*أو بالأحرى؛ ما كنا نسميها هيئة علماء السلطان!.. *فهنالك عجيبة أشد عجباً من كونها ما زالت موجودة ؛ بل وتصرح (كمان).. *فقد قالت الهيئة أمس، إنها كانت تسدي النصح للبشير.. *لا بالله!!..وكأن العهد قد طال بيننا وأيام البشير؛ وأيام علماء السلطان معه.. *أيام كانوا يبكون له كي لا يسافر..خوفاً على حياته.. *وأيام كانوا يسكتون – كما الشيطان الأخرس – وبشيرهم يحمي الفساد..والمفسدين.. *ويسكتون ورصاصه يحصد أرواح مواطنيه..بلا رحمة.. *ويسكتون وأهله – وأهل حزبه – يرفلون في نعيم (سفيه) ؛ وأبناء شعبه جائعون.. *بل، ويسكتون وهم أنفسهم يتنعمون بالفارهات ؛ في أوان مسغبة.. *ولعل صور مداخل أمكنة اجتماعاتهم تثبت ذلك..وتضبطه متلبساً بصفة الدعة.. *فمحاولة ركوب الموجة الآن – إذن .. أقبح من فعائلهم هذه.. *وربما كنا نحترمهم لو أنهم بقوا على ولائهم السلطاني ؛ من باب الصدق مع الذات.. *بل، بلغ من بؤس حالهم هذا أن شبهناهم بكلب جارنا عبد القوي.. *فهو ما كان يعير التفاتاً لأيما كائن يمر بجواره..وهو باسط ذراعيه بالوسيط.. *لا ينبح في وجه حمار..ولا جمل..ولا حتى غريب (مريب).. *ولكن نباحه القبيح يُسمع في كل أجزاء الحي عند رؤيته (كتاكيت) بالقرب منه.. *وكذلك علماء السلطان..الذين يحاولون تجميل وجوههم الآن.. *ما كانوا يصرخون إلا في وجوه صغائر الأمور..وسفاسفها؛ ويتركون عظائمها.. *فليتركوا الثورة الآن في حالها..ما تركتهم.. *ولم تُذكِّرهم حتى بعبارتهم الأثيرة أيام الدماء ..واقتحام البيوت.. *عبارة (الخروج على الحاكم حرام).. *و(حرام) أن تظل الهيئة السلطانية هذه باقية إلى اليوم؛ كأحد معالم الدولة العميقة.. *ولا يقل عجباً عن هذه الهيئة السيد علي الحاج.. *فقد كان (بجحاً) جداً – وقوي العين – وهو يعلن عدم اعترافه بحكومة حمدوك.. *والسبب أنها – حسب قوله – غير ذات شرعية.. *أما نظامه الساقط ،فقد كان شرعياً تماماً – في نظره – وهو يسرق السلطة بليل.. *ومنطقه هذا هو قمة ال (لا) منطق السياسي..والأخلاقي.. *بل وحتى الديني ؛ "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"؟.. وتنسون انقلابكم؟.. *رغم أن الوضع الحالي جاء نتاج ثورة شعبية (دامية).. *وشهد على دمائها هذه – ودموية البشير – علي الحاج هذا نفسه.. حتى آخر لحظة.. *وشاهدها من شرفة القصر أخوه السنوسي..بجوار البشير.. *ويشهد التاريخ الآن أن علي الحاج غير (أمين) مع ذاته.. وليته (خلاها مستورة).. *وينافس علي الحاج في عجيبته هذه طلاب (الوطني) بالجامعات.. *فهم يتحدثون – كذلك – عن الشرعية..والحرية..والعدالة ؛ (ناس العصي والسيخ).. *ويقولون إن صناديق الاقتراع هي أساس الديمقراطية.. *ولا أدري وفقاً لنتائج أي صناديق اقتراع استلم رئيسهم السلطة ليلة (30) يونيو بها؟.. *منقلباً على حكومة أتت عبر صناديق الاقتراع.. *فيا علماء السلطان..و يا علي الحاج..و يا طلاب حزب البشير بالجامعات.. *ما من خاتمة تناسب عجائبكم هذه، أفضل من الواردة أدناه : *يا سبحان الله!!.