في المسافة الزمنية الفاصلة بين حل الحركة الإسلامية وإعادتها لدائرة الفعل من جديد، جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وتعرضت تجربتها فى الحكم الى انتقادات حادة خارج وداخل السودان ثم من داخل صفوف الحركة الاسلامية نفسها وقاد تيار بالداخل مبادرات بغرض الاصلاح وعودة الحركة لسابقها، البعض يرى ان الحكم أفسد الحركة وآخرون من يرون غير ذلك، البعض ينادى بان تكون الحركة الاسلامية حزبا له كيانه الخاص، الآراء اختلفت حتى كادت ان تحدث مفاصلة أخرى ، آخرون انتقدوا منهج الحركة الذى اعتبروه ابتعادا عن الشورى والمناصحة وتكريس المناصب لشخصيات دون غيرها .. وآخرون يرون ضرورة ان يحدث تجديد في المناصب بما فيها موقعا الرئيس والامين العام . (الرأى العام) استفسرت الدكتور أمين حسن عمر القيادى بالحركة الاسلامية عبر هذا الحوار حول مآلات مستقبل الحركة تجاه هذه التحديات التى تحاصرها الآن وهل بالإمكان تجاوزها فى مؤتمرها المزمع انعقاده فى نوفمبر القادم.. وما حقيقة تجاوز بعض القيادات ومن قامت على أكتافهم الحركة الاسلامية .. ومن هو بديل البشير وعلى عثمان فى الدورة القادمة؟ * في الفترة الماضية ارتفعت اصوات عالية تطالب الحكومة بتطبيق شرع الله خاصة وأن البعض يعتبر الانقاذ قد حادت عن مشروعها هذا؟ - من هم هؤلاء البعض ؟! يجب ان ينسب القول لأصحابه وإلا سيكون هذا القول تدليسا و .. * مقاطعة ..من يقول ذلك هم السلفيون؟ - نحن نرد القول لمن قاله ، فأما ان يكون شخصا عدلا وضابطا لما يقول او مفتقرا للعدالة والنزاهة والضبط ..السلفيون يحاكمون تجربتنا بمقاييس لا نؤمن بها لذلك لا نتفق مهم ، وأنا لا اتحدث عن السلفيين هكذا مطلقا ..ليس هناك مدرسة سلفية واحدة بل مدارس متعددة ،وهناك تقارب بين تجربتنا وتجربة بعض هذه المدارس مثلا جماعة انصار السنة التي كان يقودها الشيخ الهدية ويقودها الآن الشيخ اسماعيل ، منذ الخمسينيات كانت في حالة تفاهم مع الحركة الاسلامية في جبهة الدستور وفي جبهة الميثاق وفي جبهة الحركة الاسلامية ، اما السلفيون الذين تتحدثين عنهم فنحن نختلف معهم فى تقديراتهم ، نعتقد انهم يمثلون مدرسة فى التشدد لا نؤمن بها ونعتقد انهم يتبعون منهجا حرفيا في فهم الكتاب والسنة ونحن لا نؤمن بهذا المنهج الحرفي لذلك لن يسؤنا ان يقولوا ان تجربتنا فشلت لان فشلها مقرون بمقايستها بما يعتقدون انه الحق ونحن لا نعتقد انه حق. * هل تعتقد ان الشريعة مطبقة في الحكم؟ - تطبيق الشريعة هو مصطلح غير صحيح ، نحن نتحدث عن تحكيم الشريعة ولا يوجد شئ اسمه تطبيق الشريعة لان الشريعة ليست شيئا واحدا يطبق ، بل احكام تطبق وهي تطبق باختلاف الاحوال الظروف والأزمان وهذا طبيعي قد يأتي مستفتي ويسأل عن مسألة ويجاب بإجابة تختلف عن اجابة لمستفتي آخر يسأل عن ذات المسألة لان المجيب قد يراعي الاعتبارات الظرفية المحيطة بالسائل قبل ان يجيبه على السؤال وليس في ذلك غرابة وهذا يفسر لماذا لدينا اكثر من اربعة مذاهب