تعود حركة الحياة اليوم للدوران بسرعتها المعتادة بعد انتهاء عطلة العيد،المجالس التى نصبتها الإجازة داخل البيوت وفى (ضل العصر) و(تحت لمبة العمود) كانت تبحث عن إجابات كثيرة حول حزمة من القضايا التى فرضت نفسها على الساحة السياسية فترة ما قبل (الأضحى)، الأسئلة التى تحاصرنا معشر الصحفيين فى البيت و(عند الجيران) وفى المناسبات والمشاويرالأخرى تضعك أمام حقيقة مؤلمة تقول إن إعلامنا المحلي بما فيه الصحف عجز عن توفير إجابات ل(كميات) مهولة من الأسئلة الخطيرة والملحة، للأسف فإن فراغ الإجابات فى هذه الهوة من الاستفسارات تملأه الشائعات وتجد فيه الروايات المشبعة بالغرض والأجندة تربة خصبة للترعرع والنمو والشيوع بما يخلق أزمة مفاهيم أكبر بكثير مما نحاول التستر عليه. نحتاج فى السودان لفتح الأبواب والنوافذ حتى يمر هواء المعلومات نقيا، ولكي لا نساعد أصحاب الأجندات على تمليك المعلومات عبرالتهريب الذى تحتمل طرقه إدخال أية زيادات تمضي بالأمر بعيدا عن الحقيقة فيتم اختطافه بواسطة أصحاب الغرض كل يضيف اليه من نواياه وأمانيه فيكون المواطن ضحية لزعزعة معلوماتية تجعله خائفا وهلعا و(برة الشبكة). فى عصر سباق المعلومات والفضاء المفتوح من الصعب جدا دس المعلومات، العالم يتجه للشفافية والوضوح ، ضع حججك فى وجه الجميع ، لم يعد يجدي يا سادتي مع عالم الأسافير اعتقال المعلومات او مصادرة حقها فى التحليق بحرية ،الجهات المعنية بإطلاق سراح المعلومات فى أية قضية مازالت تتعامل بعقلية لم تعد مواكبة لإيقاع العالم الذى يحكمه سباق المعلومات. يسألونك عن الحريات الأربع والاتفاقيات الأمنية والأوضاع فى الحدود بعد اتفاق أديس، نحن كصحفيين ننسى دورنا الرئيسي فى التنوير وننصرف الى معارك تدخل الاتفاق برمته فى دائرة المحظور، نمارس وصاية على المواطن ونضطر لتلقينه معاركنا على الرغم من تقصيرنا فى تنويره ووضعه فى الصورة والاطار ، ننسى أنه شريك فى تقرير مصير البلد كذلك، نختبئ خلف المفردات المعقمة ونحن نتحدث عن ظواهر الجريمة والتجاوزات الدخيلة على المجتمع السوداني وثقافته وعاداته الراكزة، نخجل من مناقشة قضايانا ونستعصم ب(دس) السيئ وإظهار (الجيد) بطريقة انتقائية لا تقدم الحقائق كاملة. نستلف من التقارير الغربية كذلك تفاصيل الهجوم على (اليرموك) ، للأسف المواطن فى الخرطوم يعلم كل شئ عن هذا الانتهاك الخطير لأراضيه ووطنه وسيادته من الصحف الأمريكية والبريطانية وبيننا مسؤولون(يسدوا عين الشمس) يتعاملون مع هذا التطور من زاويته السياسية والأمنية فيظل المواطن نهبا للحكايات والروايات المفبركة، يستمع اليها ويستمتع بها وهي تضعه فى مواجهة الهلع وضعف الإحساس بالأمان، والمعلومات غائبة ومغيبة. دعونا نتعاون بمسؤولية كاملة فى إطلاق سراح الحقائق والاحتفاء بحق المواطن فى امتلاك المعلومات الكاملة بشأن ما يدور حوله لا (تدسوا المحافير) عن هذا الشعب المعروف بحوباته المشهودة، كثير من الأسئلة نجعلها حائرة دون توضيح فيتولى آخرون الرد عليها حسب ما يتمنون....أطلقوا سراح المعلومات يرحمكم الله.