أمدرمان.. هذه المدينة الملهمة والملهمة.. بنجوم الإبداع.. في الشعر والموسيقى والغناء والأدب.. والسياسة والوطنية.. أنجبت الكثير من المبدعين الذين لامجال لذكرهم. نجم هذا الأسبوع الشاعر الأمدرماني صلاح يوسف.. الذي عاش في السعودية موظفاً كبيراً وخبيراً في الحسابات في أكبر شركات البترول الأمريكية. ودع البترول والريال.. والأمريكان والأرض المقدسة.. وجاء من أجل عيون بناته الرائعات وزوجته الراقية.. وأهله الكرماء. ومسيرة صلاح الإنسانية مليئة بالمعاني العميقة، فهو أخو أخوات.. مثلما هو أبوبنات.. أنه رجل من أهل الجنة.. لأنه ربى بناته على القيم السمحة والأصيلة وعلمهن لأعلى الدرجات. وسيرة صلاح الإبداعية.. مترعة بالإبداع الأصيل.. صلاح أحد الكُتّاب وأحد الشعراء الدين أسهموا مساهمة ثرية وفعالة في نجاح صخيفة «الخرطوم) عندما كانت تصدر بالقاهرة في بداية حكم الإنقاذ كانوا كوكبة رائعة..المبدع محمد المكي ابراهيم وحسن أبشر الطيب، والدكتور محمد عبد الله الريح وكوكبة متنوعة من الشعراء والكتاب الكبار على رأسهم د. مختار عجوبة، جميعاً كانوا يكتبون بانتظام وبلا مقابل لأن الخرطوم في ذلك الزمان كانت نفاجاً عظيماً يربط المغتربين بالخرطوم وكانت نافذة عظيمة أطل من خلالها كل المبدعينم في الدياسبورا. ودائماً يقول صديقنا صلاح يوسف إنه ظل يكتب ولمدة ثلاثين عاماً بالعديد من الصحف وبلامقابل ودائماً عندما يعرف أن الكاتب الثلاثين يتقاضى كذا من المال بسببه عموده.. يقول دائماً أنا الوحيد الذي لم يتقاضى مليماً واحداً من الكتابة. وصلاح يوسف من أسرة شاعرة إذ يكون خال لكمال الجزولي الشاعر الكبير. وصلاح يوسف.. رجل مواصل للأصدقاء وعندما يأتي في إجازته السنوية تجده يحمل مذكرة فيها هواتف كل الأصدقاء.. وأخرى مسجل فيها الو،فيات التي فاتته أي حدثت في غيابه.. يذهب إليها فوراً وفق جدول يومي.. وكذلك يهنئ الذين كانت أفراحهم في غيابه. صلاح أحد مؤسسي تجمع الكتاب والشعراء والفنانين التقدميين (أبا دماك) وأصدر أول ديوان شعر له اللعام 1987 بعنوان«الركض والمدار».. وطبع ديوانه طباعه فاخرة بعد أن عاد من مقر عمله في سلطنة عمان التي ذهب إليها العام 1982. له نشاط إذاعي وتلفزيوني ومسرحي.. حيث أعد وأخرج (ليلة السمندل) مؤرخاً لمراحل الأغنية السودانية المختلفة.. في مهرجان الثقافة الثالث في ديسمبر العم 1980. من برامجه الإذاعية الشهرة في إذاعة أمدرمان وصوت الأمة (دعوة للإصلاح) وأطروحة سودانية.. كان ذلك في العام 1980. أصدر مجموعة مقالات في صحيفة (الخرطوم) وغيرها في كتاب أنيق الطباعة والتصميم الذي حمل عنوان (نبض الخاطر) والذي أشرفت على طباعته وإصداره دار عزة للنشر والتوزيع.. ومن هذا المنبر. أسأل عن صديقي العزيز مديرها العام. صلاح أحد الذين يتميزون بهدوء نفسي وحركينادر. ويتحدث بنتبرة هعادئة للغاية.. وبخلق رفيع. ما .... في صلاح ذلك الحب الأسرى الذي يجمعه بين بناته وزوجته.. وإخلاصة النادر للمؤسسة الزوجية.. إنه حالة متميزة إن لم تكن نادرة. هذه الأيام معنا ف السودان وقرر البقاء والعمل في السودان.. نأمل أم لايكون المناخ طارداً له.