حينما غنت فرقة ملوك النيل أغنية «ياي بلدنا وكلنا اخوان سوداني وكلنا اخوان» دوى في قاعة اتحاد المرأة السودانية تصفيق قوي وتفاعلت معها جموع النساء اللائي تداعين لإحتفالية مرور خمسة اعوام على اتفاقية السلام في «نهارية السلام والوحدة» بكل ألوانها السياسية واختلاف قبائلها في لوحة جسدت الوحدة كخيار افضل للسودان. وعلى ذات الوتيرة جاء حديث المخاطبين للاحتفال يعضد خيار الوحدة ويعزز مكانتها وقبل أن تدلف اخلاص وداعة الله الامين العام لمنظمة قرنق للتنمية للحديث عن السلام واتفاقية نيفاشا التي «عبرت بالسودان الى بر الأمان» وتلت في النصة رسالة باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية الذي اكد فيها «أهمية ان يعم السلام السودان موحداً صامداً امام مهددات الحرب». ومضت امينة المنظمة في حديثها قائلة بأن قرنق كان يدعو للوحدة والسلام وكانت آخر كلماته تحمل معاني عن ضرورة حكومة واحدة وجيش واحد. فيما اكدت مارغريت صموئيل «حزب سانو» رئيس لجنة السكان بالبرلمان ان اتفاقية السلام اهم انجاز في السودان اوقفت اطول حرب في افريقيا، وخاطبت القضايا المسكوت عنها التي تهم المواطن الجنوبي واغفلتها دساتير السودان السابقة منذ الاستقلال، لذا نقول نعم من اجل استقرار ووحدة السودان كما قالها قرنق وان الاتفاقية ملك للجميع. واكد عليها المشير البشير بعد توقيع الاتفاقية ان هذا هو استقلال السودان الثاني. وقالت حتى تكون الوحدة الخيار الافضل وهذا ماتمنيناه علينا جميعاً حكومة واحزاباً وشعوباً ان نعمل لاجل تحقيق هذا الهدف بقبول الآخر بغض النظر عن اختلافنا في الاديان والثقافات والاثنيات وننفذ ما تبقى من الاتفاقية ونحرص على التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وان تكون قوتنا في وحدتنا.. وللمرأة دور كبير في تحقيق هذه الاشواق. ألدو اجو دينق القيادي بالحركة الشعبية قبل ان يبعث باشارات وتحذيرات من خطورة الانفصال عبر عن غبطته للاحتفالية التي اعتبرها شراكة ذكية بين اتحاد المرأة السودانية، ومنظمة قرنق للتنمية والسلام، وقال على الرغم من ان اتفاقية نيفاشا كرست للسلام إلا انها اعطت خيار الوحدة أو الانفصال.. ونبه الى ان كل الدساتير السابقة منذ الاستقلال فشلت في ان يكون للمواطن السوداني هوية واحدة لذا فان الوحدة التي تبقي لحسمها وقت قصير تواجهها مشكلات وصعوبات. ففي الشمال تعتبر الهوية الدينية الاسلام واللغة العربية بينما في الجنوب هوية افريقية وديمقراطية علمانية فكيف يمكن توحيد ذلك. لابد من فاق كامل كما انه توجد فوارق في الثقافات، فكيف تكون الوحدة جاذبة. وقال لابد للشريكين والاحزاب انقاذ البلاد من الانفصال. واقترح بأنه في حالة الانفصال البحث عن آليات مشتركة تدعم السلام والتعايش السلمي بين الشمال والجنوب ولا نقبل الحرب. وبدأت رجاء حسن خليفة الامين العام لاتحاد المرأة السودانية حديثها بالمطالبة بميثاق يعزز الوحدة والسلام. وقالت ان اتفاقية السلام اصبحت واقعاً بعد ان كانت افكاراً أو نصوصاً، وتمخضت عنها قوانين اهمها قانون الاستفتاء الذي يعتبر خطوة كبيرة لبناء الثقة. واضافت «نحن نساء السودان لسنا محايدات تجاه الوحدة بل نعمل لتحقيقها». وقالت مثلما غنينا وطربنا على انغام الوحدة والسلام فاننا نعمل للوحدة الرضائية الجاذبة متجاوزين المرارات السابقة في دولة واحدة موحدة يحكمها دستور واحد. علينا جميعاً ان نعمل لتحقيقها عن طريق الحوارات والنقاشات حتى تأتي وحدة بالقبول والرضا. أرسلنا رسالة للقوى السياسية بان النساء يردن ممارسة ديمقراطية بدون عنف أو مزايدات سياسية أو القبيلة التي فتنت السوان. وعبرت عن أملها ان يكون الاحتفال القادم في جوبا بتوحيد السودان. وعلى ذات النسق تحدث د.بورمينا القيادي بالحركة الشعبية ووزير وزارة الصحة الولائية بأن لابد ان يعمل الجميع من اجل الوحدة.. واعتبر ان هذا الاحتفال بين اتحاد المرأة ومنظمة قرنق يكرس للوحدة.. وان النساء يمكن ان يكون تأثيرهن اقوى باتجاه تحديد هوية ومصير السودان نحو الوحدة أو الانفصال، وان لديهن الحق في حكم الخرطوم بالنسبة اللائي وجدنها «52%» في الانتخابات كما للمرأة الحق في الترشح لرئاسة الجمهورية. المنظمة التي رعت الاحتفال تأسست في 22 يوليو العام 6002م برعاية السياسي الجنوبي المخضرم الدو أجو دينق، وهي منظمة طوعية تنشط في الجنوب والشمال وتتلقى الدعم والمساندة من السيدة ربيكا ارملة الراحل الدكتور جون قرنق. ومن ابرز الانشطة التي قامت بها تكريم والدتي الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية والراحل قرنق وتقدم الدعم الطبي ومعينات المدارس في اماكن تجمعات النازحين والمعاقين.