الآن في فهم الاحكام الشرعية ، وليس هذا فحسب وهذا يفسر ايضا لماذا اختلف بعض تلاميذ اصحاب المذاهب مع الائمة ولماذا غير بعض الائمة فتاواهم عندما انتقلوا من مكان الى آخر مثل فتاوى الامام الشافعي بين العراق ومصر وهكذا فليس هناك غرابة ونحن نعتقد ان واحدة من الاشياء التي تجلب علينا سخط جماعات التعصب الديني خارج السودان غير المسلمة وجماعات التعصب الديني المسلمة هي انهم يرى كل منهم بمنظار ان هذه التجربة خصم على ما يهدف ان يكون بديلا عنها. * بعض ائمة المساجد طالبوكم بشرع الله؟ - الحملات التي تظهر في الاعلام معظمها يقودها شيوعيون ، وهم لا يكفرون بتجربتنا انما يكفرون اصلا باي دور للدين في الحياة العامة بل الماركسية تعتقد ان الدين هو شئ اخترعه الانسان وافتعله ، ولم نسمع عنهم حتى هذه اللحظة انهم قد خرجوا عن هذه الفلسفة المادية ومحاولة تطبيقها على التاريخ وعلى تاريخ انسان السودان بصورة خاصة . * شكاوى مرة نطقت بها افواه كثيرة تجاوزتها مؤتمرات الحركة الاسلامية ما اعتبرته اقصاء؟ - تساءل بتهكم ..من الذي أبعدهم ؟ هل الحركة ابعدتهم بقرار اداري من الامانة العامة ؟ ام ان القواعد لم تصعدهم ؟ هذه هي الديمقراطية نفسها وهذه هي الشورى اذا كنا سنعيد في مرة انتخاب الناس الذين كانوا في الماضي لمجرد السابقة فلن يحدث تجديد اصلا في المؤتمرات فلابد ان يخرج البعض ويبقى البعض الآخر في هذه المؤسسات .. * ولكن بعض الشخصيات ظلت باقية في كل الدورات؟ - بالطبع هناك اشخاص اصبحت لهم رمزية خاصة ، وقد يحدث في قرية ما ان الناس لا يشعرون بهذه الشخصيات ولكن في الاطار الاوسع يشعرون بهم والوحدة الادارية التي هم فيها قد لا تصعدهم ولكن التقدير العام في شورى الولاية قد يرون انه لا يمكن اغفال مثل هذا الشخص ، لذا اعتمدنا اسلوب الاستكمال لاستيعاب حالات بعض الرموز وينبغي ان يكونوا حاضرين ولكن ليس كل السابقين لأننا لو وضعنا هذا كشرط لن يحدث تجديد اصلا في قيادات الحركة الاسلامية وغريب في الامر ان كثيرا من الناس الذين يعيبون على الحركة ضعف تجديدها للقيادات هم من يحتجون على عدم تصعيدهم للمستويات الاعلى . * ولكن هناك من يرى ان الحركة الاسلامية سمحت لشخصيات تسلقت لمستويات اعلى وتجاهلت من نشأت الحركة على اكتافهم؟ - تسلقوا لسلم الامانة العامة ام تسلقوا فاقنعوا؟ هذه المؤتمرات هي التي صعدت الناس فكيف يمكن ان يكونوا تسلقوا؟ وإذا تسلقوا على اكتاف الجماهير فمرحبا بهم فالجماهير هي التي ارخت اكتافها ليصعدوا .. انا اعلم كلما اتسع سقف الحركة الاسلامية او سقف المؤتمر الوطني سيأتي اناس يحسنون مخاطبة الناس لعواطفهم ويتقدمون حتى لو كانوا يفتقرون لانجازات على مستوى العمل او ولاة خطباء كمطابقة مقاييسهم مع المعايير الصارمة للحركة الاسلامية كل هذا سيحدث ليس هناك غرابة في ذلك ولكن ذلك يتوقف على القاعدة نفسها ان تبعد من ترى ان فيه حرصا كبيرا جدا على ان يتقدم ليمثل الناس ، القاعدة عندنا كانت فى الحركة الاسلامية اننا لا نؤتي بهذا العمل لمن حرص عليه ، ويبدو ان اتساع الصف جعل كثيرا من الناس يبدون حرصا على التصعيد ثم يجدون هذا ، وهذا الامر بالطبع يحتاج الى مراجعة وأنا لا استغربه ..