افتتحت أمس الأول الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف والتي تستمر لثلاثة أيام يُلقي خلالها وزراء الخارجية والدبلوماسيون كلمات أمام المجلس، يُشاركون من خلالها ما لديهم من ايجابيات ويُعبّرون فيها عن مخاوفهم بشأن أوضاع حقوق الإنسان داخل بلدانهم وخارجها. ومن المقرر أن تستمر أشغال دورة المجلس في جنيف حتى الأول من أبريل المقبل، وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إجراء مناقشة عاجلة حول تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا في أعقاب الهجوم الروسي .اجرى اجتماع بطلب من أوكرانيا، وكان التصويت عقب نقاش طارئ حول الأزمة بين روسيا و أوكرانيا بمجلس حقوق الإنسان، حيث صوّت تسعة وعشرون من أعضاء المجلس البالغ عددهم سبعة وأربعين، ومن بين الذين أيدوا المقترح أوكرانيا والولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، وفي المقابل صوتت روسيا والصين وكوبا واريتريا وفنزويلا ضد انعقاد الجلسة.. وامتناع ثلاثة عشر عضوا عن التصويت من بينها السودان، ومن المتوقع عقد الحوار العاجل بشأن أوكرانيا يوم غدٍ الخميس 3 مارس الجاري، ليناقش أعضاء المجلس قرارًا يدعو إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان في الصراع القائم منذ عام 2014 بين أوكرانياوروسيا، عندما أقدم الكرملين على ضم شبه جزيرة القرم. ومع أن قرارات مجلس حقوق الإنسان ليست مُلزمة لكنها تحمل وزنًا أخلاقيًا، وفي الصدد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش : "إن تصعيد العمليات العسكرية من قبل الاتحاد الروسي في أوكرانيا يؤدّي إلى تصعيد انتهاكات حقوق الإنسان"، مضيفا أن "الصراع هو الانكار التام لحقوق الإنسان في جميع المجالات". وتحدثت تقارير صحفية عن امتناع السودان للتصويت سواء بالرفض أو الموافقة على إجراء مجلس حقوق الإنسان للنقاش الطارئ حول الأزمة بين روسياواوكرانيا، وقالت ممثلة اوكرانيا في جلسة المجلس قبل بداية التصويت ان مهمة مجلس حقوق الإنسان الآن إظهار مصداقيته وجديته بسبب العدوان الروسي وتدعو الدول الأعضاء لدعم بلادها والتصدي للاكاذيب من قبل الدولة المعتدية. طرف معادٍ: أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي د. صلاح الدومة قال إن نظام الحكم في السودان دكتاتوري انقلابي طغياني استبدادي كون توجهه مع روسيا، واضاف الدومة: ان ما يؤكد هذا هو زيارة نائب مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو " حميدتي" الى روسيا الاسبوع الماضي، وأشار الى ان هذا أسوأ وقت تتم فيه زيارة طرف معادٍ للعالم وللحريات في العالم وان النظام الدكتاتوري كل النظم الأخرى دمية في يده . موقف خاطئ: فيما قال المحلل السياسي محمد فاروق سلمان: إن زيارة حميدتي و امتناع السودان عن التصويت ضد روسيا يعتبر موقفا خاطئا من السودانيين ولا يشبه السودان ، موضحا ان ما تم من روسيا غزو مهما كانت أسبابه، وأبدى سلمان اسفه عن مواقف السودان، وان مثل هذه الظروف تعتبر ضبابية وتفهم بالتأييد، وسوف ينصف السودان إقليميا ليس منهم باعتباره من دول العالم الثالث، وأشار الى أن ذلك ينعكس على السودان و سوف يدفع الثمن مثل ما دفعت حكومة الإنقاذ الثمن في موقفها ضد حرب الكويت.
ذكاء: اللواء الدكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير ادارة الازمات والتفاوض بمركز الدراسات القومية – وصف امتناع السودان عن التصويت بالمجلس الخاص لحقوق الإنسان بالذكي، وقال هذا الموقف يجنب السودان من حسابات دقيقة مع المجتمع الدولي خاصة وان السودان حاليا يعاني مايعني داخليا ولديه اشكاليات كبيرة مع المجتمع الدولي. وأشار امين إسماعيل الى ان الامتناع عن التصويت هو موقف ذكي يعبر عن الحالة السودانية، لذلك مسألة الحياد في المواقف الدولية مهمة جدا لأن العلاقات الخارجية والتحالفات تقوم على القوى العسكرية والقوى الاقتصادية والقوى الدبلوماسية،و إذا لم تتوافر لدولة هذه القوى الثلاث يجب لهذه الدولة ان تكون في الحياد ولا تنخرط في اي موقف يؤثر على علاقتها مع الآخرين. وأضاف: إن البيان الذي صدر من مجلس السيادة بيان متوازن يدعو لانهاء الخلاف بالحوار وان السودان يدعم الحوار هو موقف متوازن وبعيد عن الميول يمينا او يسارا او مع أي طرف من الأطراف التي ولدت الأزمة. ومايخص الزيارة الخاصة برئيس مجلس السيادة هي زيارة اقتصادية لبحث الأزمة الاقتصادية السودانية مع الأشقاء في روسيا وهنالك وعود وبروتكولات موقعة. مبينا أن موقف السودان من مجلس حقوق الإنسان وان السياسة الخارجية تدار من وزارة الخارجية وأحيانا بعض الملفات تدار من جهات أخرى كمجلس الوزراء و مجلس السيادة.