بمشاركة اكثر من اربعين ناقدا، وباحثا عربيا، اختتم في القاهرة المؤتمر الدولي للنقد الادبي العربي، الذي نظمته لجنة الدراسات الادبية واللغوية بالمجلس الاعلى للثقافة في مصر، للفترة من 10 - 2008/6/12م، دون شعار رئيسي للمؤتمر,سوى تسمية الدورة الحالية، باسم الناقد المصري الراحل، رجاء النقاش، مما فتح الباب لاسئلة عديدة، ومشروعة، حول الهدف المباشر لعقد مثل هذا المؤتمر، الاول من نوعه، منذ فترات زمنية طويلة ماضية. ولعل من اهم الاجابات التي جاءت حول هذه التساؤلات، ان المشرفين على المؤتمر، ارادوا فتح المجال، امام النقاد والباحثين العرب، ليتناولوا ما شاءوا من قضايا، تخص النقد الادبي العربي المعاصر، خاصة بعد ما لوحظ من ازدياد المسافة، بين المنتج الادبي، وبين عملية النقد، التي يفترض ان تكون مصاحبة له، بينما اصبحت عكس ذلك، بعيدة عنه، بعدا مثيرا للقلق. الدكتور احمد درويش، مقرر المؤتمر ووكيل كلية دار العلوم، بجامعة القاهرة، اجابنا حول معنى ان يكون المؤتمر دوليا فقال: ان العنصر الدولي، الذي اردنا ان يسم فعاليات المؤتمر، هو للفت النظر الى قضية شائكة، حول النص العربي، بازاء الثقافة الدولية، ولتوضيح مكانة المنجز الابداعي العربي، امام حالة تداخل العناصر والاهداف، سواء العربية او الاجنبية، اضافة الى ايصال الصوت الادبى العربي الحديث، الى اللغات الاخرى، بحيث تستطيع ان تقدم مخزونك الابداعي الى العالم، ومن ثم ايضاح صورة الانسان العربي، بشكل افضل للعالم، الذي غالبا ما يتجنى على ما يخص امتنا من شؤون. وقال الدكتور درويش: ان المؤتمر، يريد تكريس لغة الحوار، بين المثقفين والنقاد والكتاب العرب، وان يجعل من مسألة الاختلاف في وجهات النظر، وسيلة لاثراء البعد النقدي، في حياة وثقافة الامة، مما سينعكس ايجابيا على دورها في الزمان والمكان، وقدرتها على تفعيل رؤيتها، والتأثير في الواقع، في شتى مناحيه. واضاف: اننا لا نريد ان يكون لنا اطار نقدي واحد، ولكن على العكس، نتطلع الى ايجاد ابعاد مختلفة , لمعاينة المنجز الابداعي العربي , على امل ان تتوفر للعملية النقدية، شروط التناول العلمي الاصيل، من اية مدرسة نقدية جاء. وقال: ان النقد الحالي اما انه اكاديمي مضجر، في تناوله للنص الادبي، او انه صحفي متسرع، يفتقر الى اساسيات العملية النقدية الصحيحة، ولذلك فان المؤتمر سيسعى الى توضيح هذا الامر، والبحث عن مستوى مضاف، ليكون للنقد دور وللنقاد تأثير، ولاخراج النقد من دائرة التهميش التي يعيشها، او ان يكون شاغل صفوة قليلة من المتخصصين، او ممن يدعون الانتماء اليهم. وان يعود للنقد موقعه، في ريادة ألوان المعرفة، التي تنمي القدرة على الاحساس بالجمال والنسق والتوازن. هذا وكان رئيس المجلس الاعلى للثقافة في مصر، علي ابو شادي قد افتتح المؤتمر، واشار الى ما يتوقع ان ينجزه، وما يمكن ان يقترحه من افكار، لتطبيقها على ارض الواقع. ومن ابرز الاسماء المشاركة في المؤتمر، الدكتور جابر عصفور، وياسين الايوبي، وحسين نصار ورضوان القضماني، ومحمد عبد المطلب، وسيد البحراوي، فيما غابت اسماء مهمة، وعدت بالحضور، وشاركت بارسال ملخصات بحوثها، مثل كمال ابو ديب، عبد الله الغذامي، وعبد الملك مرتاض.