفقا للمصادر بعض الجهات العليا، من أجل اقناع مجلس الهلال بقبول استضافة مباريات المريخ، في وقت كانت كل المؤشرات تؤكد أن الهلال لن يقبل خوفا من غضب جماهيره، التي أجبرت المجلس على تغيير موقفه بعد أن وافق أولا، وكان واضحا أن مجلس الهلال الذي لا يستند على أرضية صلبة لن يغامر بإرضاء أي جهة على حساب جماهيره، في ظل تخوف واضح من ظهور جيد للمريخ، لتكون المقارنة بين مستوى الفريقين أحد أسباب تمسك الهلال بموقفه الرافض لاستقبال مباريات المريخ، ليكون انتظار المجلس غير مجد، وهو ما تسبب في وضع المجلس في مأزق محرج، ذلك أن الاختيار في ساعة الصفر غالبا ما يأتي غير جيد، ليضطر المجلس مجبرا على خيار ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي، وهو الخيار الأسوأ الذي يصب في مصلحة المنافسين، لا سيما في التوقيت الحالي الذي يشهد انخفاضا واضحا في درجات الحرارة، لتكون مثالية لأندية شمال إفريقيا المعتادة على أجواء باردة وصقيع وأمطار على النقيض من اللاعب السوداني، والدليل ما حدث للمنتخب في الجزائر، وسيكون ملعب شهداء بنينا مثاليا للغاية لشباب بلوزداد على نحو مزدوج وهو بتعود نجومه على اللعب على العشب الإصطناعي،بجانب الأجواء البارد، بينما ستكون الأجواء مميزة للغاية بالنسبة للترجي، الذي باتت مهمته سهل بالوصول لليبيا، بل وضمان مساندة كبيرة من جماهيره، تماما مثل ما سيحدث لشباب بلوزداد،والزمابك، لسهولة التنقل في شمال إفريقيا. ليس هناك ميزة واحدة يمكن أن تصب في مصلحة المريخ، بل أن كل الظروف ستكون ضد النادي المريخ، عدا ميزة التواجد في ليبيا وانتظار شباب بلوزاد بعد آداء مباراة الجولة الأولى أمام الزمالك المصري، ليتفادى النادي ارهاق السفر والتنقل، غير أن الرحلات لكل المنافسين لن تكون مرهقة أيضا. انتظار حتى ساعة الصفر استهلك مجلس المريخ الوقت بلا طائل، في انتظار المستحيل، تسبب في أسوأ اختيار، بالرغم من أن الفترة كانت كافية للبحث والتمحيص، وبروية كاملة، لاختيار ملعب في قلب إفريقيا، حيث الأجواء مثالثة بالنسبة لنجوم المريخ، ويبدو واضحا أن مجلس المريخ سلم مبكرا، واستلم لواقع يبدو أقرب على الورق، بصعوبة التأهل، دون طموح في البحث المشروع عن تحسين التصنيف، وحصد نقاطا جديدة، في ظل فرصة مواتية بالنظر لمستوى الزمالك وظروفه السيئة، وتراجع الترجي، والتفوق الكبير للمريخ على الأندية الجزائرية في السنوات الآخيرة. تأخير مزعج في حسم الملفات. وغرور أبجيبين غير مبرر التأخير في حسم ملفت مهمة ظاهرة مزعجة، لازمت مجلس المريخ منذ عهد لجنة التسيير التي ضمت عددا كبيرا من عناصر المجلس الحالي. أيمن مبارك يتوهم أن الإجماع الذي يجده لا محالة سيستمر، وفي كل الظروف، وهو لا يدرى بحكم حداثة عهده بالوسط الرياضي أن الأمور ستنلقب ضده، مثلما حدث مع حازم مصطفى الذي حظى بإجماع غير مسبوق، ففشل في مهمته، وسهل مهمة المهمة لأبجيبين، الذي يتعامل بغرور واضح، ويعتقد أنه أنجز الكثير، وهو ما يزال يتحسس خطاه، ويعلم يقينا أن علاقته بكرة القدم لا تجعله يدرك أن الجزولي نوح مهاجم بالمريخ. اهدار الوقت في انتظار مستحيل موافقة الهلال، لا محالة سيتسبب في ضرر بالغ للمريخ، بعد أن اضطر المجلس لاختيار ملعب شهداء بنينا وسيشاهد الجميع نتيجة سوء الاختيار بعد أول مباراتين في الأبطال، وبانتهاء المرحلة الأولى من المجموعات، ليكرر أيمن سيناريو حازم الذي بدأت سلسلة مشاكله بسوء اختياره للقاهرة.