عدد من المسؤولين يلزمهم تمديد حالة الصيام لتشمل التصريحات وكثرة الكلام في (البيسوى والمابيسوى)، الحكومة فى استراتيجيتها العليا تحتاج الى حالة صمت وتأمل، ما ظل يردده بعض المسؤولين في الفترة الماضية أوجد حالة من الهلع في أوساط المواطنين تبدت في التسابق نحو الشراء بإهمال قبل يوم من رمضان... الإفاضة في التطمين بعدم وجود غلاء وندرة في السكر والسلع الأخرى عاد بنتائج عكسية وأنتج حالة من الذعر في أوساط بعض الذين لم يتقنوا فهم الحديث الشريف الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب فقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو انكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا. مع الحلنقي سعدت جداً وقناة الخرطوم الفضائية تدعوني لأكون ضيفاً على برنامج (عصافير الخريف) الذي يوثق لمسيرة أحلى ثمار حديقة الشعر الغنائي في السودان الاستاذ الرائع اسحق الحلنقي، مداخل السعادة كانت متعددة أولها أدب الاحتفاء بمملكة الشعراء التي ظلت مظلومة في ثقافتنا الإعلامية إلا من محاولات خجولة، ويحمد للحلنقي انه يعيد لمملكة الشعراء الآن حقها المسلوب وهو يتمدد في وجدان السودانيين دفقاً من الأغنيات الوسيمة والكلمات الخالدة، ثم لأنني ما زلت مقتنعاً بأنه ما جاء بعد المتنبي ونزار شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس مثل اسحق الحلنقي عود الصندل الذي ظل يحترق لمدة خمسين عاماً ليمنحنا كل هذا العبق والجمال من القصائد الفراشات والمفردات العصافير، وجود الزميلة الكاتبة اللامعة مشاعر عبد الكريم في التقديم ضاعف من سعادتي بالتجربة لأنني كثيراً ما تمنيتها مذيعة بملامحها السودانية وأناقتها الزاهدة، وحضورها المثقف ومفردتها النقية. شكراً لعصافير الخريف في قناة «الخرطوم» وللزميل المجتهد الأستاذ ياسر عركي. «دمعة» طه على الرغم من اجتهاد القنوات البائن في الإعداد لرمضان إلى أن برنامج (أغاني وأغاني) مازال يستأثر بمتابعة واهتمام السودانيين.. حلقات نادر جعلت مطر الحزن الذي ما توارى يُعاود الهطول ويدخل كل البيوت، طوفان الدموع الذي بكى نادر خضر في الحلقتين الأولى والثانية أحدث رباطاً وجدانياً عميقاً بين المشاهدين والبرنامج، المشاعر التي (سالت جداول) أبرمت تحالفاً أزلياً بين الوجدان والفنان، وفاضت على المشاهدين تُخاطب حزنهم على الفقد الجلل، قدور كان كبيراً وهو يُحوِّل برنامجه من إنتاج الفرح إلى ملازمة الحزن ويتنقل بين الإحساسين بارتياح جعل البرنامج أقرب لنفوس الناس، سيرة نادر الوارفة ستمثل حرصاً إضافياً على الارتباط ب (أغاني وأغاني)، دموع زملائه كانت صادقة، غير أن أسخنها تلكم التي انثالت من عيون طه سليمان وهو يغني (إشتقت ليك وبي لهفة جاي، واللوعة بتسابق خطاي، وأشواقي بتحرق حشاي.. ما برايا وما برايا وما برايا).. رحم الله نادر بقدر ما أسعد وأمتع، فانا نشهد له بحُسن السيرة ونقاء السريرة. «إنا لله وإنا اليه راجعون»