الشاعر مختار دفع الله يكشف أسرار تعامله مع محمود عبدالعزيز *المبدعون مسجونين بأمر السياسة.. والفنون تجمع الشعوب والأمم.. في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة أقمار الضواحي للاحتفال بالذكرى التاسعة لفنان الشباب الراحل محمود عبد العزيز (الحوت) اليوم الأحد الموافق 17 يناير الذي يتزامن من موكب معلن في جدول المظاهرات الاحتجاجية كشف الشاعر الفخيم (مختار دفع الله) عن أسرار تعامله مع الراحل (الحوت)، وأماط اللثام عن حقيقة الأغنية الشهيرة (عمري) وموقف الموسيقار يوسف الموصلي من (الفرح المهاجر).. وبالقرب من موكب (أقمار الضواحي) الذي أكمل استعداداته للانطلاق ظهر الأحد قال الشاعر الأستاذ مختار دفع الله بحسب صحيفة اليوم التالي، إن تعامله مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في أغنية (عمري بعدو بالساعات عشان خاطر مواعيدك) وذلك في عام 1996 التي وجدت شهرة واسعة وسط معجبيه وشعبيته الجارفة، وأضاف الشاعر دفع الله: كان من المفترض أن يغني بقصيدة (رد الرسالة) التي قام بتلحينها الملحن الراحل (عبدالله الكردفاني) بتفصيل لحن أبرز مفاتن الأغنية بشكل رائع إلا أن القدر كان أسرع ورحل محمود قبل أن يتغنى ب(رد الرسالة) التي تقول كلماتها : تاني كاتب لي خبارك ؟! أنت قايل إنو لسه قَلبي تايه في مدارك؟ دي الديار خليتا ذاتا لما ضاقت بي ديارك والبعاد الشايفو قاسي ما زمان كان باختيارك أنت فاكر بنسى جُرحك جيت تنمق في اعتذارك لما رحت تجور عليا ورحت أبعد عن مسارك تاني كاتب لي خبارك؟؟ الجواب الجاي منك عندي صار ما ليهو قيمة والهوى الكان بيني بينك عدى بالشوق والهزيمة وهسَّه لما طريت هوايا وقصة الذكرى الأليمة جاي تاني عشان تعاود للحكايات القديمة؟ ويبقى ردي على جوابك يا جميل الرجعة لا..لا.. كوني أرجع ليك تاني ألف مليون استحالة ما الفراق أنت البديتو يوم حرمت الروح وصالا وأنت عارف البادي أظلم وإيه لزوم يعني الرسالة؟؟ إلخ..
وواصل الشاعر مختار دفع الله السر وقال: إن محمود طلب منه أغنية (الفرح المهاجر) التي تغنت بها الفنانة حنان النيل قبل اعتزالها الغناء، وأخذ الإذن من ملحنها الموسيقار يوسف الموصلي الذي وافق أن يتغنى بها محمود عبدالعزيز بعد أن كان قد رفض الطلب لعدد من المطربين، وأشار مختار في حديثه لبرنامج – مساء جديد – الذي تبثه قناة النيل الأزرق إلى أن المبدعين عموماً هم رأس الرمح في عمليات التغيير لكنهم مسجونين بأمر السياسيين، والمعروف أن السياسة تفرق والفنون هي من تجمع الشعوب والأمم بالمحبة والمودة، كما أكد أن الأغنية ليست مجرد أداة للترفيه، بل هي من ممسكات الوحدة والتعايش السلمي، وحول أعياد الاستقلال قال إنه يتزامن هذا العام مع عدم استقرار عام تعيشه البلاد مشيراً إلى أن الأعياد الوطنية في الماضي كان يتم التجهيز لها قبل فترة طويلة وتتزين الشوارع، وأشار إلى أن الثقافة مصدر انطلاقة الفن والمحفز إثراء الفنون..
إحياء ذكرى رحيل الفنان محمود عبد العزيز لم تجعل الشاعر مختار دفع الله وحده يكشف الأسرار وحده، وإنما حركت مشاعر شعبيته الجارفة التي تنوب عنها مجموعة (أقمار الضواحي) التي أعلنت على صفحتها في منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) عن تسيير موكب يوم الأحد تحت شعار (17 يناير مواكب الحواتة.. ابقوا الصمود)، وكانت هذه الذكرى تشهد اهتماماً عظيماً من قبل (الحواتة) الذين يتناولون في ذلك اليوم أغنيات محمود عبد العزيز حصرياً ولا يسمعون غيرها فيما يرفع كل واحد منهم يديه متقاطعين وهو شعار معروف وسط هذه الفئة التي تراجع احتفالها في السنوات الثلاث الماضية بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد وانشغال غالبيتهم في المواكب والاحتجاجات، كما أن الصراع الذي نشب بين مجموعة (أقمار الضواحي) وشقيقتها (محمود في القلب) انعكس أثره على الحراك وقلل من نشاط الطرفين..