نحن الان نتحدث عن مئات الالاف ولذلك ليس هناك غرابة ان تحدث ظواهر لم تكن معهودة فى السابق. * ظهرت في المؤتمرات ايضا بعض الظواهر التي تخالف منهج الحركة الاسلامية الذي عرف بالشورى كما حدث في اختيار امين الحركة ورئيس الشورى بالولاية وانتقده بروف ابراهيم احمد عمر ؟ - هذه حالة واحدة حدثت في مؤتمرات الحركة التي بلغت (11) الف مؤتمر فهذه شهادة لهذه التجربة وليس شهادة عليها ما حدث في مؤتمر ولاية الخرطوم انا لا اؤيده ولا اعتقد انه ظاهرة صحية ولكن الذين قاموا به يعتبرونه ظاهرة صحية وهذا من باب الاختلاف في الرأي نفسه ويدافعون عن انفسهم ويقولون انهم اعتادوا ان يقدموا مقترحات للقواعد ولكننا لا نجبرهم ، اذا قبلوا بها فلهم وان رفضوها فليس بأيدينا شئ نجبرهم ، ولكن هناك كثيرا من القيادات ظهرت وهناك معلومات قد تكون غائبة عن العامة نحن نقوم بجهد تنويري وتبصيري للقواعد ولهم ان يختاروا ، هذا الاسلوب شكليا قد يكون مقبولا ولكن واقعيا قد يفتح شبهة ان هناك بعض الناس متنفذين في بعض الاجهزة يراد لهم ان يأتوا الى مواقع معينة،على الاقل لإبعاد هذه الشبهة كان ينبغي ان ينأي اعضاء الحركة عن هذا الاسلوب ، لذا انا اوافق البروفيسور ابراهيم احمد عمر على احتجاجه على الظاهرة التي اعتقد انها ينبغي ان ترفض اولا من القواعد وان يكون مجرد تقديم قائمة من جهة قيادية سببا لرفض هذه القائمة حتى لو كانت صحيحة لمجرد انها اعترض عليها من اعلى ويمكن ان نحارب هذه الظاهرة التي اعتقد انها سلبية كما ذكرت لك. * فك ازدواجية المناصب تحدثتم عنها كثيرا واتفقتم حولها ولكنها لازالت ممارسة في الحركة والحزب والحكومة؟ من الذي اتفق حولها ؟ نحن لدينا دستور ولنا نظام اساسي فالشئ الملزم ما هو موجود بهما ، اذا كان هناك شخص له رؤية فى ان يكون فلانا وزيرا مثلا وعضوا في مجلس الشورى نجد كثيرين يخالفونه هذا الرأي لذا ان كانت هذه القضية مهمة جدا فينبغي ان يكون فيها رأي قاطع بالنظام الاساسي وحتى تقدير ان يكون الامين العام رئيس الدولة او نائب رئيس الدولة او رئيس المؤتمر هذه آراء يمكن ان يبرر لها بوجه او ترفض بوجه آخر .. * نعلم ان مجلس الشورى قرر بشأن هذا الامر؟ - نعم .. في آخر جلسة لمجلس الشورى رفض ان يجمع بين وظيفة قيادية يعني لا رئيس او والي او معتمد يكون امينا عاما للحركة الاسلامية ، حتى لا تجتمع الوظائف فى اشخاص معينين تقديرات قدرها المجلس ، الرأي الآخر كان يمكن ان يجد من يدافع عنه ولكن بقرار وتصويت من مجلس الشورى جُعل هذا توجيه ملزم لمجالس الشورى ان لا تختار امينا عاما للحركة ان كان له منصب تنفيذي وهذا برز من خلال تصميم مجلس الشورى بشمال دارفور لاختيار الوالي امينا للحركة الاسلامية فرفض المجلس ، وأعلن انه لا يقبل ان يجمع الوالي