هنا لا أقصد اللصوص الذين ينهبون المال العام أو الذين يتسورون المنازل ليلا و انما اعني الهمباتة الذين اعطوا للسرقة معنى آخر!!!! إن الهمباتي لا يأتي متلصصا في الخفاء، وإنما يحصل على غنيمته جهاراً نهاراً وعنوة واقتداراً. والهمباتة يعزفون عن الإبل »الهاملة« ولا يسلبون إلا الابل المحمية: الزول البدور من البوادي ضريبة يبقى موارك الغربة ويبعد الريبة ما بتدبى لي الهاملة البشوفا غريبة إلا السيدا في الدندر مسيلها زريبة فالشحص الذي يريد من البوادي فرصة عليه ان يداوم »يوارك« على الغربة ويبعد ريبته عن القبيلة والجار والعشير، إنه لا يتلصص ويسرق الناقة الهاملة التي يراها غريبة ولا ينهب إلا الإبل المحمية التي أقام لها أصحابها الحظائر في بادية الدندر. البعد: إن الهمباتي لا ينهب من قبيلته ولا من الجار والعشيرة. الولد البدور الشكره يابى الشينه يبعد ردو غادي .. ينطح بوادي جهينة إما نجيب فلوساً تبسط الراجينا ولا أم روبة لاحولين تكوفتو علينا كتب كثير من الناس عن الهمباتة او المهاجرية كما يسمونهم في غرب السودان و القارئ المتمعن يلاحظ أن هؤلاء الهمباتة ذوو مبادئ و ثوابت و أخلاقيات رفيعة جداً بالرغم من أنهم لصوص حسب التصنيف..كذلك علمنا أنهم كانوا يصرفون هذه الأموال المنهوبة على الجميلات من النساء (يستالهن مش؟) او على الفقراء و الغارمين و أصحاب الحاجة ولا يدخرون شيئا لأنفسهم ابدا إذ ان معظمهم منذ أيام الشنفري و تأبط شراً و سليك بن السلكة و قيس بن الحدادية و حتى عهد الطيب ود ضحوية لم يحيدوا عن هذا الطريق ..اضف لهذا صفة رائعة تحسب لصالحهم و هي أنهم لا ينهبون أبلاً ترعاها امرأة أو طفل أو شيخ مُسن نسبة لضعف هذه الفئات.. صديقي القارئ و صديقتي القارئة ، ارجوك كتابة تسعة فوارق بين الهمباتة و حرامية هذا الزمن, واضعاً في اعتبارك أن بعض الأغنياء قد نهبوا أموالهم من الفئات المستضعفة المذكورة أعلاه!!