لا أدرى من الذى أتى بفكرة أن ينال رجل المرور حافزاً من أموال المخالفات التى يرتكبها المواطن دون النظر لما يترتب على ذلك من أضرار أقلها أن يصبح الهم الأساس البحث عن المخالفات حتى التى على شاكلة (القزاز فيهو شق). لا يختلف إثنان بأن الحوافز من شأنها حث الموظفين والعمال على أداء واجباتهم بجد وإخلاص (ما قلنا حاجة)، وتشجيعهم على بذل أكبر جهد وأداء كزائد متميز بروح معنوية عالية خاصة الحوافز المادية إذ أن هناك مجموعة من الحاجات التي يسعى الفرد لإشباعها (خاصة فى مجتمعاتنا الفقيرة ذات الفروق الطبقية) هذه الحاجات التى تعمل كمحرك ودافع للسلوك إذ أن الحاجة غير المشبعة تكون بمثابة الحافز أو الدافع الذي يحرك سلوك الفرد لإشباعها ويمكن من هذا الفهم تشجيع كل العاملين فى الدولة ومنحهم حوافز مادية من أجل تشجيعهم على أداء أفضل ولكن على الا يخص هذا التحفيز جزءا من الواجبات الوظيفية دون الأخرى إذ أن الشخص الذى يتم تحفيزه سوف يقوم بترك مهام وظيفته الأخرى ويقوم بالتركيز على (النقاطة) وهو الجزء من عمله الذى يتم تحفيزه عليه تاركاً بقية الأجزاء (ودى ما عاوزه ليها أى درس عصر)! ولعل الجزء الهام فى الموضوع والذى لم يكترث له أيضاً من قام بتلك الفكرة هو أن إرتباط (التحفيز) بإزدياد تحرير المخالفات ربما يجعل رجل المرور (ينحت مخو) من أجل إكتشاف أية مخالفة مهما صغرت حتى وإن كانت لا ترى بالعين المجردة كما يجعله شخصاً غير (متسامح) حتى فى أحلك الظروف التى يمر بها المواطن، وهذا السلوك بالطبع من شأنه أن يؤثر كثيراً (وقد أثر بالفعل) فى علاقة المواطن بشرطى المرور التى أصبح يشوبها كثير من الشعور بالعداء والتوجس وعدم الإرتياح. إن واحدة من عوامل تخلفنا الذى سوف نظل نرزح فيه هو سرعة تنفيذ (القرارات) دون دراسة متأنية لمعرفة الآثار المترتبة عليها والأغرب من ذلك هو عدم إخضاع هذه القرارات حتى بعد إنزالها إلى أرض الواقع بعد تطبيقها وبعد مضى فترة زمنية من تنفيذها للدراسة العلمية من أجل تقييمها لمعرفة ما أفرزته من سلبيات ومن ثم العمل على معالجتها ولعمرى فإن قرار منح رجال المرور نصيباً من المخالفات التى يحررونها (كما ذكرنا من أسباب) قد كان وبالاً على الأداء المرورى بقدر ما كان (خيرا وبركة) على (الإيرادات). إن الحديث عن بعض القرارات التى يصدرها المسئولون يحسبه البعض من الخطوط الحمراء التى لا يجب تعديها أو الخوض فيها من قبل المواطنين لكننا لا نظن ذلك بل نجزم بأن مسئولية المواطن تحتم عليه تبصير المسئولين وإنتقاد أى قرار لا يصب فى مصلحة الوطن والمواطن ومن يرى غير ذلك (من المسئولين) فعليه إبراز (شهادة بحث) ملكية لهذا الوطن (بغرض التأكد) ، كسرة: السادة المسئولون عن شرطة المرور: ألا ترون معى بان تحفيز (أى شخص) فى جزء من عمله يجعله يركز على هذا الجزء دون بقية الأجزاء والمهام الأخرى، كما ألا ترون معى بان إرتباط المخالفات بالحوافز يجعل رجل المرور (يفتش فتيش على المخالفة) ويجعله غير متسامح حتى فى أصغر المخالفات وأحلك الظروف مما يفسد علاقة المواطن بشرطى المرور؟ ... لو كلامنا ده غلط قولوا لينا غلط!!