أضحكني عضو مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم محمد سيداحمد وهو يتحدث بحماس للزميل معتصم محمد الحسن من خلال برنامج ( ساعة رياضة) عبر فضائية الشروق ، عن عودتهم المرتقبة في الانتخابات القادمة بذات المجموعة ، وأضحكني أكثر وهو يتحدث عن بشائر العودة التي ظهرت في انتخابات بعض الإتحادات الولائية ، ولم يقل وهو في فورة حماسه يعود وبقية المجموعة ليفعلوا ماذا؟ ليحطموا أكثر ؟ ليدمروا أكثر؟ ليخربوا أكثر؟ لينشروا الفساد ( بالطبخات) الكريهة التي فاحت روائحها وضربت في كل مكان ، بعد أن خنقوا الإتحاد (المؤسسة) وقتلوه ودفنوه بدون تشييع ، بعد أن جردوه من هيبته وشخصيته واستقلاليته ، وتحول مع محمد سيداحمد وبقية المجموعة التي يتفاخر بها ويعلن أنه قائدها إلى خيال مآتة ينفذ الأوامر التي ترد إليه من الخارج ، ويكفي السقوط المريع والفضيحة المجلجلة التي فجرتها الطريقة (الفاسدة) في (طبخ) القرارت باختيار ممثل السودان في البطولة العربية إستنادا إلى تقاطعات ومصالح فردية وجماعية ، ليدوس محمد سيداحمد والمجموعة التي يرأسها ( كما قال) على اللوائح والقوانين وعلى قيم الرياضة وأهدافها ومبادئها ويدوس قبل كل ذلك على العدالة . الغاية تبرر الوسيلة ( ميكافيللية) مقيتة هي الثقافة التي يروج لها محمد سيداحمد ومجموعته السعيدة ، محمد سيداحمد الذي هزمه الإعلام شر هزيمة عندما فضح المخطط الذي (دبر) بليل باللوائح والقوانين ، وأجبره أخيرا على الاعتراف أن المريخ في البطولة العربية بعد أن (سرق) بأمر الإتحاد المترنح حق التمثيل من صاحبه الأصلي ، ومن حسن حظه وحظ مجموعته السعيدة أن مجلس إدارة نادي الهلال الذي يفترض أن يقف في مواجهته وديع ولطيف وضعيف ويخشى المواجهات ويصدق الوعود ويعشق (التخدير) ، فأتاح الفرصة للإتحاد لانتزاع حقه القانوني أمام عينيه وهو لا يحرك ساكنا مكتفيا بالصمت على التصريحات المستفزة لعضو مجلس إدارة الإتحاد محمد سيداحمد . محمد سيداحمد الذي لا يعرف حتى هذه اللحظة كيف تم اختيار الهلال ( احتياطيا) في البطولة العربية ؟ وما زال يردد أنهم لم يرسلوا اسم الهلال (بفرح) وكأنه حقق انتصارا تاريخيا على منافس أو (عدو) وليس ناديا يقع تحت مظلته ومسؤوليته وإشرافه المباشر ، ليبدو بهذا التصريح وكأنه آخر من يعلم بما يدور داخل الاتحاد الذي يتفاخر أنه قائده القادم ، نسى محمد سيداحمد أو تناسي ما تم من اتفاق بين سكرتير الإتحاد مجدي شمس الدين ورئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأمين البرير التزم من خلاله مجدي أن يكون الهلال ممثلا في البطولة العربية ، وقد لا يعلم محمد سيداحمد ثقل بعض أعضاء مجموعته السعيدة داخل الاتحاد العربي ، وقد لا يعلم عضو مجلس إدارة الاتحاد العام هشاشة الاتحاد العربي وضعف بطولاته التي تعتبر سياحة جميلة للفرق المشاركة أكثر منها منافسة حقيقية يمكن أن تقدم فائدة فنية ، وبالتالي فإن وجود اسم الهلال الذي باغت عضو الاتحاد تم بمعرفة قيادات الإتحاد وهم من قدموه كمشارك في البطولة المذكورة. قبل أن يفكر محمد سيداحمد ومجموعته السعيدة في خوض الانتخابات القادمة ، عليهم أن يسارعوا بتقديم استقالات جماعية بعد فضيحة البطولة العربية ، من أجل مصلحة كرة القدم كأهداف ومباديء وقيم وتطور . استقيلوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالدمار والخراب الذي تم في هذه الفترة يحتاج إلى دورات لإصلاحه .