جاء رد فعل الحكومة السودانية إزاء الهجوم على أبوكرشولا من قبل الجبهة الثورية المدعومة من دولة الجنوب وجيشها , قويا أسقط ما بيد حكومة الجنوب التي ظنت أن الشمال لن يكون بوسعه اتخاذ أية خطوة تجاه المصفوفة التي وقعتها حكومة الشمال مع الجنوب , ولكن جاء القرار الرئاسي بتعليق كل الاتفاقيات التي وقعت مع حكومة الجنوب وأولها إغلاق أنبوب النفط , فضلاً عن تصعيد القضية الى الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي التنقيب عن التداعيات المتوقعة من دعم جوبا للجبهة الثورية على العلاقات بين الجارتين اللدودتين كان مثار النقاش في الندوة التي نظمها مركز السودان للبحوث والدراسات بعنوان: أحداث أبو كرشولا وتداعياتها على العلاقة بين السودان وجنوب السودان بقاعة المركز جنوب وسط حضور عدد من المخصين والإعلاميين. ابتدر بالحديث فيها د. الفاتح عثمان محجوب بتأكيده على دعم دولة الجنوب الحركات المتمردة بالرغم من الاتفاق الأمني بعدم ايواء الطرفين للحركات المناوئة ل (الخرطوموجوبا ) , غير أن الأخيرة يبدو أنها لاتزال متمسكة بوعد (سلفاكير) للمتمردين في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق عندما أعلن بصراحة لا تستدعي رهقاً في التحليل في احتفالات الجنوب باستقلاله في سبتمبر 2011م بعبارة (لن ننسى إخوتنا في النيل الازرق ودارفور وجنوب كردفان ) جوبا بالطبع باتت الخيار الأوحد لحركات درافور وقطاع الشمال وأصبحا كياناً موحدا باسم الجبهة الثورية التي عاثت في جنوب كردفان تقتيلا وتشريدا ويرى د. الفاتح أنه لا بد من تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة ما يسمى بالحراك العنصري الذي تتبناه الجبهة الثورية وقال( لابد للشمال أن تضع معالجات عاجلة للأزمة الداخلية ويقف على نقاط القوة والضعف، وأكد الفاتح أن الدولتين تواجهان مهددات داخلية تؤثر على بقائهما، وأضاف ان دولة الجنوب لديها علاقات متميزة مع دول العالم خصوصا وأنها دولة وليدة لها عامان، وتتلقى دعما سخيا عكس السودان الذي يواجه حصارا وحربا اقتصادية ضروسة بغية اسقاط حكومته , وأشار الى أن مستقبل اقتصاد الجنوب قد يكون أفضل من السودان لما تملكه من موارد اقتصادية كبيرة من بترول وغابات وحيوانات، و إذا تخلت عن إقحام نفسها في الشؤون السودانية يمكنها ان توفر حياة جيدة لشعبها , وقال ان هجوم الجبهة الثورية المدعومة من دولة الجنوب ترتبت عليه نتائج وخيمة على الجنوب بعد قرار الشمال بمنع مرور نفطها عبر الأراضي السودانية , فضلاً عن صعوبة عودة الثقة الى الطرف السوداني ازاء حكومة الجنوب التي تمادت في نقض الاتفاقيات , لأسباب غير معروفة حتى الآن، وان كان الهدف المعلن من دعم الجبهة الثورية إسقاط نظام الخرطوم ورجع وقال ان الجنوب قد يواجه صعوبة كبيرة في بسط الاستقرار لأسباب عديدة منها اختلاف اللغة والدين بين قبائل جنوب السودان والصراعات المسلحة ، فيما لخص الاشكاليات التي قد تواجه الشمال في حال استمرار القطيعة بين الدولتين في الضائقة الاقتصادية وضعف قدرة الدولة علي محاسبة المعتدين على المال العام ودعا الدولتين الى معالجة القضايا العالقة والكف عن التدخل في شؤون بعضهما , كما على دولة الجنوب عدم ايواء الحركات المسلحة بالتحرك بحرية عالية، مضيفا أن احداث ابو كرشولا بينت أن السودان لديه مشكلة وضعف في عملية الحروب الصحراوية والجبلية، لذلك السودان يحتاج لتوحيد قواه الداخلية واهمها القوة السياسية وقوى الاجماع الوطني. وزاد يجب على المؤتمر الوطني أن يقدم بعض التنازلات للقوة السياسية الأخرى حتى تتم عملية المشاركة العادلة، مؤكدا ان السودان تنقصه الخبرة حتى يصبح دولة كبيرة،وأن ما حدث في أبوكرشولا يمكن أن يعمل بناء علاقات مع دولة الجنوب، يوجد خلل اساسي في الدولة السودانية بسبب التهاون لعدم وجود سيادة دولة القانون . ونوه د.خالد حسين الى ضرورة التعامل مع القيادات المؤثرة في دولة الجنوب ويجب التفاوض مع اولاد قرنق وابيي لحل جميع المشاكل العالقة بين البلدين ، واكد خالد ان فكرة السودان الجديد مازالت قائمة ، وأن دولة الجنوب مازالت تتعامل بعقلية التمرد، واشار الى ان الحركات المتمردة تستفيد من الخلاف بين البلدين وتعمل على زعزعة أمن السودان حتى لا يتم اتفاق بينهما لان حدوث اي تقارب بين البلدين يعني القضاء على الحركات المتمردة، وزاد بقوله ان حل القضايا العالقة هي السيبل الى المخرج من انهيار الدولتين اللتين تعانيان من أوضاع اقتصادية سيئة. وزاد يجب على قيادات الدولتين النظر الى مصلحة البلدين. وقال( لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ، وان الخلافات بين البلدين أثار الملل والسام وسط المجتمع الدولي). وفي السياق قال اللواء ركن مهندس عبدالرحمن أرباب في أن الهجوم وما وقع في أبوكرشولا أكد حجم المؤامرة التي تحاك ضد السودان لذلك لابد من تضافر كل الجهود لتوحيد الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على المتربصين بالسودان ، ودعا عبد الرحمن الى القضاء على القبلية والجهوية التي اصبحت تشكل خطرا على وحدة السودان وتفادي افرازاتها القميئة من بروز لحركات عنصرية على غرار الحركات المتمردة في دارفور ومن قبله في الشرق. ودعا المواطنين الى دعم الجيش وزاد: (يجب ان يشعر المواطن بانه جزء من الجيش الذي يدافع عن البلد، وقال لابد من الإعداد الجيد للمقاتلين ، وتوقع الأرباب أن تمتلك دولة الجنوب طائرات حديثة في غضون ثلاث سنوات. وقال لابد من الإعداد الجيد لمواجهة تلك الدولة التي اصبحت تشكل خطراً على بقاء السودان .