معلمون بمرحلة الأساس: فوجئنا بنقص الرواتب ولا نعلم ماهي الأسباب مدير الشئون التعليمية بمحلية شرق النيل: المرتبات منقوصة بسبب تفعيل نظام الحوسبة ونسعى لمعالجتها
تكدس العشرات من المعلمين أمام نوافذ الحسابات بمحلية شرق النيل احتجاجاً على نقصان الرواتب الشهرية وعدم الحصول على شهادة المرتب التي توضح للفرد جملة الخصومات والمستحقات الشهرية، وجرت عاصفة احتجاجات ضاربة ما بين المعلمين وموظفي محلية شرق النيل على خلفية ذلك الأمر، واستنكر عدد من المعلمين في حديثهم ل(الجريدة) خلال جولتها داخل مباني المحلية تفعيل نظام الحوسبة الالكترونية دون توفير الكوادر، وسردوا معاناتهم التي استمرت لأيام، وأشاروا إلى أنهم يحضرون منذ ساعات الصباح الأولى بقصد الاستفسار عن دواعي نقصان المرتب لكنهم لا يجدون من يشكون له أمرهم، في وقت رصدت فيه الصحيفة اصطفاف العشرات من المعلمين يصدرون همهمات تعبر عن سخطهم وانزعاجهم لما اعتبروه نوعاً من التلكؤ والتباطؤ بالإجراءات.
رواتب غير مكتملة وفي حادثة وصفت بالغريبة خاصة بعد أن كان يتطلع الجميع للتغيير بعد سقوط النظام السابق وتغيير الطريقة التي كان يجنح لها في التعامل مع الخدمة المدنية، حيث شكا عدد من المعلمين من عدم صرف رواتبهم كاملة وأكدوا أنها جاءت منقوصة فضلاً عن سقوط بعض أسماء المعلمين من الكشف الخاص بصرف الرواتب ، وهذا ما أشار إليه المعلم أنس عبد الباقي في معرض حديثه ل(الجريدة) واستنكر تلك الخطوة ووصفها بالمعيبة، وقال إن هنالك بعض المعلمين قد تم تضمين أسماءهم بالكشف الخاص بالأقساط مثل استدانة شاشات وثلاجات وسلع استراتيجية كالسكر مع أنهم لم يطالبوا بها ولم يحملوا شيئاً، وأكد في الوقت نفسه أنهم يعانون معاناة كبيرة من أجل الحصول على رواتبهم في عز الهجير الحارق وأن هنالك من جاء من أقاصي منطقة سوبا وأبودليق والعيلفون وعندما قاموا بالاحتجاج وعدتهم المحلية بشهادة المرتب، مؤكداً أن المعلمين على الرغم من ذلك لم يتحصلوا عليها رغم حضورهم منذ ساعات الصباح الأولى، وأضاف: فوجئت بأن الموظف قد أخبرني بأن راتبي قد جاء غير مكتمل وتم خصم مبلغ مضاعف مني بعد أن كنت حاملاً لسلعة سكر عن طريق البيع بالاقساط دون يتم اخطاري بالخطوة بعد أن كان هنالك اتفاق مسبق بيننا بأن يكون الخصم شهر واحد فقط، ولم يكتفي عبد الباقي بذلك بل انتقد ما وصفه بالاستهتار من قبل موظفي المحلية لافتاً إلى أنهم قد توجهوا لصرف الرواتب فوجئوا بتماطل من قبل الموظفين وتصرفات بغيضة من شاكلة (الشبكة طاشة ونت مافي) ونوه إلى أنهم عندما طالبوا بمعرفة كيفية حل هذه المشكلة أخبروهم بأن الموظفة المسؤولة عن ذلك لم تحضر ذاك اليوم ، وعندما حاولوا الاتصال بها مراراً لم ترد عليهم وثم عاودوا الاتصال مجدداً ليتفاجأوا بعدها بأن الموظفة قد ذكرت لهم بأنها لديها ضيوف بالمنزل ولا تستطيع الحضور اليوم وسط دهشة المعلمين على الرغم من توفير الترحيل لها بواسطة احد الضباط الاداريين، وأبدى عبد الباقي تذمره الشديد من تلك التصرفات، وأوضح أن المعلم بات يعاني من اذلال كامل وعدم تقدير رغم مساهمته في التكوين الفكري بالمجتمع وارساء القيم الاخلاقية به، وتساءل عبد الباقي إلى متى سيستمر هذا الحال؟ ،وأوضح أنه يضطر للعمل عن طريق الركشة يقودها من أجل توفير لقمة العيش لأبنائه في ظل ظروف أقتصادية وصفها بالقاسية وأكد أن المعلمين يقضون جل يومهم من أجل الحصول على تلك الرواتب التي أقل ما توصف بأنها ضعيفة، وتابع: كيف نقضي أيامنا مابين الذهاب للمحلية والعودة للمنزل مع ارتفاع تكلفة المواصلات،مناشداً محلية شرق النيل بالاسراع في التدخل لمعالجة الأمر.
