حركة متمرّدة جديدة بقيادة عضو سابق في المجلس التشريعي الوطني    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني...حوارات 2 حوار شامل مع القيادي الشيوعي محمد علي خوجلي هلاوي

حوار شامل مع القيادي الشيوعي الأستاذ محمد علي خوجلي هلاوي [2]
التاريخ: 14-4-1433 ه
الموضوع: حوارات
الحزب الشيوعى يعامل المخالفين لقيادته بالطرد أو الاحتقار أو إشانة السمعة أو المقاطعة
الذين أرادوا فصلنا من الحزب تخلوا عن الماركسية وشاركوا في اجتماع الوسطية الإسلامية بالسعودية
أطلق الحزب على 19 يوليو اسم انقلاب ولكنها عملية مخابراتية هدفت لتصفية الحزب واغتيال القيادات
الحزب اتهمني بأنني (أمنجي) ووجدت أن السبب هو أن بعض قيادات الحزب ابناؤهم يعملون في جهاز الأمن!!
السكرتارية المركزية عارضت انتفاضة أبريل ودعت إلى إضرابات محدودة
أجرى الحوار عمر صديق
في إطار سعيها لتوثيق الحياة السياسية عبر الحوارات الشاملة قامت (أخبار اليوم) بإجراء هذا الحوار المتفرد مع القيادي الشيوعي محمد علي خوجلي هلاوي والذي يمثل نموذجاً لمئات من القادة الشيوعيين الذين أٌبعدوا من الحزب الشيوعي أو ابتعدوا.. وفي هذا الحوار حاولنا أن نتطرق للجوانب غير المعلنة أو التي لم يُسلط عليها الضوء في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني. كما تطرقنا لحاضره وحقيقة ما يجري فيه وما تمثله مكونات الساحة السياسية في السودان والتوقعات المستقبلية إزاءها فإلى مضابط الحوار ..
?{?هل تم الاتصال بك لاستعادة عضويتك؟
- معقولة يا أخ عمر !! إن الحزب الذي أراه حالياًً ليس هو الحزب الشيوعي الذي أعرفه لأنه لم يعد كذلك وهو قد أصبح مثله مثل أي حزب سوداني آخر من الأحزاب المسجلة وهو قد أقر حالياً بسياسات السوق الحر وأصبح يتعاون مع العمال لا حزب العمال وأصبحت عضويته تضم كل الفئات الاجتماعية بما في ذلك الفئات الطفيلية والرأسمالية ثم يختم عليها
ومن تلقاء نفسه بخاتم الثورية لذلك فإن الحزب الشيوعي المختطف حالياً من الصعب أن أرجع إليه ولكنه عندما يعود كما نعرفه فسنعود ويعود معنا الكثيرون من الشيوعيين خارج الحزب.
?{? لماذا يعمل الحزب الشيوعي تحت لواء التحالفات والواجهات دائماًً؟
ليس الحزب الشيوعي وحده بل كل الأحزاب العقائدية وهي تستمد جماهيريتها من اتباع الحركة حولها وليس من عضويتها وحسب, وتاريخيا نجد أن الإسلاميين قد أقاموا التجمع النقابي في عام 1974 وكذلك الجبهة الوطنية التي كانت تعارض النظام المايوي وبعد ذلك أقاموا جبهة الأحزاب وشباب البناء ومنظمة شباب الوطن وفي المجال الطلابي كانت حركة الإسلاميين الوطنيين وغيرها ومن جانبهم أقام الشيوعيون التحالفات التكتيكية المؤقتة بشأن عشرات القضايا. ومناهج الحزب الشيوعي في التحالفات تقوم على حشد وتنظيم الجماهير بالآلاف وليس المئات وهنالك فارق بين تحالفات الشيوعيين قبل عام 1983 والتحالفات بعد ذلك التاريخ. وبينما نجد أن التجارب الأولى كانت تعتمد على بقاء النشاط المستقل للحزب أي أن أساسها يعتمد على قواعد الحزب نجد التحالفات الأخيرة تتم بصورة فوقية مثل التجمع الوطني الديمقراطي وامتداداته بمختلف المسميات. وكذلك الحوارات الثنائية مع المؤتمر الوطني تدخل في باب التحالفات الفوقية لأنها لم تقنع عضوية الأحزاب التي شاركت فيها ونجد أن التجمع الوطني الديمقراطي لم يعصمه صراخ القيادات بأنه يمثل التنظيم المعارض الوحيد وادعاؤهم أن أي عمل خارجه هو خدمة للمؤتمر الوطني. وهنا أعجب للدكتور علي السيد الذي بح صوته وهو يكرر أن التجمع الوطني الديمقراطي يمثل التحالف الاستراتيجي الذي سيبقى ما بقيت الحياة السياسية في السودان وعليه فإنني أرى أن تحالفات الحزب الشيوعي الحالية أصبحت لها أهداف أخرى منها تبرير التحلل من النظرية كما في حالة اتفاق جدة الإطاري وتبرير الشراكة بالتعيين مع المؤتمر الوطني كما في حالة المصالحة بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي في اتفاقية القاهرة.
