ما الذي يجري بين وزارة الصحة ولجنة إضراب الأطباء. دعوني أشرح (الدربكة) التي وردت في الصحف يوم الأربعاء (2/6). حملت صحف ذلك اليوم تفاصيل القرار الجمهوري الخاص بتحسين شروط خدمة أطباء الامتياز ونواب الاختصاصيين، وقالت مقدمة القرار إنه صدر بناءً على توصية وزير المالية والاقتصاد. وقالت إن رئيس الجمهورية وجه وزارات المالية والاقتصاد والصحة والعمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية اتخاذ إجراءات تنفيذ القرار. وقال وكيل زارة الصحة إن الوزارة شَرَعت في تنفيذ الصرف في البند الخاص ببدل الوجبة والمنحة الدراسية، واستحقاقات أطباء الإمتياز، وعلاوات التدريب للنوّاب، واستحقاقات نهاية الامتياز. وقالت الصحف أن يوم الثلاثاء شهد بداية صرف الإستحقاقات. ونقلت أخبار الأربعاء قول الطيب أبو قناية وكيل المالية، إن وزارته سَدّدت المبالغ لصالح وزارة الصحة الاتحادية. وأعلن وكيل وزارة الصحة بدء الصرف لنواب الاختصاصيين وأطباء الامتياز، بحسب الآلية التي اتفقت عليها اللجنة، وقال إنه تم حسم المسائل العالقة بصورة جذرية، وقال إن الصرف بدأ مُباشرةً. لكن في المقابل نشرت صحف نفس اليوم، الأربعاء، تصريحا لعبد العزيز علي جامع عضو لجنة إضراب الأطباء أعلن فيه الدخول في إضراب شامل يوم الأربعاء لكل الفئات باستثناء الطوارئ، لمدة ست ساعات إلى حين انعقاد الجمعية العمومية، وطالب بفتح تحقيق مع وكيل وزارة الصحة، لمخالفته قرار الرئيس عمر البشير القاضي بتحسين شروط خدمة أطباء الامتياز ونواب الاختصاصيين، وان وزارته تنصلت عن تطبيق القرار الجمهوري. (حاجة تدوش). لكن يا ترى من المصيب ومن المخطىء. استراتيحية العمل النقابي في إدارة الصراع تختلف عن إستراتيجية الحكومة. القائد النقابي الناجح هو الذي يسعى لتمديد فترة الصراع، وتمديده يعني بقاء القضية حية لفترة طويلة. بينما بالنسبة للحكومة استمرار القضية لفترة طويلة بلا حل يحمل دلالات كثيرة من بينها عجز الحكومة عن الوصول لحل توافقي، ويعمل النقابي الناجح ليصل بالحكومة لوضع تفقد فيه صبرها فتلجأ لأساليب غير ديمقراطية في مجتمع يجاهد ليرسي تقاليد ديمقراطية في إطار ما نسميه التحول الديمقراطي. وبعد .. زمان درسنا في مقرر الأدب الإنجليزي في امتحان الشهادة السودانية رواية اسمها (Strife) تدور قصتها حول صراع بين زعيم نقابي ومدير شركة فيها شبه كبير بما يحدث اليوم. ومن القصص العربية أن رجلا سأل عنترة بن شداد من أين يستمد شجاعته. ببساطة مد عنترة يه للرجل ليعض عليها، وبدأ هو يعض يد الرجل. وبعد فترة وجيزة صرخ الرجل، فأطلق عنترة يده. قال عنترة : لو أنك صبرت قليلا لصرخت أنا. إذن هي مباراة في الصبر والتحمل.