ذا ستزن جاء في افتتاحية ذا ستزن ما يلي: تجاهل قرارات وتوجيهات الوزراء والمسؤولين لماذا دأبت الأجهزة التنفيذية على تجاهل القرارات والموجهات التي يصدرها المسؤولون وتفرض تنفيذها على الأرض؟ وعدد التوجيهات والقرارات التي يصدرها الوزراء أو المسؤولون التي لا يعيرها التنفيذيون إلتفاتاً في المصالح التي يعملون فيها أعداد لا يكاد يأخذها حصر. ولقد اعتدنا على مثل هذه الممارسات التي لم تعد تسبب غضباً أو ضيقاً لنا ولكن الأمر يختلف فإذا اتخذ معتمد المحلية أو اللجنة الشعبية أو أي وزير قراراً لا يجد طريقه الى التنفيذ، فإن هذا لا يعادل القرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية نفسه ولا تنفذها الجهات المعنية. ومثل هذه الحادثة لا نظير لها ولا يمكن حدوثها في أي مكان في العالم الحديث غير أنها شائعة في السودان، والسودن وحده. فعلى سبيل المثال وقبل خمس سنوات خلت وبناء على توصية رئيس لجنة الشؤون الثقافية في المجلس الوطني - عبدالمطلب الفحل- صدر توجيه جمهوري بإعفاء مدخلات الطباعة مثل الورق والحبر ومعدات الطباعة من الرسوم الجمركية باعتبار أن هذه المدخلات الباهظة التكلفة أقعدت بصناعة الطباعة في السودان. ولسنا في حاجة الى أن نشير الى أهمية الكتب والمجلات والصحف في رفع الوعي لدى الجماهير وتوعيتها والمفارقة أنه لم يقدم أي مسؤول تنفيذي على وضع هذا القرار الرئاسي موضع التنفيذ. كما أن السيد رئيس الجمهورية أصدر توجيهاً بتفرغ الباحثين والمخترعين والكتاب للبحث العلمي غير أنه لم يسمع أي شيء حول أية خطوات تم اتخاذها لمتابعة هذا الأمر. وتنفيذ هذه القرارات الرئاسية لا يتطلب آليات عديدة أو إجراءات معقدة، بل يتطلب ذات الإجراءات الروتينية التي تُمارس على نحو يومي في مؤسسات الدولة ومرافقها العامة. خرطوم مونتر كتب أومينو أوتو: هل نسى مواطنو جنوب السودان تاريخهم؟ في اعقاب التوقيع على اتفاقية السلام الشامل قبل أربع سنين خلت دخل جنوب السودان في مرحلة خطأ من القتال القبلي والصدامات بين القبائل والمحسوبية وأشياء عديدة لم يذكرها التاريخ فيما مضى. وقبل التوقيع على اتفاقية السلام الشامل لم يكن خطر المصادمات القبلية قد بلغ المراحل السيئة التي نراها اليوم، فما الذي أصاب النخب من أبناء جنوب السودان؟ وما نوع الأنشطة التي ظلوا يمارسونها عندما كانت الأرقام القياسية للفقر والمصادمات القبلية قد بلغت أسوأ معدل لها في التاريخ؟ وإذا توجه المرء الى احدى مناطق جنوب السودان فإن القصص الوحيدة التي سوف يسمعها هي حوادث الموت والإصابات الناجمة عن المصادمات القبلية. وإذا توجه المرء الى أماكن أخرى فإنه لن يرى ما يفيد بلدنا سوى دخان الإشاعات والقصص التي تدور حول إختلاسات المال العام والفساد المستشري. واليوم أزهقت حادثة المصادمات القبلية بين القبائل الفرعية في ولاية واراب أرواح العشرات من المدنيين الأبرياء، ففي خلال الاسبوع الماضي لقى أكثر من مائة شخص مصرعهم في المصادمات القبلية التي دارت رحاها في منطقة أوكوبو. وليس ثمة ما يلوح في الأفق من إجراءات تسعى بها السلطات في الجنوب لإعادة الأوضاع الى حالتها الطبيعية بصورة نهائىة في ولاية واراب ونشر الأمن والاستقرار في ربوعها. فلماذا تقع مثل هذه الحوادث بين القبائل بعد إبرام إتفاقية السلام الشامل في الوقت الذي أطفأت فيه هذه الاتفاقية لهيب الحرب بين الشمال والجنوب، ولماذا انغمس مواطنو جنوب السودن في ممارسات عديمة الجدوى من القبلية والمحسوبية والتعالي والمصادمات القبلية في وقت انتهت فيه الحرب بين العدو الذي كان يريد أن يدمر ثقافتنا وحريتنا، «ألم يدرك الجنوبيون أن أعداء الحرية والعدالة الذين جعلوا الجنوب يرزح تحت وطأة الفقر والحرب ما زالوا يبذلون كل ما في وسعهم لإفشال اتفاقية السلام الشامل التي اعطتنا الحق في العيش في سعادة وحرية في الجنوب اليوم وحتى في المستقبل؟ ولماذا لا تتخذ النخب في الجنوب الإجراءات الجادة لمحاربة الفساد والمصادمات القبلية والعديد من البرامج الخاطئة التي تحدث في جنوب السودان؟ وعلى من سنلقي باللائمة إذا كنا نحن مواطنو جنوب السودان قد فشلنا في الوصول الى أهدافنا التي تحدد مصيرنا المستقبلي؟ وتحث إتفاقية السلام الشامل مواطني جنوب السودان ان يعيشوا في وحدة قوية حتى يتسنى لهم الوصول الى رحلة ناجحة من السلام اللا نهائي والحرية الشاملة التي يتطلعون اليها، ولكن أين نحن الآن؟ هل نحن متحدون بقوة الآن؟ هل فعلت الحركة الشعبية أي شيء ذي بال يمكن ان يعزز الهدف المشترك للتفاعل السلمي والمصالحة بين القبائل الجنوبية؟ هل عملت الحركة على توعية جماهير جنوب السودان بالنشاط الرمزي الذي يحارب ثقافة الاستعلاء بين بعض القبائل في جنوب السودان التي لديها فكرة خاطئة تتمثل في خلط السياسة بالقبلية. إن الرحلة للسلام الشامل والحرية في الجنوب المليئة بالقلاقل في حاجة الى أن توحّد النخبة الحاكمة نفسها بقوة حتى يتسنى لها إغلاق الباب في وجه الأعداء الذين يريدون ان يخلقوا الفرقة والإنقسام بين أبناء الجنوب. ذي أدفوكيت سياسات الوحدة والانفصال في جنوب السودان جاء في افتتاحية صحيفة «ذي أدفوكيت» ما يلي تحت العنوان أعلاه: حان الوقت للمثقفين في جنوب السودان من الأكاديميين وغيرهم أن يتحاوروا ويتناقشوا بالمنطق والعقلانية والأمانة والشجاعة حول سياسات الوحدة والإنفصال في جنوب السودان مع السودان أو منه. ولا يكفي فقط أن تترك هذه القضايا الجوهرية في حياتنا الى القادة الكنيسيين وجنرالات الجيش والطلاب والرجال والنساء في الشوارع والى الأجانب المشحونين عاطفياً ليناقشوها ويصلوا الى الحل. فالأكاديميون والمثقفون معروفون من الناحية النظرية بأنهم يتحلون بالموضوعية والقدرة على النأي بأنفسهم من القضايا بل والوقوف خارجها والنظر الى هذه القضايا بحسبانهم متفرجين موضوعيين دون ان تكون لديهم مصالح متأصلة في القضايا التي هم بصددها. وبصرف النظر عن عدم عصمة البشر فإن هذا ما ينبغي على مثقفي جنوب السودان والأكاديميين ان يفعلوه حتى يصبحوا قادرين على مساعدة أهل جنوب السودان من وجهات نظر موضوعية حول الاستفتاء المرتقب حتى لا يضطروا الى اتخاذ قرارات بناء على أسباب ذاتية وقرارات تعود في نهاية المطاف لتقلق مضاجعهم. والذي لا ينبغي على أهل جنوب السودان أن يفعلوه هو تأسيس انفصالهم من بقية السودان على مبدأ «الكراهية وإلحاق الضرر». ذلك لأن الدولة التي تتأسس على الكراهية وعلى متغيرات الكراهية لن تعيش طويلاً لأن الأساس الذي قامت عليه لا يمكن استدامته لعدم وجود الشخص الذي يستهدف بالكراهية أو لأن المؤسسين سوف يكرهون أنفسهم بسبب حاجتهم الى عدو أجنبي ليكرهوه حتى يوحدوا أنفسهم. وعلى مواطني جنوب السودان ألا يعتقدوا بأنهم متحدون لأن لديهم ضرراً مشتركاً، ومن ناحية اخرى عليهم ألا يعتقدوا بأنهم متحدون لأن لديهم عدواً مشتركاً يكرهونه أو لأنهم متحدون بسبب كراهيتهم المشتركة ضد منطقة جغرافية بعينها في السودان، كما لا ينبغي على أهل جنوب السودان أن يؤسسوا انفصالهم على عوامل عاطفية - دينية كانت أم سياسية أم اقتصادية أم مالية أم تقنية أم ثقافية أم اجتماعية أم أمنية أم شخصية أم عوامل عاطفية جماعية.. وقد لخصت إتفاقية السلام الشامل العوامل التي حدت بأهل السودان لحمل السلاح والتي تتمثل في قضايا السلطة السياسية والحصول على ثروة البلاد. وبناء على ذلك ما هي القضايا الرئيسية التي تؤثر على اتخاذ القرار لصالح الوحدة أو الانفصال؟ وكيف يجيب مثقفو وأكاديميو جنوب السودان على السؤال: «لماذا يريد مواطنو جنوب السودان الإنفصال؟ وما الذي لا يستطيعون ان يفعلوه لأنفسهم ولبقية السودانيين في إطار سودان موحد؟ وما الذي يجب فعله للوطن حتى يظل متحداً وهل فترة السنوات الست الانتقالية كافية ليتخذ مواطنو الجنوب قراراً عقلانياً وإيجابياً لفصل الجنوب عن بقية أجزاء السودان؟ وما هي المنافع التي ستعود على جنوب السودان في إطار جنوب السودان وبناء على اتفاقية السلام الشامل. وهل يمكن تمديد إتفاقية السلام الشامل من أجل سعادة معظم أهل السودان؟ وهل يمكن للجزئين في حالة الإنفصال ان يكونا قادرين على الازدهار على ذات الطريقة إذا كانا متحدين؟ وهذه ليست سوى نماذج قليلة من الاسئلة التي ينبغي على مثقفي وأكاديميي الجنوب أن يبدأو بها ويمكن ان تتوسع القائمة عبر الحوار المنطقي والإيجابي.