بين المناصب الثلاثة ( المؤتمر الوطني و الحركة و الحكومة) وقد يكون هناك اتساق بين المؤتمر الوطني والحكومة لان هناك تداخلا ولكن الحركة الاسلامية قد تكون كيانا مستقلا له تنسيق مع هذه الاصعدة ليس كيانا تسيطر عليه هذه الاجهزة من خلال قيادتها ومعلوم ان الوالي ورئيس الحزب سيكون له من الحضور والتأثير ما يجعل استغلالية الحركة الاسلامية تحت رئاسته موضوع تشكك من كثيرين . * اذن يمكن ان تكون الحركة الاسلامية حزبا سياسيا مستقلا بحسب رؤية البعض؟ - اصلا لم يكن لهذا الرأي وجود مؤثر في الحركة الاسلامية طوال تاريخها .. لان الحركة منذ 1954 قررت انها لن تعمل فى الحياة العامة من خلال تنظيمها الداخلي ، فبعد الاستقلال قررت تعمل من خلال جبهة الدستور ومن خلال جبهة الميثاق ثم من خلال الجبهة الاسلامية ثم من خلال المؤتمر الوطني فهي اصلا لم تختار يوما من الايام ان تعمل كحزب ، هناك جماعة كانت تعمل من خلال افراد للتأثير على اتجاهات الرأي ، ان ذلك امر متفق عليه بين الاسلاميين ولن تجتمع و تعمل مجموعة ضغط لتؤثر على المؤتمر الوطني لتمرير رأي سياسي لأننا لا نعتقد ان هذا مبرر اخلاقي اولا ثم انه سيؤدي في نهاية الامر الى تقسيم الحزب ، الى كتلة اسلامية وكتلة غير اسلامية وهذا مخالف لمقصدنا في تعبئة كل العضوية باتجاه مقاصد محددة متفق عليها الجميع . *ولكن لا يزال الجدل مستمرا حول الحاءات الثلاث (الحركة ،الحزب؛الحكومة) متى سينفك هذا الاشتباك؟ - في الدستور والنظام الاساسي ليس هناك جدل ، والذين يتحدثون عن هذا لأنهم لم يؤخذ برأيهم حول هذا الامر ..والدستور اجيز في مجلس الشورى بشبه اجماع وهو مجلس منتخب وليس هناك مشكلة اذاً ، وحدث تطور في الدستور وهو انه لأول مرة ينص على وجوبية التنسيق بين الحركة الاسلامية والحزب الذي تؤثر ان تؤيده و تعمل من خلاله وبين الحكومة اذا كانت هذه الحكومة حكومة الحزب وأنشئت قيادة مشتركة طبيعتها تنسيقية لان الدستور نص على يحتفظ كل صعيد من اصعدة الحركة باستقلالية تامة في تبني السياسات او اصدار القرارات ولكن هذا لا يمنع من التنسيق .. الاحزاب المختلفة قد تتحالف وتنسق فيما بينها فليس هناك غرابة ان يكون هناك كيان تنسيقي بين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني والمفهوم ان رئيس الجمهورية و هو عضو في المؤتمر الوطني ان يكون على رأس هذا الكيان التنسيقي ثم هناك من يمثل الحزب ثم سيكون هناك امين عام للحركة الاسلامية . * عاد الحديث مجددا عن ترشيحات لمن يخلف رئيس الجمهورية بعد ان قال ربما لن يترشح لدورة اخرى هل اعتمدتم ذلك بأجهزتكم القيادية؟ - هذا ليس ربما ، اعلنها الرئيس صراحة ونحن اعتمدنا مبدأ التغيير في المؤتمر الوطني وقلنا ان كل المناصب سوف تشهد تغييرا اذا كانت الامانات او القطاعات او رئاسة الجمهورية ستتغير بحسب الدورية المعمول بها صحيح ان هناك الكثيرين يخالفون هذا وهناك عواطف ولكن هذا الامر هو السياسة المتبعة الآن في المؤتمر الوطني ، اننا نريد ان نحترم فكرة الدورية في تولي المناصب سواء في الحزب او الدولة وهذا ليس رأي شخص انما رأي الحزب ربما يوجد رأي مخالف لرأي الحزب هو رأي افراد ، كما سيحدث للحركة الاسلامية تغيير من القمة الى القاعدة لان ذلك يضمن فاعلية وتجددا في الفكر والسياسات . * اذن ستتاح الفرص للشباب بحسب مطالباتهم؟ ليس بالضرورة ان نعني بذلك الشباب لأننا نتحدث عن تعاقب الاجيال سيكون هناك شباب وشيوخ وكهول لن يزاح الشيوخ بضربة لازب ولن يحال الكهول الى الهامش سيكون هناك تواصل اجيال وتوليد قيادات جديدة وتمكين القيادات الشباب من مقاليد المهمات الرئيسية سواء أكان في الحرب او الحركة. * من سيخلف البشير بعض التكهنات اشارت الى اتجاه اختيار علي عثمان مرشحا للرئاسة؟ - من الصعب الرد على هذا السؤال وهو سؤال غير ديمقراطي لأنه من الذي يقرر و اذا اجبت وقلت فلان كأني اريد ان اؤثر على اتجاهات الرأي. * يعني ان ذلك لم يناقش بأروقة الحزب؟ - لم يناقش ولم يطرح بالطبع لأنه سابق لأوانه لكن حسب معتاد الناس ان نائب الرئيس اذا كان مرضي عنه كما هو الحال مع علي عثمان فمن الارجح ان يكون المرشح الاول وهذا طبيعي ليس في السودان بل في كل العالم ولكن هذا ليس حتمياً وليس مفروضا على الناس ان يختاروا ربما يقدر الناس في ظرف معين تقديرا آخر لذا ليس من السلوك الديمقراطي الراقي ان نحاول ان نؤثر على اتجاهات الرأي بتزكية اشخاص بعينهم وجعلها كأنها ارادة القيادة . * سرت تكهنات واتجاه ترشيح بعض الشخصيات بديلا للرئيس؟ - كل انسان من حقه ان يقدر ما يراه صحيحا وان يتمنى ما يراه محققا للآمال ولكن هذا الامر كما ذكرت سابق لأوانه سيناقش في وقته وأوانه وقد تمر مياه كثيرة تحت الجسر في ذلك الوقت قد تغير كثيرا من الافكار والمواقف ولكن علي عثمان حسم امره اعلانه عدم الترشح مرة اخرى هل سيكون ذلك امرا واقعا ام سيكون للشورى رأي آخر ؟ هذا الامر تم حسمه بقرار من مجلس الشورى ان الحركة الاسلامية ستحترم مسألة الدورية كل شخص امضى دورتين في موقع قيادي سيخلى هذا الموقع ، صحيح ان السيد علي عثمان بادر بالأمر ولكن في اجتماع مجلس الشورى الاخير جرى تبني هذا الموقف وأصبح موقفا ملزما لأنه قرار مجلس شورى . * ولم يجر ايضا ترشيح من يخلف علي عثمان؟ - نعم كما قلت الامر يمكن ان يؤثر على آراء الآخرين ، ولكن يمكن اذا ارادوا ان يخدم القواعد ان يوفروا معلومة عن كل انسان ذكر اسمه والآن متوافر في الانترنت كثير من المعلومات الاولية وخبراتهم ومميزاتهم لكن ان يقال ان هذا الشخص مناسب ربما يكون مناسبا فى رأي فرد وليس بالضرورة ان يكون هذا الرأي العام داخل الحركة الاسلامية . * على الرغم من حرصكم هذا لحماية الحركة الاسلامية إلا انه يتردد انها اُخترقت بعناصر ماسونية وعلمانية ؟ - يضحك بتهكم..