حينما تتذكر فيلم «السفارة في العمارة» للنجم عادل إمام وما فيه من إحساس حقيقي بخطورة الموجود في العمارة من سكان وسفارة وإجراءات أمنية.. تبدأ المقارنة بين تلك الإجراءات وما يحدث في شارع علي عبداللطيف حيث مقر السفارة الأمريكية.. حتى قبل أسابيع قبل ان تغادر وتفتح المداخل من إتجاهاتها الثلاثة جنوب وشمال وشرق.. ماذا لو تحول الأمر بعد مغادرة السفارة الأمريكية لمقرها ألا يستحق ذلك فيلماً سينمائياً يحمل عنوان «السفارة غادرت العمارة» .. وقد قيل إنها فعلاً غادرت حتى «أثاثاتها» القديمة ذهبت إلى الدلالة في السوق الشعبي.. حيث يتنافس المتنافسون من مختلف تجار أسواق العاصمة المثلثة.. بدءاً بتجار سوق ليبيا وإنتهاءً بسوق ام دفسو وستة. قبل سنوات كانت السفارة تهدي فائض التجديد من الأثاث للعاملين بها.. أو للمغادر منهم لوظيفته والأمر عادي. . فيأخذ العامل «العفش» وقبل أن يغادر شارع علي عبداللطيف يعرضه للبيع مستفيداً من الدعاية بجودة الصناعة الأمريكية.. وحسن الإستخدام ولكن ذات مرة كان أحد المسؤولين في السفارة يتابع مشهد البيع.. ولما سأل قيل له «أن أحدهم يبيع ما أهدى له».. فقال: «نحن أولى» كأن لسان حاله يقول «جحا اولى بلحم توره» ومنذ ذلك الوقت تحمل السفارة ما فاض إلى دلالتها الشهيرة بالسوق الشعبي.. وهو الآن كامل الدسم.. أثاث مكتبي وثلاجات وغيرها.. مصادرنا تقول المقر الجديد لا يستوعب أي أثاث قديم. ذلك يحدث.. وفي جانب آخر نقلت لنا الزميلتان نجلاء عباس وحفيظة عبدالباقي.. مشهد المارة والفرح يغمرهم بزوال الإجراءات الأمنية كافة المحيطة بالشارع.. فقالت علياء بشير: أول مرة أعبر الطريق .. إحساس جميل.. وحرية مطلقة.. وهنالك من قال: اسوأ شيء ان تكون في بلدك وتذهب إلى منطقة يكون تحركك فيها محسوباً.. طلاب الجامعات المتاخمة للشارع كانوا الأكثر سعادة لآن إزالة الحواجز من مداخل الشارع قربت المسافات لهم.. إلى جانب أنها تمنحهم الحرية في السير دون قيود. وبمناسبة القيود.. والممنوع أصبح كل شيء في الشارع مسموح به.. حتى التصوير فالعمارة أصبحت خالية من أي موظف أمريكي.. ما عدا بعض أفراد الحرس .. الذين سيغادرون يوما ما ..