أجواء خريفية الاجواء كانت خريفية رائعة واللافتات التي ازدانت بها شوارع جوبا وكان معظمها يدعو لتحول ديمقراطي من اجل انتخابات حرة نزيهة وتسريع الحل بدارفور بجانب اعادة تعمير الاقتصاد السوداني واصلاح العلاقات الخارجية وبناء السلام.. هذه اللافتات كانت في مقدمة استقبال المؤتمرين وكذلك كانت الاجواء الخريفية والامطار والغيم طيلة الاربعة أيام من المؤتمر. كان اجماع كل المؤتمرين بأن نجاح مؤتمر جوبا الحقيقي في انفاذ التوصيات والمقررات و كل المؤتمرين اجمعوا بأن المؤتمر كان رائعاً من حيث النقاشات المستفيضة رغم التباين الواضح في وجهات النظر في كل شخص وهو راضي عن نفسه وجاء ذلك من خلال الاستطلاعات التي اجريتها مع كافة المؤتمرين بمختلف توجهاتهم واحزابهم ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين من الصحف المختلفة.. سودان ييي.. هكذا كانت تترنم وتشدو المغنية ميري بوييلي والتي كانت تغني «بعدي جوبا» الأغنية تدعو المؤتمرين للتكاتف والتراحم من اجل مستقبل زاهر يعم السودان وكانت تقول «نحنا دايرين اصوات دا يكورك شديد عشان نرفعوا سودان وسودانا يمشي فوق». قاعة تاكورين هي قاعة ضخمة تبلغ مساحتها حوالي «01 أفدنة» وتسع القاعة أكثر من ألف شخص بجانب مناشط مختلفة وقد ذكر لي أحد الاخوة الجنوبيين بأن هذه القاعة اهداها لحكومة الجنوب رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي. وتم انشاؤها لمؤتمر الحركة الشعبية الذي انعقد في العام 8002م. اطول افتتاح لقد استغرق افتتاح المؤتمر ساعات طوال وبدأ عصراًَ الساعة الرابعة وانتهى حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم الثاني واستمع المؤتمرون لكلمات كل رؤوساء الوفود بمن فيهم رؤوساء الاحزاب الجنوبية، و اكد الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم بأن دعوة المؤتمر جاءت من رئىس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت وهي للحوار الحر والاجماع الوطني دون التآمر على احد.. واكد اموم بأن المؤتمر لم تكن لديه اوراق معدة ودعا الجميع لصياغة الاوراق من خلال جلسات اللجان التي تم توزيعها في اليوم الثاني. الخروف والمرفعين قبل بداية الجلسة الاجرائية الرئاسية بقاعة هومن اندروي التقيت ببعض من رؤساء الاحزاب الجنوبية الذين قاطعوا المؤتمر وهما بيتر سولي رئيس الجبهة الديمقراطية المتحدة ومارتن ايليا رئيس منبر الديمقراطي لجنوب السودان وكانا متوترين بعض الشئ وعندما سألتهما عن رأيهما في المؤتمر وكانا «مترافقين» لم يجيبا بالايجاب أو السلب وقالا نحن لم نطلع على الاوراق المعدة لذلك الغرض.. وبعد حضورهما للجلسة الافتتاحية في اليوم الثاني كانا يجلسان في المنصة الرئاسية وقدما كلمتيهما ولم يكن هناك ما يشير لانسحابهما.. وفي اليوم الثالث قدما دعوتهما لكل الصحفيين واعلنا انسحابهما مما ازعج الحركة الشعبية والأحزاب الاخرى.. وما كان من الفريق سلفاكير الا ان وصفها «بالمرفعين «الذي يرتدي جلد خروف ليهجم عليها ليلاً ليأكلها» وأوضح سلفاكير للمؤتمرين في ختام الحوار بأن هذه الاحزاب كانت نائمة ومتعاونة في الخرطوم ولندن عندما اتت الحركة الشعبية باتفاقية السلام.. وقال هؤلاء ليسوا حريصين على شعب الجنوب وليس لديهم أية شعبية في الجنوب وأضاف بأن الحركة هي التي جاءت بالمناصب للجنوبيين وهي الاحرص على تنفيذ اتفاقية السلام. واتهمهم بالتأمر والتعاون مع جهات قامت بتحريضهم.. وقال بأن شعب الجنوب لن يفوت عليهم هذه الفرصة.. لان المؤتمر كانت جميع جلساته مفتوحة حتى للصحافة.. الشك واليقين هكذا كان مواقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني من المشاركة فتارة تخرج لنا التصريحات بالمشاركة وأخرى بعدمها وأخرى بأنهم مشاركون ولكن غير حاضرين.. واشار بعض المشاركين الى ان الاتحادي ينتظر المقررات والتوصيات ثم بعد ذلك يعلن موافقته من عدمها. حضور حسنين استقبلت الحركة الشعبية القيادي الاتحاد علي محمود حسنيين استقبالاً رسمياً في مطار جوبا .. وقوبل دخوله للقاعة بالتصفيق الحار وعلى الرغم من نفى الحزب الاتحادي لمشاركة حسنيين باسمه الا انه قال: ان حضوره يعني مشاركة حزبه لانه يمثل الرجل الثاني في قيادته. وأكد للجميع بأن الحزب الاتحادي سيكون في مقدمة الصفوف لتنفيذ توصيات ومقررات المؤتمر. حضور أممي اشرف قاضي كان حاضراً بنفسه وطائراته هي التي أقلت المؤتمرين من جوبا إلى الخرطوم والعكس. ارفور كانت حاضرة جميع المشاركين في المؤتمر اكدوا حرصهم على تسريع حل قضية دارفور وسلفاكير أمن على ذلك وجدد القول بأن جهود الحركة الشعبية لحل مشكلة دارفور لن تكون بعيدة عن شريكه المؤتمر الوطني وقال سنعمل معاً من اجل الحل. طرفة سلفاكير سلفاكير بتعليقاته الساخرة كان يجلس على يمينه الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي داخل القاعة عندما جاءت إحدى المصورات تحمل كاميرا فيديو وعندما وقفت بضع دقائق امام نقد.. قال لها «صوري واذهبي بسرعة» إلا ان سلفاكير كان يتابعه باهتمام وقال له «هسع بت دا تصورها انت ولا هي تصورك» وضحكا معاً. ? (لياقة) نقد والترابي طيلة أيام المؤتمر ونقد لا يستطع الوقوف امام المنصة التي اعدت لكلمات المؤتمرين وكان يتحدث وهو جالس بعكس الشيخ الترابي الذي تفوق عليه «باللياقة والنشاط الواضح. ? باقان .. حركة دائبة كان يعمل ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل ولم يحتجب أمام الاعلاميين بل كان متاحاً لهم في جميع الاوقات وكان يوزع نفسه بين اعمال السكرتارية والاعلاميين وقد كان نشاطه واضحا. ? عرمان (لا حس ولا خبر) طيلة ايام المؤتمر كان ساكناً (لا حس ولا خبر) كما تعود منه الصحافيون والاعلامين.. احد المؤتمرين علق قائلاً بأنه كان خلف الكواليس. ? رقص سلفاكير وتجاوب المهدي شاركت عدد من الفرق الراقصة لاستقبال الحاضرين ورقص معها سلفاكير وتفاعل معها الصادق «بعصاه». ? (عصا) منصور خالد كان حاضراً في المناقشات والجلسات وبدأ ممسكا بعصاه التي لوحظ بأنه يتوكأ عليها طوال الوقت منفتحاً يميناً ويساراً شمالاً وجنوباً طوال ايام المؤتمر.