مدخل :- ادت استقالة نائب رئيس الحركة الشعبية (قطاع الشمال) عبد العزيز الحلو الى تفاقم الأوضاع داخل الحركة وبرزت عدد من الأزمات بين القيادات التى حرصت طوال السنوات السابقة على عدم اظهار خلافاتها الى الرأي العام المحلي والعالمي ودرجت على اظهار قطاع الشمال كتلة متحدة ، وعلى الرغم من ان الحلو حاول تدوين اسباب استقالته وحصرها في نقاط محددة الا ان قيادات الحركات المسلحة المشاركة في الحوار الوطني كانت لها قراءة مختلفة المركز السوداني للخدمات الصحفية استطلع عدد منها في قراءة لما بين السطور الإستقالة وكانت الحصيلة التالية.. يري عمر سراج الدين عمر رئيس حركة كردفان للتنمية والسلام " كات" أن قيادات الحركة الشعبية متضاربة المصالح فكل منهم يمثل محور من المحاور الخارجية ومن الطبيعي ان يحدث هذا الخلاف لوجود تراكمات قديمة ما بين القيادات الثلاث ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار ، فياسر يعتبر نفسه صاحب القول الفصل في كل ما يخص جبال النوبة والنيل الأزرق وبالرغم من ان رؤية مالك عقار قريبة من ياسر الا ان مالك لدية اجندة خاصة فيما يخص ( الانقسنا ) التي يؤكد انهم الأحق في ان يكون لهم وضع مميز في السودان . ويؤكد سراج الدين أن الحركة الشعبية حاولت فيما مضى أن لا تبرز خلافاتها علي السطح ، لكن في نفس الوقت لم يكن هناك مجال للمعالجه لأن إختلاف المصالح والأهداف كان كبيراً منذ البداية وهذا ما ولد الغبن مابينهم ، مضيفاً ان الحلو كان يأمل من خلال اجندته الخاصه وطموحاته الكبيره في أن تنال جبال النوبه حكماً ذاتياً لهذا فهو اعتبر الإتفاق مابين نافع وعقار خيانه لقضية جبال النوبة ولم يرض عنه بل ان الامر فرض عليه وقد يكون وافق علية من قبل دوافع خارجية ، واعتبر سراج الين ان الخطوه التي قام بها الحلو خطوه متقدمة حتي يحفظ لنفسه مكانه مابين ابناء جبال النوبة خاصه وانه طالب بعدم ابعاد خيار تقرير المصير لمنطقة جنوب كردفان ، و من ناحية اخري طالب الاحتفاظ بالجيش لمدة (20 ) سنه وهو يعلم أن مثل هذا المطلب مرفوض مسبقاً الا انه قصد ان يحفظ مكانته لدي الجيش الشعبي ، ايضاً يمكن أن القول والحديث لسراج الدين ان الخلاف مابين القادة وصل مرحلة مفترق الطرق للمصالح والأجندات الخاصه حيث اشار الحلو في استقالته عن أن الخلافات الحادة بين الضباط التنفيذين الثلاث في المجلس القيادي القومي للحركة الشعبية قد تجاوزت المسائل الثانوية المبادي ، وان عدم استطاعته العمل مع مالك عقار وياسر عرمان تعود الي " إنعدام المصداقية لديهما وتآكل عنصر الثقه " بل انه اشار الي وجود اشياء غامضة ولايفهم دوافعها وحمل عرمان واتهمه بتحدد مواقف الحركة خلال المفاوضات منفرداً واقصاء آرائه في قضايا الحركة الجوهرية ،مضيفاً هذا الأمر ربما قد يدفع الحلو لتوقيع اتفاق مع الحكومة . أما فيما يخص اقالة ياسر عرمان و سحب الثقه منه وحل الفريق المفاوض مع الحكومة وتشكيل وفد جديد و سحب ملفات العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية منه يقول سراج الدين من الواضح ان ياسر لديه اجندته الخاصه ، لهذا فأن من سيمسك الملف الجديد ربما ينحاز للسلام لان الحوار الوطني وضع الحلول لكل القضايا والمشاكل المطروحة في المنطقتين ( جنوب كردفان والنيل الازرق ) وخلافات قطاع الشمال ماهي الا تسديد لفواتير قديمة . فيما يؤكد حمد النيل حسب الله سليمان الامين العام للحركة الشعبية مجموعة التغيير أن اختلاف الأهداف لدي الحركة الشعبية كان واضحاً وجلياً منذ امد بعيد حتي اصبح حملاً ثقيلاً، وقال انه مابين الإستقاله والإقاله انكشف غطاء انعدام المصداقية بين ركائز الجيش الشعبي حتي تجاوز الخلاف من المبادئ الثانوية الي جوهر القضية وتمسك كل فرد من القادة الثلاث بأجندته الخاصه ، واضاف أن أن استقالة عبد العزيز الحلو الهدف منها ابعاد نفسه من الاخطاء الموجودة حتي تتمسك به القاعدة وبذلك يكون قد خلق لنفسه موقف بطولي ، أما ياسر عرمان فأن اجندته الخاصه تفرض عليه أن تظل نيران الحرب مشتعلة وان يمارس هوايته في ملف التفاوض ، و من ناحية أخري فإن مصالحه من وراء الحرب كانت تحتم عليه التحالف مع الحزب الشوعي. واعتبر كمندان جودة رئيس حزب الحركة الشعبية المتحدة ان الخلاف داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال بلاشك خلاف كبير بل يعتبر قاصمة ظهر للحركة على الرغم من أن مالك عقار رئيس الحركة ارجع اسباب استقالة عبد العزيز الحلو الي خلافات سياسية وفكرية ، وقال إن القارئي للاحداث يدرك أن الحلو اراد بالاستقاله لاستباق الاحداث وحفظ مكانته في صفوف الجيش الشعبي خاصه وأنه كشف عن وجود اشياء غامضة لدي القادة لايفهم دوافعها ، أو ربما تكون الاستقاله اشاره لرفع راية السلام للحكومة والجنوح لخيار السلام والتفاوض بعد أن تأكد له غرق سفينة قطاع الشمال بين امواج الأجندات الخاصه ، وابان كمندان ان التهميش الذي وجده الحلو من الطرفين ( عقار وعرمان ) جعله يسارع لوضع حداً لموقفه من قادة قطاع الشمال ، مضيفاً أن الخلاف بين اعضاء الحركة لن يتوقف عند هذا الحد وهذا بالتأكيد سينصب في مصلحة ابناء المنطقتين ( جبال النوبة والنيل الازرق ) متوقعاً أن تشهد المفاوضات القادمة حسماً لكل ملفات التفاوض ومتمنياً اشراك جميع قيادات المنطقتين فيها لحسم أي خلاف مستقبلاً.