تحركت الإدارة الأمريكية في الشهور الأخيرة لتعزيز نشاطها في افريقيا بهدف التصدي لانتقادات بتقصيرها في بناء روابط تجارية مع القارة السمراء في وقت تتنامي فيه المنافسة الصينية وبعد عقود من الأداء الضعيف تزهو افريقيا الآن بأنها تضم بعضا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم وتحرص الصين على ابرام عقود طويلة الأجل لاستغلال الموارد الأولية الضخمة في القارة. وقال ديميتريوس مارانتيس نائب الممثل التجاري الأمريكي في مقابلة مع رويترز «التجارة والاستثمار يمثلان مكونا بالغ الأهمية لرؤية الرئيس للسنوات الخمس المقبلة في السياسة الأمريكية نحو الدول الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى.»وفي يونيو الماضي عرض الرئيس باراك أوباما الذي يخوض سباقا صعبا للفوز بفترة رئاسة ثانية الخطوط العريضة «لاستراتيجية الولاياتالمتحدة نحو افريقيا جنوبي الصحراء» ووعد بالعمل مع المنطقة لاطلاق طاقات التجارة والاستثمار هناك.وتركز تلك الاستراتيجية على امكانيات القارة التي تؤهلها لأن تصبح «قصة النجاح الاقتصادي التالية على مستوى العالم.»لكن ستيفن هيز رئيس مجلس الشركات المعني بافريقيا وهو تجمع للشركات الأمريكية قال إن أوباما لم يقم بما فيه الكفاية لاشراك القطاع الخاص في الخطط الأمريكية بشأن افريقي .. وأضاف ان ورقة استراتيجية العمل خطوة ايجابية ولكن لا تتضمن سوى بضع أفكار جديدة ولم يحرص واضعوها على التشاور مع قطاع الأعمال بشكل كافٍ وقال هيز إنه ينبغي على الحكومة الأمريكية عمل المزيد لمساعدة الشركات الأمريكية الكبرى على التنافس مع الشركات الصينية الحكومية وغيرها من الشركات الأجنبية العاملة في افريقيا.ووفقا لتقرير أعدته خدمة الأبحاث في الكونجرس الأمريكي فقد بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين وافريقيا 8.9 مليارات دولار فقط في عام 2000 ولكنه قفز أكثر من 1400 بالمائة خلال العقد التالي ليصل إلى 127.3 مليار دولار في عام 2011 وفي المقابل بلغ حجم التجارة بين الولاياتالمتحدة وأكثر من 40 دولة افريقية تقع جنوبي الصحراء الكبرى مستوى قياسيا عند 104.1 مليار دولار في عام 2008 ولكنه انخفض بشدة ابان الأزمة المالية قبل أن يصل إلى 94.3 مليار دولار العام الماضي.وذكر التقرير أن الاستثمارات الأمريكيةالجديدة في المنطقة بلغت نحو 3.2 مليارات دولار في عام 2010 مقارنة مع نحو 36 مليارا تدفقت من الصين وباقي العالم على افريقيا في ذلك العام.