*ولا شيء ؛ لن يحدث شيء بالمرة… كأن لم تجئ أصلاً.. *وما الذي يحدث إن جاء والدها الصادق نفسه؟.. *ولا شيء… ولا شيء… لن يحدث إلا ما قد حدث من قبل ؛ لا شيء.. *إذن لماذا تُصعب الحكومة أمر مجيئهما ؟.. *لأنها تحب أن تُصعِّب على نفسها… من حيث تدري ولا تدري.. *فيصيبها ضرر بأكثر مما قد يصيب المصعب عليهم… والنماذج كثيرة.. *يعني – مثلاً – ما كان سيحدث لو تركت لبنى في حالها ؟.. *بمعنى ألا يتم تصعيد في قضية بنطلونها… إلى مستوى أجهزة الدولة.. *ولا شيء ؛ ما كان العالم انتبه… ولا لبنى غدت فرنسية.. *وخسرت الحكومة… وكسبت هي ؛ وجنت الملايين من كتاب البنطلون.. *وما كان سيحدث إن لم تحارب الحكومة السيولة ؟.. *ولا شيء ؛ فهي حاربت نفسها… والناس… والبنوك… وانتصر الدولار.. *فهي سياسة أشد خطلاً من سياسة تبديل العملة… زمان.. *وما كان سيحدث إن لم تُطارد الحريات ؛ حارةً حارة… وزنقةً زنقة؟.. *بمعنى أن تُطارد حتى في حدها الأدنى… الضئيل.. *ولا شيء ؛ وفي المقابل خسرت الحكومة شيئاً وأشياء… ولا تزال.. *وترسل الوفود كل عام إلى جنيف… دون جدوى.. *وتسعى بكل جهدها إلى أن يُرفع اسم بلادنا من قائمة دول الإرهاب.. *وفي كل مرة يُقال لها : من بين شروطنا الحريات.. *وأصلاً ما كان سيغادر المهدي إن وجد هذا النزر اليسير من الحرية.. *حرية أن يتكلم… فهو خلاف ذلك ليس عنده شيء.. *الشيء الوحيد – ذو الأثر – أضاعه قبيل مغادرته الأولى… تهتدون.. *شيء صُنع على أعين النائب… والأمير….. وثالث.. *فقد كان كل شيء أُعد لفعل شيء… وما عليه سوى إطلاق الشرارة.. *ولم تكن الشرارة غير كلمة… خلال خطبة الجمعة.. *ولكن بدلاً منها قال المهدي كلمات… وهي : الآن انصرفوا بهدوء.. *وانصرف المأمورون بتنفيذ الخطة عن الشيء.. *فلماذا – إذن – لا تغادر الحكومة متردم أخطائها رغم خبرة السنوات؟.. *أو ربما يصح أن نقول : رغم تكرار السنوات؟.. *وفي رواية ثالثة : خبرة سنة مضروبة في ثلاثين سنة… يعني سنة أولى.. *وسوف ينتبه العالم… وتحتج دول… وتصيح منظمات حقوقية.. *وتصرخ أمريكا : ألم نقل لكم ؟!.. *ويظل اسم دولتنا باقياً في قائمة الدول الراعية للإرهاب… بسبب لا شيء.. *فلن يضر الحكومة شيئاً إن هي صبرت على فتات الحريات.. *وإن غضت طرف الريبة الآن عن عودة المهدي… وبنته.. *فلن يفعلا شيئاً ؛ ولكنهما سيكسبان أشياء إن لجأ النظام لعادته… كالعادة.. *أو رُب شيء لا نعلمه.. *و….. نشوف !!.