«كونوا ظرفاء كالأمريكيين.. وإلاَّ فانهم سيعاقبونكم بالديمقراطية» تحت هذا العنوان كتب مارتين دراكارد في سياق نقده لكتاب «الديمقراطية تقتل» تأليف مراسل ال (بي. بي. سي) الشهير همفري هوكسلي. هوكسلي يستهل كتابه بمقولة ونستون تشيرشل رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية «الثانية» : «يقال ان الديمقراطية هي أسواء صيغ الحكم باستثناء تلك التي تجرب من وقت لآخر» ويقارنها بأخرى للرئيس الامريكي أوباما «دعوني أكون صريحاً.. لا يمكن ولا ينبغي فرض أي نظام حكم على أية دولة بواسطة أية دولة أخرى». هل الديمقراطية قاتلة حقيقة؟ هوكسلي يتساءل «اذا دمر العالم فيما عدا كوبا بحكمها القمعي ورعايتها الصحية الرائعة وهابيتي قبل الزلزال وانتخاباتها وأجوائها الحرة المفتوحة أيهما تختار؟ دبي المركز العالمي للخدمات والتسوق حيث يمكنك شراء أي شئ شريطة ان تغلق فمك السياسي - أو بغداد؟ المراسل يلج دون وجل مناطق من كوكبنا جربت فيها الديمقراطية وفشلت يبدأ جولته من حقول الكاكاو لساحل العاج حيث الشركات متعددة الجنسيات تكون مسؤولة أمام حاملي الأسهم في المقام الأول وتتجاهل القيم الأخلاقية تجاه المستهلكين، وهذا يسمح لشركات الشيكولاتة استخدام الأطفال سخرة لدرجة قطع أخمص اقدامهم لمنعهم من الهروب. ويروى هوكسلي حكاية لقاء مع فتى عراقي في بغداد وكلاهما يراقبان مرور حافلة عسكرية يقودها جندي يهز البندقية ويقول بالعربية: «الديمقراطية تعني الاحتلال العسكري وسياسيون يسرقون المال العام ويؤيدون الارهاب» ولكن أسامة المترجم العراقي للمراسل يسأله: «هل تدري ماذا يقولون؟ كونوا لطفاء مع الامريكيين وإلاَّ فإنهم سيعاقبونكم بالديمقراطية». في دبي وقطر والكويت وسلطنة عمان ديمقراطية قليلة وأموال كثيرة - مقارنة بنقلاديش بديمقراطيتها وفقرها.. او الهند، (تناقض الديمقراطية) حيث السكان الفقراء والمشردون. ولكن في تايوان الصغيرة تنجح الديمقراطية كيف؟ نجاح الديمقراطية يعتمد على الزعيم المناسب في الوقت المناسب وبناء مؤسسات سليمة وتجارة سليمة والناصح المخلص، والصديق الدولة السياسية يقود البلاد الى التنمية عبر السنوات.