لا يحتاج «بل الآبري» إلى وقت ولا يحتاج السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إلى وقت لتوجيه سهامه لشريكهم في الحكم. بل للرجل سرعة فائقة في الوصول إلى نهاية الشوط. واحدة من المنظمات ذات النبت الغريب والجديدة على مسامع المواطن السوداني زعمت أن هنالك تناقضا في أرقام مبيعات النفط السوداني التي تقدمها الحكومة عن تلكم التي تعلن عنها الشركة الصينية الرجل سريع «النهمة» باقان تناول المسألة وهو غير المختص في شأن المال وقسمته في حركته وفي حكومة الجنوب أعلن أنهم ربما يلجأون إلى تحكيم «دولي» للوقوف على حقائق حسابات النفط. ولعله لم يجد الوقت ليكمل قراءة التقرير الذي نفي معدوه عن الحكومة أنها تتحايل في تقديم الأرقام رغم أن التقرير في الصلة والجهة التي أعدته ليست بذات أهمية في هذه القضية. الحركة الشعبية لها وزراء في وزارات المالية والطاقة وهي ممثلة في كل الأجهزة التي تقوم بعملية القسمة وحساب الأنصبة. وزير الدولة بوزارة المالية وممثل الحركة الشعبية هو الذي يقوم بعمليات المتابعة والوقوف على نصيب حركته. كل هذه الجهات في الحركة الشعبية لم تزعم أن هنالك تباينا في الأرقام. هذا التباين الذي تقول المنظمة أنه في «بعض» الحقول وفي نسبة تقل عن 10% و لا تستبعد أن يكون الفرق ناجما من الذي تعلنه شركة النفط الصينية لأجل تعظيم عائداتها وليست الحكومة. ليس هذا هو المهم في الأمر إذ أن حسابات البترول تقوم على نظم مالية ومحاسبية دولية في غاية الصرامة والشدة والشفافية والنفط سوق مكشوف في العالم والحركة الشعبية لا ينقصها المناصرون الدوليون وهم على أتم الإستعداد لرفدها بكل ما يقويها ضد الشمال وضد الحكومة المركزية. بيد أن الملاحظ هذه النفسية التي يتمتع بها الأمين العام للحركة الشعبية والتي تميل إلى تسويق كل قضية داخلية خارجيا اللجو إلى تحكيم دولي واللجوء إلى الكونغرس الأمريكي لفرض العقوبات على الشمال والتوقف عن العمل والخروج على المؤسسات الرسمية والكبيرة. لم يجد الرجل فرصة ووقتا ليستطلع رأي القيادات التي كلفتها الحركة الشعبية للوقوف على حصتها ولم يرد الرجل أن يتبين في أمر فني متخصص طلما وجد مجالا ليمارس ما أعتاده من أعمال ومواقف شن هجوم على الحكومة وتهديدها بالخارج. الدنيا رمضان «بل الآبري» يا باقان.