سونا أعلن في المنامة امس عن ولادة مصارف ومؤسسات استثمارية تعتبر الأولى من نوعها خليجيا كونها تركز بشكل رئيسي على قطاعي البنى التحتية وخدمات الضيافة والزراعة التي تستهدف عدة دول من بينها السودان. فقد تم التوصل إلى اتفاق يهدف إلى تأسيس أول مصرف استثماري من نوعه في الخليج يختص بتمويل البنى التحتية وهو مصرف إنفراكابيتال، ومؤسسة استثمارية تختص بمشاريع الاستثمار الزراعي بالكامل وهي مؤسسة أغريكابيتال إضافة إلى صندوق عالمي لتطوير قطاع الضيافة. ويشكل الإعلان عن المبادرات الثلاث الجديدة، التي تتفق ومبادئ الشريعة الإسلامية، منعطفا جديدا في منهجية الاستثمار المتخصص الهادف إلى إضافة المزيد من القيمة على الأنشطة المستهدفة وخاصة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إضافة إلى جنوب القارة الآسيوية. وتشكل كل واحدة من المبادرات الثلاث منتجا لتحالف إستراتيجي بين كل من بيت التمويل الخليجي وبنك الإثمار وبيت أبوظبي للاستثمار؛ وثمرة للجهود المكثفة ودراسات الجدوى المستقلة التي أكدت على المستويات المرتفعة من الطلب في أسواق البنى التحتية والزراعة وخدمات الضيافة. ويتطلع الشركاء الإستراتيجيون إلى أن تباشر هذه المبادرات بتنفيذ أنشطتها في العام 2009. وستسعى كلّ من المؤسسات المالية ضمن هذا التحالف الاستراتيجي إلى استثمار مجموع شبكات العملاء والخبرات لتأسيس مصرف إنفراكابيتال ومؤسسة أغريكابيتال إلى جانب صندوق تطوير خدمات الضيافة، بحيث يعمل كلا منها بموجب إدارات مستقلة. الجدير بالذكر أن منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستقطبان ما قيمته دولارا واحدا من بين كل ثلاثة دولارات يتم صرفها ضمن مبادرات البنى التحتية عالميا، بحسب الإحصائيات. ومن المتوقع أن يتزايد الطلب الخليجي خلال العقد القادم ليبلغ 545 مليار دولار أمريكي على الخدمات في قطاعات النقل والطاقة والمياه والكهرباء والتعليم والبنى التحتية الاجتماعية. وتم إطلاق مصرف إنفراكابيتال كاستجابة مباشرة لهذه الاحتياجات برأس مال مصرح به يبلغ 6 مليار دولار أمريكي، ورأس مال مدفوع قدره 1.5 مليار دولار أمريكي، إذ سيركز المصرف على توفير خدمات متخصصة، وهيكلة مالية تتلاءم مع مبادرات البنى التحتية المختلفة في القطاعات الفرعية. أما الرؤيا من وراء تأسيس أغريكابيتال فتتمثل في خلق مؤسسة استثمارية قابضة، تقدم حلولا متكاملة في قطاع الاستثمار الزراعي، وتنطوي تحت مظلتها شركة استثمارية زراعية تعمل في المشاريع الزراعية والزراعة الغذائية، وشركة استثمارية ثانية تختص بالتقنيات الزراعية والبيوتكنولوجي إضافة إلى مصرف استثماري متخصص بالاستثمارات الزراعية. وتهدف هذه الرؤية إلى تمكين مبادرات المشاريع الزراعية في مناطق تتمتع بإمكانات هائلة عبر مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب قارة آسيا؛ ويشمل ذلك السودان والهند وتايلند وتركيا. وفي هذا السياق يقلّ حجم إنتاج زراعة الحبوب وتربية المواشي عن نصف ما تستهلكه منطقة الشرق الأوسط وحدها. كما أدى كل من الاستهلاك المتزايد، والتباينات القوية في أحوال المناخ العالمي، وارتفاع أسعار الوقود والطلب على المشتقات النفطية، إلى قفزة هائلة في أسعار الغذاء متجاوزة نسبة60% في العامين الماضيين. ويدرك الشركاء الإستراتيجيون الحجم الكبير من المساهمات التي ستقدمها المبادرات الثلاث إلى دول منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب القارة الآسيوية في مجال معالجة مشكلات التزويد. وستعمل مؤسسة أغريكابيتال، برأسمال مصرح به قدره 3 مليار دولار أمريكي ورأسمال مدفوع قدره مليار دولار