?{?هل توافق أن خروج الراحل عدلان من الحزب يمثل المسمار الأخير في نعشه؟
- أكيد لا أوافق لأنه لم يكن هنالك نعش بدلالة أن معظم أو كل نقاط حوارك هذا هي حول الحزب الشيوعي والحقيقة الهامة أن الخاتم ورفاقه خرجوا من الحزب بعد أن أعلنوا التخلي التام عن الماركسية ووصولهم إلى قناعة مفادها عدم جدوى وجود الحزب نفسه بل إن خروج الخاتم ورفاقه قدم أكبر خدمة للشيوعيين الثوريين داخل الحزب وخارجه حيث كشف كل القيادات المتهافتة والتي رددت في الخرطوم وأبدت أسفها على استعجال تلك المجموعة على الخروج ولك أن تتصور قائداً يقول كفرت بالحزب وبالماركسية ويخرج وآخر يبقى في كابينة القيادة ويصف أولئك بأنهم تعجلوا !!
ولذلك اؤكد لك أن تاريخ الحزب الشيوعي ومجده يثير الفزع في بعض قيادات الحزب الحالية ويخيف الآخرين ولذلك فان تلك القيادات ورغم تحللها من النظرية كالخاتم عدلان ووراق إلا أنهم يختلفون عنهم فقط في أنهم لا زالوا يتمسكون بوجودهم داخل الحزب .
?{?هل توافق على أن قوة الحزب الشيوعي قد تلاشت بعد إعدام عبد الخالق محجوب ورفاقه في عام 1971؟
- لا يختلف اثنان في أن قدرات المعلم عبدالخالق محجوب الفكرية ومبادراته وصبره وشجاعته وصدقه إلى آخر الصفات المتفردة التي كان يتمتع بها قد أثرت كثيرا على الحزب وأكون كاذباُ إن انكرت آثار فقدان تلك القيادات السياسية والعسكرية على تراجع مستوى الأداء في الحزب والذي تراجع في مختلف الجهات والتراجع ظاهر بصورة خاصة في الجهة الفكرية ولكنني أقول إن للضعف أسباباً أخرى أبرزها عجز العمل القيادي وغياب مفهوم القيادة الجماعية وهيمنة العناصر الانتهازية على مفاصل الحزب.
?{?ماذا تعرف عن وصية الراحل عبدالخالق محجوب والتي ذكرت بعض الكتابات أنه تم اخفاؤها عن جماهير الحزب؟
- ما أعلمه أنني في عام 2001 سجلت شهادة الأستاذ مجذوب يحيى محمد والذي كان ملازماً مع طه الكد للمعلم عبدالخالق في أيامه الأخيره وشهدا معاً المعلم عبدالخالق وهو يكتب في تلك الكراسة وكذلك حضر مجذوب يحيى تسليم الكراسة لطه الكد وكذلك شهد المناقشات بين المعلم عبدالخالق وطه الكد حول تلك الكراسة ومن ناحية ثانية ذكر الخاتم عدلان أنه سأل عنها طه الكد والذي أكد له بأنه قام بتسليمها للحزب ولكنه لم يطلع عليها, ولكن الغريب أن محجوب عمر باشري قام بنشر مقتطفات منها في مذكراته وهذه سانحة طيبة لي لبيان شهادة مجذوب والتي أكدتها في صحيفة الخرطوم في عام 2001 . ورغم ما أثاره الزميل حسن الجزولي حول شهادة مجذوب إلا أن المهم في الأمر أنها موثقة وبشهادة ثلاثة رجال وامرأة كانوا حاضرين معي حينما أدلى مجذوب بشهادته ولذلك وكما يعلم الجميع أن قيادة الحزب أنكرتها ولم تظهرها حتى الآن ولا أدري ما هي الأسباب التي دعتهم لذلك رغم أنها تمثل وثيقة هامة في تاريخ الحزب.
?{?لماذا يعادي الحزب الشيوعي القيادات التي تتركه حتى بعد موتها ؟
- مفردة أعداء الحزب هي من أقدم الأكلشيهات في الأحزاب الشيوعية الستالينية أو الأحزاب ذات المركزية القابضة ودائما تنظر هذه الأحزاب إلى أن زعيم الحزب هو يمثل الحزب وكذلك كل قيادي مركزي يعتقد أنه هو أيضاً الحزب في مكان تواجده وأيضاً نجد أن التيار المهيمن يرى أن كل التيارات الأخرى التي تعارضه في الآراء وممثليها هم (أعداء الحزب) و(الجواسيس والمخربون). والجدير بالذكر أن المبدأ القديم في الدول والأحزاب الشيوعية في السابق كان يتمثل في أنه لا حوار مع المعارضين. بل القتل والإعدام وإشانة السمعة ولكن في كل الأحزاب الشيوعية الوطنية ومنها الحزب الشيوعي السوداني فالمبدأ هو لا حوار مع المعارضة بل طردهم واحتقارهم وإشانة سمعتهم ومقاطعتهم سياسياً واجتماعياً ولذلك لم يبالغ المعلم عبدالخالق عندما ذكر للسفير العراقي في الخرطوم في عام 1971 حينما سأله لماذا لا يتقدم بطلباته للروس حينها قال ( إن الروس إن وجدوا طريقاً لتصفيتي لفعلوا) وقد فعلوا ذلك فيما بعد ولكن أهم أسباب العداء من الحزب للذين يتركونه أن ذلك العداء مقصود به إرهاب الذين ما زالوا يستمرون في عضوية الحزب بأن مآلاتهم معروفة إن حاولوا الخروج عن الطاعة أما إشانة السمعة فهي تهدف إلى إرهاب الذين تركوا الحزب ليصمتوا .
