ساخر سبيل ما طار ناقلنا وأرتفع ! الفاتح يوسف جبرا نصح الأطباء حاج (سليمان) بالسفر إلى الخارج لإجراء بعض الفحوصات ذات العلاقة بتقدم العمر ، وبما أن حاج (سليمان) كان من شباب الحركة الوطنية فى خمسينات القرن الماضي فقد إختار (الناقل الوطنى) إذ أعتبر أن إختياره لأى (خطوط طيران ) أخرى يعد عملاً يفتقر إلى ادنى مستويات (الوطنيه) ، لم ينس حاج سليمان عند مغادرته منزله ووداعه لأبنائه أن يقوم بتسليم زوجته (قروش المعيشة) خلال فترة غيابه وأن يدس فى يدها بعض (القريشات) لزوم الإستعانة بهم عند إقامة (ليالى المأتم) ، توجه سليمان إلى مبانى الخطوط وقف أمام موظف الحجز الذى قام بتزيين مكتبه بصدر الحكمة التى تقول (ما طار طير وإرتفع) : - والله يا ابنى عاوز ليا حجز (الليلة) ماشى الأردن إتعالج. - والله يا حاج عندنا الليلة سفرية وااحدة (عمان). - مطار أربعة .. إقلاع ستة .. (دفن) أقصد وصول تسعة!! - طيب خلاص أقطع ليا ماشى وجاى !! (شخص خلفه) : يا حاج ما تضيع قروشك ساااى أحسن تقطع زيى كده بس (ماشى) عشان (الورثة) يستفيدوا من تذكرة (الجاى دى ) ! - (وهو غير مكترث لما سمعه) : الأعمار بيد الله .. أقطع ليا يا إبنى ماشى وجاى ! - طيب يا حاج إنت عاوز مقعد إستواء ولا نص (إستواء)؟ - مش فاهم ! - لا يعنى أنا بقصد إنت عاوز مقعدك قريب من أبواب النجاة ولا بعيد منها؟ - أكيد عاوزو قريب منها.. ولو عندكم حاجة أحسن كمان ما بطال. - والله إلا نحجز ليك (مقعد الكابتن). بعد أن قام موظف الحجز بتسليم حاج (سليمان) التذاكر اشار عليه بالذهاب إلى (كاونتر) آخر مكتوب عليه(السلامة الشخصية) ، بعد أن قام الموظف بإستلام التذكرة قام بقراءة محتوياتها ثم نظر إلى حاج (سليمان) مخاطباً : - شوف يا حاج كل مسافر على خطوطنا دى أنحنا لازم نتأكد من سلامتو. - والله دى الخطوط وإلا بلاش. - عشان كده لازم كل راكب يشيل (أنبوب الرغوة) بتاعتو معاهو - ومالو يابنى نشيل0 - تشيل ساااكت ... إنتا عارف الأنبوبة بتاعت الرغوة دى بى كم؟ - يعنى هي ما مع التذكرة ؟ - أكيد بي قروش وما مع التذكرة .. يا حاج هو نحنا (سفرك) ما مسئولين منو .. ح نكون مسئولين من سلامتك؟ - كيف يعنى؟ - أفهمك يا حاج .. الطيارة دى مش ممكن تقع فى البحر؟ - ممكن - أها يعنى نصرف لى كل راكب (قارب نجاة)؟ - طبعن لا. - أها والطيارة دى مش ممكن تتعرض لى عمليه (قرصنة) أو إرهاب أو عصابه تختفا؟ - ممكن. - أها يعنى نصرف لى كل راكب مسدس وسكين؟ - طبعن لا. - والطيارة دى مش ممكن تنزل اضطرارى فى الإسكيمو؟ - ممكن. - يعنى نصرف لى كل راكب بالطو وبطانية؟ - طبعن لا. - والطيارة دى مش ممكن تتعرض فى الجو لى ضغط عالى والشباك بتاعا ينشق? - ممكن. - أها يعنى نصرف لى كل راكب (مكنة لحام)؟ - طبعن لا - الحاجات دى يا حاج مش كلها ممكن تحصل ؟ - أها يا إبنى بإختصار كده عشان سلامتى أنا هسه أشترى منكم شنو ؟ إنبوبة رغوة ولا قارب نجاة ولا بالطو وبطانيه ولا مكنت لحام ولا مسدس وسكين ؟ - والله يا حاج لو عاوز تضمن وصولك سالما غانما تشترى (الباقة) دى كلها وح نعمل ليك عليها تخفيض و نديك ليها بى سعر معقول. - أقول ليك حاجه يا بنى ؟ ما عندكم (باراشوتات) ؟ - الباراشوتات فى يا حاج لكن المشكلة طياراتنا دى ما بتديك فرصة. أقتنع الحاج بكلام موظف مبيعات أدوات السلامة الشخصية حيث عدل عن (الباراشوت) وقام بإقتناء أنبوبة (رغوة ضد الحريق ) ، وبعد أن قام الحاج بحمل الأنبوبة أشار عليه الموظف بالمرور على كاونتر (وصايا المسافرين) حيث قابله الموظف مبتسما وهو يسأله : - يا حاج وصيتك دى عاوز ناس البيت يستلموها بالسريع ولا عادى ولا بالنت ؟ - والفرق بيناتم شنو؟ - بالسريع يعنى ح يستلموها قبل ما تبقى (فحمة) يعنى قبل ناس المطافئ ما يطفو النار (بالمويه). .. وعادى يعنى عادى بعد ما تمشى المشرحة ويتم التعرف عليك والشغلانيه تطول. - طيب ده كلو عرفناهو قصة (بالنت) دى شنو؟ - أيوااا بالنت دى يعنى إنت بس تدينا الوصية والإيميل بتاع ناس البيت ومع (الوقعة) طوااالى نرسلا ليهم بالإيميل. - والله يا ولدى (تكنولوجيا الكوارث) ما عندكم ! - وبعدين يا حاج فى حاجه مهمة لازم توضحا فى الوصية بتاعتك دى؟ - اللى هيا أيه يا إبنى? - اللى هيا يا حاج إنك لازم توضح فى الوصية بتاعتك منو الح (يستلم) التعويض من (أحفاد أحفادك) ! كسرة : تنبيه : هذا المقال يتم نشره بعد كل كارثة طيران يتعرض لها ناقلنا (الكان) وطني .. حتى الآن تم نشره (تسعة) مرات!! نشر بتاريخ 05-10-2011