معاناة مستمرة ومن جهته لم يذهب بعيداً المعلم يحيى عن ما مضى إليه عبد الباقي، وشكا من أن رواتبهم قد جاءت غير مكتملة وأن هنالك من سقطت أسماؤهم من الكشف المتعلق بالرواتب، وأعتبر ان ما يحدث لا يخرج عن كونه استهتار، وتساءل من هي الجهة التي تقوم بخصم رواتبنا وأين هي منحة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وانتقد في حديثه ل(الجريدة) نقص الرواتب واصفاً ما يحدث الآن بالفوضى من قبل محلية شرق النيل، وقال إن هنالك مرضى وكبار سن مصابون بأمراض مزمنة كالضغط والسكري يجلسون تحت هجير الشمس الحارق وأضاف: الناس تعبانة من ظروف الحياة المعيشية ويأتي هؤلاء ويقوموا بإضافة أعباء جديدة لنا دون الاكتراث لوضعنا، داعياً محلية شرق النيل أن تخبرهم من أين وكيف جاءت تلك الخصومات مشيراً إلى أن المشكلة لا تمسهم كمعلمين فقط بل يبدو أنها قد طالت بعض القطاعات الأخرى مؤكداً أن ذلك يتضح من خلال التكدس الكبير للعمال والموظفين بداخل المحلية، وأكد المعلم يحيى بأنه لم يحمل أي شئ بالاقساط سواء كانت سلعة غذائية أو غيرها وبعدها اندهش من أن راتبه الشهري قد جاء غير مكتمل، وأبدى انزعاجه الشديد من تأخر الموظفين في دوام عملهم الرسمي ، وتابع : ظللنا نعاني كثيراً ونطالب بالإسراع في معالجة الأمر حتى لا يتفاقم الوضع.
نظام الحوسبة وبالمقابل أقر مدير الشئون التعليمية بمحلية شرق النيل صديق كرار بحدوث نقص لمرتبات المعلمين، وأرجع ذلك بسبب ادخال نظام الحوسبة الالكتروني وقال في حديثه ل(الجريدة) إن ذات المحلية هي الوحيدة التي لم تكن تعمل بذلك النظام ، وأشار إلى أن تلك الخطوة حدثت بشهر سبتمبر فقط وأضاف: تفاجأنا نحن بأن الرواتب جاءت ناقصة، ولفت إلى أنها قد تتباين وتختلف من معلم لآخر وأكد أن هنالك بعض المعلمين رواتبهم تكاد منقوصة بالكامل ووصف ذلك بالأمر المزعج والمؤسف بالنسبة إليهم، مشيراً إلى أنهم قد جلسوا مع قسم الحسابات والذي أقر بوجود خطأ وأرجعوا ذلك بسبب تطبيق نظام الحوسبة الالكتروني، منوهاً إلى أن بعض المعلمين طالبوا بالحصول على شهادة المرتب بهدف التأكيد على الخصم ومعرفة نسبته، وأوضح كرار أن الموظفين المتدربين على نظام الحوسبة لم يكونوا متواجدين لخدمة المعلمين، مما دفعهم لتقديم شكوى للادارات الأخرى وتوفير الكوادر المدربة وأنتقد كرار اللجوء لذلك النظام في ظل نقص الكوادر المدربة ، مشدداً على أنه كان يمكن إرجاءه لوقت سابق، مبيناً أنهم قاموا بحصر عدد المعلمين المتضررين وتعهد بمعالجة الأمر والجلوس معهم فرداً فرداً لمعرفة نسبة الخصم ومن ثم يتم معرفة عن ما اذا كان هذا الخصم مستحق أم لا، وأكد أن بعض رواتب المعلمين قد تمت معالجة مشاكلها، لكن كرار لم يكتف بذلك بل مضى قائلاً: فوجئنا اليوم بظهور أعداد كبيرة بعد المجموعة السابقة وأغلبهم حدثت لهم مشاكل ضريبية مثل ضريبة الدخل الشخصي وهذه قد خصمت من جميع المعلمين بعد تفعيل نظام الحوسبة، ولم يخفِ كرار مخاوفه من أن يتكرر الأمر خلال الأشهر المقبلة وتعهد بمعالجته بالتعاون مع الجهات المختصة.