سونا كلمة انتخاب تعني الاختيار وهي مأخوذة من مصدر لاتيني وأن تنتخب شخصاً ما فهذا يعني أن تختاره وعندما نقول لأي فرد كان انتخب شخصاً من بين مجموعة أشخاص , فهذا يعني إننا نقول له اختر شخصاً من بين تلك المجموعة .. والانتخابات هي جمع كلمة انتخاب .. وكلمة انتخاب هي مصدر للفعل انتخب أي انتخب.. ينتخب . انتخابا وهي قيام مجموعة باختيار من تراه مناسبا ومنحه حق تمثيلها والدفاع عنها وجلب حقوقها في نطاق النظام السياسي للبلد والانتخابات أمر مهم وحيوي ، وهي مشاركة في صنع القرار ، ودليل على وعي وحضارة كل من يشارك فيها سواء كان مرشحاً أو ناخباً وهي حق طبيعي لجميع الشعوب على وجه الأرض قاطبة دون استثناء و هي (أي الانتخابات) حق تكفله جميع القوانين بدءاً بمواثيق حقوق الإنسان وانتهاءا بالشرائع الوضعية الدولية. ولكي يكون الاختيار فعالا وصادقا يجب أن يكون الشخص حرا في عملية الاختيار بمحض الإرادة دون إجبار أو حتى تلميحات أثناء تطبيق عملية الاختيار وبالتالي فالانتخابات هي عملية الاختيار الحر العادل وهي عملية اقتراع تحترم حقوق الإنسان والحريات التي يكفلها له القانون والانتخابات النزيهة الشفافة هي ابسط تعبير عن سيادة الدولة وهي كذلك التعبير الواقعي عن حق الشعب (أي شعب) في الاختيار الحر والوصول للديمقراطية التي تعني في تعريفها البسيط (حكم الشعب) فالكلمة تتكون من مقطعين ( ديمو ومعناه الشعب وكراتيا او قراتيا ومعناه حكم ) أي أن الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه. وعلى هذا الأساس إذا جمعنا بين كلمتي الانتخابات والديمقراطية فان هذا يعني القيام بالاختيار الحر العادل- ( دون تدخل من أية جهة كانت ) - لأشخاص من بين الشعب لكي تتم عملية حكم الشعب لنفسه بنفسه بصورة صحيحة ، حرة وعادلة والانتخابات الحرة العادلة هي عملية اقتراع تحترم حقوق الإنسان والحريات، بما يشمل حرية التعبير ، حرية التسجيل كناخب ، كحزب، أو مرشح ، ، ضمان حرية الوصول إلى مراكز التصويت ، حرية التصويت بصورة سريّة ، حرية الشكوى أو التظلّم وهي لابد لها أن تقوم على إحصاء معلن وشفاف للأصوات وهذا ما كفلته قوانين السودان وعملت على تنفيذه الدولة تحقيقا لإقامة انتخابات حرة ، عادلة ونزيهة بالعمل على تهيئة البيئة الملائمة لإقامتها وضمان مشاركة جميع المواطنين وممارستهم لحقوقهم التي كفلها الدستور للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في بيئة آمنة وفي السودان تأتى الانتخابات المرتقبة العام المقبل بعد توقيع اتفاق نيفاشا الذي أنهى حربا استمرت لعقود بين شمال السودان وجنوبه حيث نص الاتفاق على عقد الانتخابات والمشاركة في الانتخابات المعنية والإقبال عليها أمر ضروري وهام حيث أنها تجعل الناخب يقوم بدوره في صناعة القرار والمساهمة الوطنية في صناعة الرأي العام وتشكيل خارطة طريق لمستقبل الوطن وقد مهدت الدولة لقيام انتخابات حرة ونزيهة وعادلة تضمن للناخب حرية اختيار مرشحه فقامت بإجراء التعداد السكاني وقامت بتشكيل مفوضية الانتخابات كجهة محايدة للقيام بهذا العمل وشرعت المفوضية منذ تكوينها برئاسة السيد أبيل ألير في القيام بالدور المنوط بها من حيث إعداد سجل الناخبين وفقا للدوائر الانتخابية ، أجازة تقسيم الدوائر الجغرافية لجميع ولايات السودان ، تشكيل اللجان العليا للانتخابات بالولايات ، تكوين لجان مستديمة للجوانب الفنية ، وضع إستراتيجية للتعامل مع المانحين والمراقبين الدوليين ، اعتماد رموز عدد من الأحزاب ، ووضع الأسس لمشاركة المغتربين في الانتخابات باعتبارها حق لكل سوداني تتوفر فيه شروط الناخب. هذه هي الانتخابات وهذا ما أعد لها فلماذا لا نقبل عليها ؟