بقلم: فيصل محمد صالح قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ إن أعمال العنف في إقليم دارفور انخفضت بدرجة كبيرة، مشيراً إلى أن هذا هو الواقع الصحيح الذي لا ترغب بعض أطراف المجتمع الدولي في سماعه وتصديقه. وقال إن هذا الانخفاض نتيجة طبيعية لتواجد قوات اليوناميد في دارفور بأعداد كبيرة. وناشد بينغ جميع أطراف النزاع اللجوء للحوار والقبول بالجلوس لمائدة التفاوض: "لأن هذا النزاع لن يحل بالعمل العسكري وإنما بالطرق السياسية السلمية". وأضاف: "إن من واجب الاتحاد الإفريقي العمل على تحقيق السلام والاستقرار في السودان والصومال وبقية أجزاء القارة التي تعيش مراحل نزاع وصراع". جاء ذلك خلال تقديم بينغ تقريراً عن عمل المفوضية والأوضاع في القارة للبرلمان الإفريقي الذي يواصل أعماله في جنوب إفريقيا. ورفض بينغ التعليق على ورقة لجنة الحكماء الأفارقة قائلاً إنها ستُناقش في قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي في أبوجا، وقال إن رسالته للرئيس البشير التي سلمها له رمضان العمامرة تتعلق بهذا الملف ولا يمكنه الإفصاح عن مضمونها. وقد أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ عن تكوين آلية جديدة للإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأزمات في القارة الإفريقية. وقال إن تصاعد الأزمات في القارة، وما حدث في الانتخابات الكينية جعل المسؤولين يتنبهون لضرورة إنشاء مثل هذه الآلية لتكون جاهزة للتعامل مع المواقف الطارئة ولتنبئنا بالأحداث قبل وقوعها. كما نوه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الى أنه أصبح من الضروري تحويل محكمة العدل الإفريقية الى سلطة قضائية على أن يتم تحويلها مستقبلاً الى محكمة جنائية تنظر القضايا الإفريقية بدلاً من اللجوء الى محكمة العدل الدولية بلاهاي . وقال بينغ إنه تمت إحالة قضايا تخص رئيساً من رؤساء دول القارة إلى الجنائية الدولية، وتساءل "لماذا إفريقيا فقط ولماذا لم تطبق هذه القوانين على إسرائيل وسيريلانكا والشيشان ويقتصر تطبيقها فقط على الدول الإفريقية ؟". وأضاف بينغ بأن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية شن حرباً ضد العراق وتقدم بادعاءات زائفة وانتهك ميثاق الأممالمتحدة وضرب به عرض الحائط ولم تتم محاكمته، فلماذا يتم محاكمة القادة الأفارقة؟. وقد شهدت الجلسة مناقشات مطولة للخطاب الذي ألقاه جان بينغ حول الأحلام الإفريقية بتحويل الاتحاد الإفريقي الى حكومة إفريقية، و إعطاء البرلمان الإفريقي سلطة تشريعية باعتبارهما تمهيداً للحلم الأكبر لأبناء القارة لتحويلها للولايات المتحدة الإفريقية وإنشاء محكمة العدل الإفريقية. وأكد بينغ أن دور البرلمان الإفريقي بالغ الأهمية فى تحقيق أحلام القارة الإفريقية بتحويل الاتحاد الإفريقى الى حكومة إفريقية موحدة والبرلمان الإفريقي من سلطة استشارية الى سلطة تشريعية، وذلك تمهيداً للحلم الأكبر لأبناء القارة لتحويلها للولايات المتحدة الإفريقية على غرار الاتحاد الأوروبي. وأشار بينغ الى أن البرلمان الإفريقي منوط به السير قدماً للتحدث مع البرلمانات والحكومات وتخطى المشاكل التي تعوق تحقيق هذه الأهداف وإقناعهما بأهميتها للقارة، وأضاف بينغ: "كيف تتخيلون أن دولة بوسعها الدفاع عن نفسها أمام العالم بأكمله, فإن صوت كل دولة إفريقية يمكن تجاهله، ولكن صوت 53 دولة أعضاء فى الاتحاد الإفريقي لا يمكن تجاهله" وأشار الى أنه منذ أن تولى مهامه فكر فى كيفية العمل بصوت واحد، موضحاً أن عدد سكان القارة تخطى حاجز المليار نسمة، ولا يمكن لأي شخص تجاهلهم، فإفريقيا مساحتها 10 أضعاف مساحة أوروبا و4 أضعاف مساحة الصين، ومما لا شك فيه أنه يصعب تجاوزها. وقد سيطرت قضايا السلم والأمن الإفريقيين علي مداولات النواب، واقترح النائب أنجلو بيدا "السودان" تشكيل جيش قاري للدفاع عن دول إفريقيا وفض النزاعات خاصة إقليم دارفور، والاهتمام بقضايا السلم. ودعت ماري تيريزي "بوروندي" الى التركيز على ذات القضايا لجعل إفريقيا في مأمن من الخوف والاحتلال، فيما انتقد برسبير هيجرو "رواندا" عدم التزام بعض الدول ببرنامج التكامل الإفريقي، مشيراً الى وجود أجندة خفية تؤثر على تطبيقه، وقال: "نحن نسمع خطباً من الحكام ولا نرى أفعالاً". ومن جانبه شكا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ من صعوبات مالية تواجه المفوضية، وقال إن المفوضية ليس لديها أموال لتدفع لقوات الاتحاد الإفريقي، مبيناً أن الاتحاد الأوروبي هو الجهة الداعمة، وأنه قام مؤخراً بدفع 10 ملايين دولار طلب تخصيص 8 ملايين منها الى الصومال فقط. وأضاف بينغ: "نحن محكومون بمطالب المانحين وطريقة توزيعهم". كما أكد على دور الاتحاد الإفريقي في حفظ الأمن وكشف عن تشكيل قوة جديدة للطوارئ تتكون من خمسة ألوية وفصائل، مؤكداً أن الإعلان عن إكمالها سيكون في العام القادم وهي مخصصة للأزمات وتسمى بكتيبة السلام. صحيفة الاخبار السودانية