ما ان تجد الحاجة «سكينة» فرصة «للونسة» الا وتجلس وسط بناتها وترمي ثوبها من على رأسها وتحكي لهن باستمتاع حكاوي تحمل في مضمونها حكماً ومواقف ووصايا.. وقد قصت لهن ذات مرة «حكاية نعمات» التي أنعم الله عليها بزوج طيب وغنى وكريم.. سكنت معه في بيت كالقصر إذ توافرت لها جميع معينات الحياة.. إلا أنها لم تحافظ على هذه النعمة وهدمت بيتها بنفسها لأنها لم تستطع أن تتخلص من عيوبها التي تحملها منذ أن كانت «فتاة».. فقد كانت تهمل بيتها في جميع الجوانب.. كل الأشياء العامة والخاصة يجدها الزائر لبيتها ملقاة على الأرض بإهمال.. فالبيت تنقصه النظافة ويفتقد للترتيب.. وهي غير مبالية بزوجها وأطفالها.. كثيرة الخروج على «بيوت الجيران».. ودائماً تجمع النساء خاصة «الثرثارات» منهن في وقت راحة زوجها.. «الحاجة سكينة» قصت هذه الحكاية وأتبعتها بدرر من الوصايا لبناتها حتى لا يلاقين مصير «نعمات» وإنهيار مملكتها.. «البيت» زيادة على قوة هيكله يحتاج إلى أساس وركائز بشرية تقيه شر أن يهدم من الداخل.. الرجل والمرأة شريكان في المحافظة على صموده وإستقراره في وجه الأعاصير.. «الرأي العام» طرحت سؤالاً على بعض المواطنين من الجنسين: ما الذي يهدم البيت؟؟؟ فكانت إجاباتهم المتباينة في المساحة التالية.. لم تتوان «رشيدة علي» موظفة في إجابتها حيث إنها اعتبرت المشاكل المتكررة وعدم التفاهم حتى في ابسط الامور البسيطة من أقوى الاسباب لهدم «البيوت».. وزادت خاصة البيوت الواهية فهذه إذا تكررت عليها أمطار المشاكل فانها ستنهار لا محالة.. بينما خالفتها «سناء السني» قانونية بقولها: إن المشاكل العادية إذا وجدت الحلول المرضية للطرفين لا يمكن ان تهدم بيتاً.. ولكن «سناء» إعتقدت أن تبادل الظنون والشكوك بين الزوجين يعتبر أخطر آلة هدم «للبيوت» وقالت: كم من بيوت مستقرة وساكنة حركتها رياح «الشك» العاتية.. أما «نور الدين محمد» فوضع المرأة في موقع «الركيزة» التي تمسك «البيت» وأقل حركة منها ستهدم البيت.. ولم يحمل «نور الدين» الرجل مسئولية في هدم «البيوت» معللاً ذلك بأن المرأة هي ربة البيت، فكل ما كانت عاقلة ومتزنة وقائمة بواجباتها وست بيت «بحق وحقيقة» على حسب قوله سيظل البيت «واقفاً» حتى يذهب أهله إلى الدار الآخرة.. «سعيد أحمد» إستاذ الاعلام إختلف مع الآخرين وقال إن أصدقاء السوء سواء صديقات الزوجة أو أصدقاء الزوج فهؤلاء لا تأتي من جانبهم الا الرياح النتنة.. يقتلعون البيوت من جذورها يهدمونها ويجلسون على «تلها» كما قال.. وأضاف هذا لا ينفي أن هناك عوامل هدم أخرى ولكن هذا على حسب إعتقادي.. الباحثة الاجتماعية «نهلة حسن البشير» قالت: لاشك أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في هدم «البيوت» وعادة ما يتسبب فيها «الزوجان» وحدهما.. وأحياناً قصور المرأة يكون واحداً من أسباب إنهيار البيت.. واضافت حسب رأيي أن تصرفات الرجل السيئة وسلوكه غير السوي لا يعتبر سبباً قوياً لأن الزوجة تتلافى هذه النواقص في زوجها وتعالجها باعتبارها أحرص على استقرار البيت من الرجل بينما يكون قصور المرأة في البيت له آثاره عكس الرجل يبقى سبباً مباشراً «لهدم البيت».. وقالت أحياناً يكون السبب خارج البيت.. مثلاً أهل الزوجين الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة مما يؤدي الى هدم البيت..