تشهد أسواق الاثاثات هذه الايام ركودا كبيرا وصفه التجار بأنه اشبه بالسكون، فى وقت اقترب فيه موعد الاعياد التى دائما ما تنعش الاسواق، كما قال بعضهم إن الركود فى الاسواق ظل يلازمها منذ ان بدأت الازمة المالية العالمية التى حجمت كثيرا من رغبات المواطنين في اقتناء الاثاثات، كما ان كثيرا منهم يرى أن الاثاث اصبح لا يمثل اهمية كبرى لدى المواطن الذى بدأ ينشغل بتوفير المعيشة لابنائه ومنزله خاصة، بالاضافة الى احتياجات الطلاب اليومية التى بدأت تتزايد يوما بعد يوم، مما جعل الكثيرين يحجمون عن شراء الاثاث ويركزون على الضروريات فقط. وفى شارع «15» بالعمارات أرجع عدد من التجار التراجع الكبير فى مبيعات الاثاثات الى الشح فى السيولة. واكد عادل جابر بصاحب محلات ابو ظبى بالصحافة، ان السوق شهد حالة من الكساد، وان القوة الشرائية اصبحت ضعيفة مما حدا بالموردين الى تخفيض الاسعار، مشيرا الى ان غرفة النوم كانت فى السابق ب 4.5 مليون الآن اصبحت ب 3 ملايين، وكذلك فى جميع انواع الاثاثات حدث انخفاض فى الاسعار بالرغم من الرسوم المفروضة والجمارك، مؤكدا ان الازمة المالية العالمية اثرت كثيرا فى سوق الاثاث. والزبون كان يشتري ب «الكاش» والآن اصبح يطلب السلعة بالاقساط ويشكو من شح السيولة، والاثاثات اصبحت من الثانويات ولا يشترى الا المضطر. وقال إننا نعانى من الكساد، حيث تمر علينا اكثر من ثلاثة ايام من غير ان نبيع قطعة واحدة. وارجع ذلك الى عدم توفر السيولة فى الاسواق، مبينا ان التوتر فى السوق الداخلى نتيجة لانخفاض الاسعار العالمية التى تراجعت بسبب انخفاض اسعار النفط. وفي ما يختص بالعلاقة بين المحلى والمستورد وايهما اجود، اكد جابر ان المحلى هو الاجود والامتن لكن الاكثر مبيعا هو المستورد. وارجع ذلك الى شكل الاثاث المستورد، اضافة الى سرعة التسليم، اما المحلى ففيه نوع من المماطلة فى التصنيع نظرا لقلة الايدى العاملة، موضحا انهم فى بعض الاحيان يلجأون الى البيع بالكسر لسداد الايجار والضرائب والعوائد، مشيرا الى ان المشتريات الحكومية انخفضت فى الفترة الاخيرة، وقال اذا استمر الحال على ما هو عليه سوف نغلق المحل ونترك العمل. ويشير عبد الإله ابراهيم احد الموردين للأثاثات، إلى أن السلع التي توجد في الأسواق سلع من الدرجة الثانية فما دون، خاصة تلك التي تستورد من الصين، وهي بضائع وسلع متدنية الجودة، وتأتي بناءً على طلب التجار الكبار، وفاقت نسبة أرباحها 100%، والسلع الجيدة متوفرة لكنها اسعارها اغلى. ويتفق غالبية المتسوقين على أن الاثاثات المعروضة دون المستوى المطلوب ورديئة، مقارنة بما كانت تعج به الأسواق سابقا من اثاثات محلية حيث تفوقها بالجودة والمتانة. لكن عبد الرحيم سيد احمد تاجر ببحرى، يرى أن حالة الكساد في اسواق الاثاث نتيجة طبيعية نظرا لدخل المستهلك المنخفض، إذ يعد المتفرجون أكثر من المشترين، في وقت يبحث فيه المواطن عن سلع رخيصة مع عدم الاهتمام بالجودة. واتفقت هند عبد المنعم بمحلات فيلا للاثاثات مع جابر فى انخفاض الاسعار وانحسار الزبائن، وعزت ذلك إلى عدم توفر السيولة، وقالت اصبحنا نبيع بنصف القيمة، موضحة انهم فى السابق كانوا يبيعون فى اليوم اكثر من عشرة طقوم، والآن اصبحنا نبيع طقما او طقمين فقط. وقالت نحن نصنع الاثاث المحلى وهو الاجود والمستورد عبارة عن شكل فقط، مبينة أن حالة الكساد والركود نتجت عن قلة الانتاج فى قطاع الصناعات، واستبعدت هند ان تزول هذه الحالة فى القريب العاجل، وقالت بالرغم من أن الموسم مازال مستمراً الا ان السوق يشهد كسادا غير مسبوق. ويقول محمد الطيب العاقب بمحلات الطيب ببحرى، ان السوق ظل فى حالة ركود منذ بداية العام، مشيرا إلى أن الأزمة المالية والحالة الاقتصادية غير مستقرة، وقال اصبحنا لا نستطيع ان نسدد الايجارات والرسوم والعوائد، وإذا الحال استمر بهذه الوتيرة سنضطر إلى إغلاق المحل.