- النزوح السكاني من الريف إلى المدينة يشكل هاجساً في العواصم الافريقية وقلق لحكومات القارة إذ أن على تلك الحكومات ان توفر قدراً كافياً من الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والعمل.. لهذا الكم الهائل من النازحين الهاربين من الجفاف والتصحر وويلات الحروب والنزاعات القبلية.. - ولكن الهاجس الأكبر والأخطر هو حفظ الامن في المدن الافريقية وعواصمها التي تستقبل الوافدين الجدد خاصة في المساكن العشوائية التي تتمدد في أطرافها صباح كل يوم.. - مقارنة بعواصم افريقية أخرى مثل نيروبي و كنشاسا وجوهانسبرج و لاقوس وكمبالا- فإن الأمن في ولاية الخرطوم التي تجاوز عدد سكانها ال(7) ملايين نسمة - ما زال محفوظاً نسبياً وأننا ما زلنا نعيش في أمن نسبي - فلا يوجد في العاصمة المثلثة اضطرابات مثل تلك التي نسمع عنها في بعض مدن وعواصم افريقيا.. - حتى الآن فإن الشرطة في ولاية الخرطوم نجحت في احتواء ما يمكن اعتباره تفلتاً أمنياً واسع النطاق أو اضطرابات خطيرة.. والشرطة مسئولة عن حفظ الأمن ولكن لعوامل أخرى خارج نطاق عملها فإن بعض المراقبين يعتقدون ان ولاية الخرطوم وغيرها من الولايات التي تعاني من الفقر والجوع - قنبلة موقوتة قابلة للانفجار.. - وأهم تلك العوامل وأخطرها على الاطلاق هو الفقر الذي يولد الجوع.. والجوع كما هو معروف «كافر» وكما قال تاجر في الخرطوم غرب للجرائد مؤخراً «الناس جيعانين عديل» وبسبب الجوع الذي أصبح سمة غالبة للمواطنين فإن معدلات الجريمة بأشكالها المختلفة ترتفع بوتيرة غير مسبوقة كما نقرأ في صحف الخرطوم صباح كل يوم.. وليس كما يدعي محرر الحوادث في صحيفة «الأهرام اليوم».. - الاستاذ طارق عبد الله قال في عموده يوم الاربعاء إن أخبار الجريمة تكاد تنعدم تماماً «في صحف الخرطوم» وذهب الاستاذ أبعد من ذلك وهو يحذر من «عطالة تطال قطاعاً واسعاً من محرري صفحات الجريمة «طارق يعيد الفضل إلى جهود شرطة ولاية الخرطوم في تنفيذ الخطة الموضوعة لتجفيف منابع الجريمة والشرطة السودانية قد نجحت فيما عجزت فيه أجهزة الشرطة بعدد من الدول » بالغت يا استاذ في «كسير الثلج».. رغم أننا نقدر جهود الشرطة فإن أخبار الجريمة التي نقرأها بالجرائد بما فيها صحيفة «الأهرام اليوم» لا تشي إلى ما ذهب إليه الاستاذ طارق.. ونورد هنا عينات «-مجرد عينات- من الأخبار التي يحررها طارق في «الأهرام اليوم » يوم الثلاثاء الماضي: - السجن 5 سنوات ل قاتل عروسه داخل فندق .. - شاب) يعلق) فتاة تهاتف حبيبها ليلاً.. - محاكمة «5» شبان قتلوا حلاباً وألقوا جثته داخل مزرعة.. - أسرة تطالب بتشريح جثة ابنها الذي توفي في ظروف غامضة.. عناوين يوم الاربعاء في نفس الصحيفة : - 3 شبان يهشمون شاباً لمراقصته فتاة في حفل. - مقتل شاب على يد رجل وشقيقه بعد رفضه دفع قيمة كأس خمر.. - محاكمة سائق رقشة قتل سيدة وأصاب زوجها.. - توقيف شقيقين في اتهامات بقتل طالب جامعي.. - شاب يغسل عاره بقتل شقيقته الارملة.. - المحكمة العليا تأمر بإعادة محاكمة رجل قتل شاباً ب «12» طعنة.. - سائق ركشة ينتحر شنقاً بعد ان طلبت منه محبوبته الفراق.. - التحقيق حول بيع امتحانات احدى الجامعات.. - هذه الحوادث لا تشمل تلك المنشورة في صحف «الخرطوم» الأخرى التي تخصص صفحات كاملة للجرائم.. ولا تشمل أيضاً ذلك الخبر الذي امتنع الاستاذ طارق عن نشره في الصفحة المخصصة للحوادث ومفاده ان محكمة جنايات عطبرة وقعت عقوبة السجن 10 سنوات والغرامة 3 آلاف جنيه على رجل ثبتت ادانته في جريمة اغتصاب.. - طارق يقول انه استبعد هذا الخبر من صفحة الحوادث التي يشرف عليها شخصياً لأنه «صادم»! فلماذا إذاً بحق السماء نشره في عموده وكمان بتفاصيله ؟ حاجة تمخول العقل!