أمريكي، على توجيه الخبرات ورأس المال المتخصص نحو خمس مسارات رئيسة: الإنتاج الغذائي، والمواشي، وصناعة الأدوية، والوقود الزراعي، إضافة إلى أهم المسارات وهي التقنية الزراعية. كما سيوفر المصرف المتفرع عن أغريكابيتال حلولا متكاملة لتمويل كافة المناحي الاستثمارية للمشروعات الزراعية إضافة إلى الاستثمار في التطورات التي تشهدها مجالات التقنية الزراعية وتطبيق الرؤى الاستثمارية التي تستجيب للتحديات الآنية والمستقبلية في مجال إنتاج الغذاء العالمي. وسيركز صندوق تطوير خدمات الضيافة على فئتين أساسيتين من الأصول، إذ سيعتمد على الخبرات المتراكمة للشركاء الاستراتيجيين من خلال خبرة بيت أبوظبي للاستثمار في تأسيس المدن الترفيهية، وخبرة بنك الإثمار في مشروع ديلمونيا وتحالف بيت التمويل الخليجي مع منتجعات البنيان تري؛ بحيث تركز الفئة الأولى على تطوير آليات مركزية جديدة للضيافة تتضمن منتجعات ومجمعات للفلل والشقق السكنية، في الوقت الذي ستركز فيه الفئة الثانية على الاستثمار الأمثل في شركات تختص بخدمات الضيافة القائمة وتتمتع بإمكانات متميزة للنمو. ومن المتوقع أن يتم عرض الصندوق خلال الربع القادم بحيث يستهدف إقفالا مقترحا للاكتتاب الأولي قدره 300 مليون دولار أمريكي من إجمالي رأس مال الصندوق البالغ مليار دولار أمريكي. وفي هذا السياق قال عصام جناحي رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الخليجي في المؤتمر الصحفي الذي عقد بهذه المناسبة: تأتي رؤية بيت التمويل الخليجي من الرغبة في إيجاد فرص متميزة لدعم العجلة الاقتصادية من خلال طرح الأفكار بشكل دقيق من قبل فريق الاستثمار المشترك للشركاء الاستراتيجيين، ونتطلع لتحقيق نجاح باهر في المستقبل. كما صرح رشاد جناحي العضو المنتدب ببيت أبوظبي للاستثمار بالقول: تلعب الرؤية المستقبلية دورا مفصليا في الفهم المتعمق للمنتجات والخدمات ذات المصداقية، وتحقيق القيمة للمستثمرين بحيث يتجسد هذا الأمر جليا ضمن خدمات الضيافة. وإذ نأخذ في الاعتبار اجتماع الخبرات المتراكمة للشركاء الاستراتيجيين، فإننا نتبوأ المكان الصحيح للاستقراء المبكر للتوجهات النامية والاستجابة لها من خلال حلول مبتكرة ومتخصصة. كما قال مهران جمشير نائب الرئيس التنفيذي ببيت التمويل الخليجي:لا يجب أن نتجاهل حجم الازدهار الذي يتمتع به قطاع البنى التحتية الخليجي، وإذ نأخذ في الاعتبار عمق الخبرات التي يتمتع بها الشركاء الإستراتيجيون في مجالات البنى التحتية فإننا في موقع فريد لتأسيس مصرف يعمل على خدمة عدد كبير من المشروعات الريادية التي تتميز بها الأنشطة والمجمعات السكنية في القرن الواحد والعشرين في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وغيرهما من الأقاليم الجغرافية. كما قال محمد حسين الرئيس التنفيذي المشارك لبنك الإثمار:إن منهجنا واضح، فإننا نصغي بإمعان إلى الاحتياجات الفردية الضرورية في قطاعات محددة، ونعمل على هيكلة خدماتنا بموجبها، فنرى النتائج تتجسد أمامنا بمنتجات ذات مرونة ورؤية مستقبلية تلهمنا لتطوير البنية التحتية، ومشروعات الزراعة وخدمات الضيافة على المستوى العالمي. ونوه خالد جناحي رئيس مجلس إدارة بنك الإثمار بالقول: إننا على يقين أنه وبإطلاق هذه المبادرات، ستتمكن المنطقة من الاستخدام الأمثل للموارد والخبرات الضرورية لمتابعة الخطط الإنمائية والتطويرية طويلة الأمد. وعلاوة على ذلك تعكس هذه المبادرات الثلاث التزامنا للارتقاء بالمجتمعات التي نعمل من خلالها كما يؤكد على رغبتنا في خلق استثمارات متخصصة، في ذات الوقت الذي نعمل فيه على تحقيق العوائد المتميزة للمستثمرين.