كل انسان يمكن ان يطلق اي اتهام ما يشاء لكن عليه ان يثبت هذا الاتهام ، هذه الاتهامات غير صحيحة .. نحن لا نقول ان الحركة الاسلامية غير قابلة للاختراق ولا نستطيع ان نجزم ان بعض خصومها كالعلمانيين او حتى الماسونيين لم يجدوا طريقا للدخول في عضويتها لكن هؤلاء لن يستطيعوا ان ينفذوا الى قيادتها بأي حال من الاحوال فالطريق موصد امامهم .. ثانيا من يقول بغير ذلك عليه ان يجلب الدليل لان البينة على من ادعى خاصة ونحن لا نقول ان الحركة معصومة من الاختراق ولكن لا نرى على الاقل اختراقا على مستوى القيادة ، ربما يجد البعض في القواعد انهم لا يمثلون الانموذج الذي يحبذونه في القيادات هنا وهناك ولكن لا يوجد اختراق لا من ماسونية او علمانية او ماركسية او غير ذلك . * يتردد انكم استبعدتم المؤتمر الشعبي من الحركة الاسلامية على الرغم من انه حزب اسلامي؟ - نحن لم نستبعدهم هم الذين ابعدوا انفسهم نحن بطريقة شورى ديمقراطية قلنا ان هذه الحركة حركة مستقلة ولكنها بقرارها المستقل اختارت ان تساند المؤتمر الوطني اذا كان هذا لا يناسبهم يدخلوا الحركة الاسلامية ويؤثروا على الرأي العام في داخلها ويغيروا هذا القرار ، وهو قرار ليس دين نتدين به بل هو تقدير واختيار سياسي وهو قابل للتغيير ولكن هم يدركون انهم ثلة قليلة وأثرهم لن يكون محسوسا لان الذين شاركوا في مؤتمرات الحركة اكثر من 500 الف وهم يدركون انهم لا يبلغون عشر هذا العدد لذا لن يؤثرون وإذا غالطونا في ذلك فهم يكابرون .. المؤتمر الشعبي منذ المفاصلة ادرك انه لا يستطيع ان يغير اتجاهات الرأي العام من خلال المؤسسات المنتخبة شعبيا داخل الوطني لذا قرر ان ينحاز الى طرف آخر ، وما كان ذلك ان يكون كله شر اذا التزم المبادئ نفسها التي يتحدث عنها اذا التزم المقاصد الاسلامية لكن الان يتحدث عن ان الشيوعي اقرب مسافة اليه ونحن لا نشك في هذا بل نعلم ان المؤتمر الشعبي الان اصبح اقرب الى المبتعدين عن الرؤية الاسلامية ، نحن لم نعلم ان هؤلاء لم يغيروا اتجاهاتهم الى العلمانية او الماركسية اذا كانوا فعلوا ذلك فليحدثنا المؤتمر الشعبي في ذلك وما نعلمه ان الحزب الشيوعي لا يؤمن بالشريعة الاسلامية او حتى بالديمقراطية ، ديمقراطية البرجوازية الصغيرة لا يؤمن بها الشيوعي السوداني ولو كذب في خطابه العام ، وكذلك الاحزاب التي ساد عليها الربيع العربي ولم نسمع اي نقد للتجربة الاستبدادية في البلاد التي كانوا تلقون منها الالهام والأموال والتعليمات ، المؤتمر الشعبي يؤمن بذلك لأنه يلائمه فما يلائم اغراض الحزب السياسية فهو الصحيح وما يخالفها غير الصحيح ثم من بعد ذلك تأتي الفتاوى تبعا لذلك . * هذا يعني محاولة رأب الصدع بين الاسلاميين لن تؤتي اكلها؟ - لا اعتقد فى قيادة المؤتمر الشعبي ما يبشرنا باحتمال اي تقارب مع الحركة الاسلامية او مع المؤتمر الوطني وهم حاربوا اية مبادرة لبداية حوار مجرد المحاولة قاوموا هذا وعاقبوا القائمين عليها لذا لن نخدع انفسنا ان هناك نية من قيادة المؤتمر الشعبي بمحاولة الاقتراب من الحركة الاسلامية لأنها قد وجدت في الحزب الشيوعي وحزب البعث والناصريين ما يشاكل اتجاهاتها ويناسب مزاجها العام .