صنعاء : وكالات بعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة بين حركتي فتح وحماس وبحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تم امس في صنعاء التوقيع على (إعلان صنعاء) بين الحركتين وذلك بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الفلسطينية ولما فيه تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني وخدمة قضيته العادلة. وقع الإعلان عن حركة فتح عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي لحركة فتح, وعن حركة حماس/ الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وينص الاتفاق على ما يلي: "نوافق نحن ممثلي حركتي فتح وحماس على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة".وعقب التوقيع هنأ الرئيس اليمني الجانبين بالاتفاقية ، مشيرا إلى أنها ستحدث انفراجاً كاملا وتبدأ تعزيز الثقة بين كلٍ من فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية موضحا أن المطلوب من الأخوة في فتح وحماس التهدئة وعدم التصعيد الإعلامي وندعوهم إلى الحوار بداية الشهر القادم وسوف تستضيفكم اليمن لاستئناف الحوار , وقال الرئيس صالح : إ، الحوار عادة يبدأ بصعوبة لكن عندما توجد النوايا الحسنة والطيبة نحو أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من وطأة الاحتلال والقهر والحصار الجائر ستتحمل فتح وحماس وكل القيادات الفلسطينية كامل المسؤولية وأضاف مخاطبا الطرفين : خففوا من معانات الشعب الفلسطيني باتفاق الفصيلين الرئيسيين وبقية الفصائل الفلسطينية ، وزاد : الشعب الفلسطيني أمانة في أعناق الفصيلين الرئيسيين ونحن معكم في الوطن العربي لدعم كل ما تتوصلوا إليه ولا نستطيع أن نفرض أي أجندة من عندنا كوسطاء ولكن الأجندة بأيديكم وأنتم تعرفون معانات الشعب الفلسطيني أكثر من غيركم ونحن سندعمكم وأشار إلى إن ما تم الاتفاق عليه سوف يدرج ضمن جدول مؤتمر القمة العربية القادمة في دمشق وقال :إن شاء الله لن تكون مبادرة يمنية فقط ولكن ستكون مبادرة تحضى بدعم كل الأشقاء العرب في القمة العربية القادمة في دمشق. مؤكدا انه لا يوجد خاسر في هذا الاتفاق ويأتي توقيع هذا الاتفاق ثمرة لثلاث جولات من المفاوضات الماراثونية التي استمرت منذ الخميس الماضي بعد أن توقفت عند البند الأول من المبادرة اليمنية حيث كاد الخلاف والتباين في المواقف ان يعصفا بالمبادرة من أساسها حتى تدخلت القيادة اليمنية مباشرة وعكفت على تعديل البند الأول وإقناع الطرفين بالموافقة عليه . وبتوقيع الاتفاق بين حركتي فتح وحماس يكون الجانبان قد طويا صفحة من الجفاء السياسي التي استمرت قرابة عام كامل وأثّرت بدورها على الجبهة الداخلية الفلسطينية ، كما أنه سيعيد للقضية الفلسطينية ألقها بعد أن ظلت حبيسة الاحتقان الداخلي فترة ليست بالقصيرة ,, ويبقى القول : إن الدبلوماسية اليمنية استطاعت أن تحقق إنجازا للقضية الفلسطينية بجمع فرقاء السياسة على طاولة واحدة ، وتحويل خلافاتهم إلى وفاق بوجه الاحتلال الإسرائيلي ، على الرغم من أن القادم من المفاوضات سيكون الأصعب باعتباره سيناقش جميع القضايا الخلافية بتفاصيلها.. يشار إلى أن المبادرة اليمنية تشمل سبع نقاط تستهدف العودة بالأوضاع فى قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 13/6/2007، وإجراء انتخابات مبكرة، واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005 واتفاق مكةالمكرمة عام 2007على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ، وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية، ممثلة بحكومة وحدة وطنية، والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها. كما تنص المبادرة على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها، كما تكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلي، وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية.