أصبح معظم الناس يتهمون (الهموم) والمشاغل بأنها قد جلبت لهم كثيراً من (الآفات) والأمراض كمرض السكر والضغط والمصران العصبى والقرحة بأنواعها إلأ أنهم يتفقون جميعاً بأن من أبرز هذه الآفات هى آفة النسيان ، حيث يكاد غالبية الناس يشتكون من هذه المسألة التي أصبحت توقعهم في مواقف محرجة كثيرة، ولم يعد هناك فرق كبير بين الرجال والنساء حيث يصرخ النوعان بأنهم إذا إستمر الحال على هذا المنوال فسوف يصلون لمرحلة نسيان (أسمائهم) على طريقة (سرحان عبدالبصير) فى رائعة (عادل إمام) شاهد ما شفش حاجة! ولعل الشئ الغريب فى الأمر أن هذه الظاهرة أصبح يعانى منها حتى الأطفال فقد أصبح (شئ عادى) أن تقوم بإرسال أحد (الأطفال) ليأتيك بكوب ماء مثلاً وعندما يطول إنتظارك و(تناديهو) والشرر يتطاير من عينيك وتسأله: أنا يا ود مش قلتا ليك جيب ليا موية؟ فتأتيك الإجابة ... والله نسيت!! نعم .. لقد كانت عبارة ( والله ما بتذكر فطرتا بى شنو؟) عبارة تقال من باب التظاهر بأهمية قائلها وكثرة (مشغولياتو) أما اليوم فأصبحت لا تقال ولكنها تحدث فعلاً، علماً أن العلماء المختصين في مجال (علم الذاكرة) يؤكدون على عدم أهمية تذكرك إنك (فطرتا بى شنو؟) أو (إتغديت بى شنو؟ ) وأن تذكر هذه الأشياء لا يجدي شيئاً ولكنه يحتل حيزاً من التفكير!! هنالك الكثير من المواقف المحرجة التى تفرزها الإصابة بداء النسيان فعندما زرت صديقى (م) الذى يعانى من مرض النسيان سألته : - عامل كيف مع قصة النسيان دى؟ - لا .. ما خلاس إتعالجتا منو الحمد لله؟ - وإتعالجتا منو وين؟ - (هنا وضع يديه على راسه) : يأخي كدى اتذكر معاي حاجه بتجى للزول وهو نائم ولمن يصحى مرات ما بتذكرا.. - قصدك أحلام.. - (فرحاً): بس .. أحلام دى ذاااتا.. ثم إلتفت نحو إبنته الصغيرة يسألها: - يا بت يا أحلام إسم المستوصف المشيناهو كان إسمو شنو؟ وقريب من هذا الموقف قصة ذلك المريض الذى ما أن غادر عيادة الطبيب حتى نسى التشخيص الذى قاله له فأخذ يسأل نفسه: - يا ربى قال ليا عندك شنو؟ شق فى الصحن ؟ خفجه فى الصينية ؟ ترمه فى الكباية ... جلبه فى الماسورة!!؟ وعندما لم يفلح فى تذكر ما قاله له الدكتور عاد إليه وسأله: - يا دكتور إنتا قلتا ليا عندى شنو؟ - شق فى الحوض .. شق فى الحووووض!! ما دعانى للكتابة فى مسألة النسيان دى موقف حدث لى الجمعة الماضية .. حيث تحركت من منزلنا الكائن بأمدرمان نحو مدينة (بحرى) لزيارة صديق لى وبعد إنتهاء الزيارة التى إستغرقت بعض الوقت ً إستأذنته فى الإنصراف ، وقمت بركوب أمجاد عائداً للمنزل ، عندما دخلنا (الحى) وقربنا من (البيت) أدخلت يدى فى (جيب الجلابية) لتحضير قيمة المشوار لصاحب الأمجاد الذى أوصلنى ففوجئت بوجود جسم صلب تحسسته فقلت للسواق فى الحال: - بالله يا أخينا رجعنى للحته الشلتنى منها! - (مندهشا): إن شاء الله مافى عوجة.. - هو فى عوجه أكتر من كده؟ - مالك؟ - ده مفتاح عربيتى نسيتا هناك!! كسرة: شويه والواحد ينسى اسمو ذاتو .. بالله ده إسمو كلاااام!!