?{?ما هو تقييمك بصورة إجمالية لحركة 19 يوليو 1971م؟
- أنت اسميتها حركة ولكن الحزب الشيوعي يطلق عليها انقلاباً ولكني أقول إنها عبارة عن عملية operation وتلك العملية لم يقررها الحزب الشيوعي ولم يحدد ساعة الصفر فيها وكثير من الضباط الشيوعيين الذين كانوا بالتنظيم علموا بذلك ساعة الصفر أو قبلها بقليل ولذلك فانني أرى فيها عملية مخابراتية من الدرجة الأولى كان هدفها هو تصفية الحزب الشيوعي بصورة نهائية ولذلك فإنها كانت تستهدف الحزب وقياداته عن طريق اغتيالهم ولذلك أرى أن تلك العملية كانت تهدف إلى تحقيق ما فشل انقلاب 25 مايو 1969 في تحقيقه ولذلك فإنني مندهش لأنه لم يرد ولا حرف حول ملابسات إسقاط الطائرة العراقية التي كانت تحمل المساعدات العسكرية بما فيها أطقم الدبابات وما نتج عن ذلك من استشهاد محمد سليمان الخليفة عبد الله التعايشي والذي كان يمثل القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولذلك أرى أن عملية يوليو 1971 لم يماط اللثام عنها حتى الآن ولم يتم الكشف عن الذين اختطفوا اسم الحزب الشيوعي وهم ثلاثة رجال وامرأة وزجوا به في تلك العملية وبصورة عامة فإن المعلومات والشهادات الموثقة التي تحصلنا عليها وجمعناها من المستحيل أن يتم تلخيصها في هذا الحيز لكنها معروفة لدى كثير من الشيوعيين.
?{?هل تعرضت أنت للاغتيال السياسي بعد أن تركت الحزب؟
- كما ذكرت لك سابقاً إن الترهيب والاغتيال السياسي يهدف إلى اختفاء المعارض لقيادة الحزب من الساحة السياسية ولسنوات طويلة كانت تتم تحقيقات حزبية لكل من يلتقي بمن يصبح خارج الحزب وحتى لو كان ذلك اللقاء عابراً وعن طريق المصادفة في الشارع العام ولذلك فقد اشترطوا على الكثيرين ممن كانوا خارج الحزب أن يقطعوا علاقاتهم بي لاستعادة نشاطهم وعضويتهم في الحزب واُتهم آخرون بأنهم يسربون لي وثائق الحزب وفي إحدى المرات أشاعوا أن أكبر ابنائي يعمل بجهاز الأمن ولأنني أعرف أن لكل شئ سبباً فقد بحثت في سبب تلك الاشاعة ووجدت أن العديد من قيادات الحزب ابناؤهم يعملون بجهاز الأمن وفي إحدى المرات اتهمت بأنني قد أبلغت السلطات عن قيادات الحزب بالمنطقة الصناعية بحري لكن تم التراجع عن ذلك بعد إفادات الرفاق الشيوعين الذين كانوا قد اعتقلوا وقد قاموا بتحديد الواشي. والمدهش حقاً أن ذلك الشخص ظل حتى الآن عضواً بالحزب. وفي مرة أخرى تم اتهامي بأنني كتبت البيان رقم (1) للجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعي وقد أبلغت بذلك الاتهام عن طريق ممثل قيادة الحزب (الغواصة ) الذي كان يتواجد معنا يومياً بغرض نقل أخبارنا للحزب. وقد ذكر لي أن الحزب سيصدر بياناً يحدد فيه من كتب ذلك البيان ومن الذي قام بطباعته وتوزيعه ولكنهم تراجعوا ولم يصدر البيان حتى اليوم. والمدهش أن الناطق الرسمي يوسف حسين وعبر الصحف اليومية طلب من الجميع قفل هذا الملف وقال إن الذين يتحدثون عن ذلك البيان هم أعداء الحزب. وقمت بالرد عليه في مقال من أربع حلقات بعنوان (صراع التيارات في الحزب الشيوعي) وكان قد نشر في صحيفة الأضواء. وفي مرات كثيرة ينقل لي بعض أعضاء الحزب أن القائد الفلاني أو الآخر يشيع بأنني (أمنجي) والغريب في الأمر أن كل ذلك يمنحني الإحساس الغامر بالانتصار في معركة تكسير الأصنام وأقول إنه لا توجد في السودان أسرار ولذلك فإن عملاء الأمن أو عملاء المخابرات الأجنبية سيتم كشفهم يوما ما وسيكون يوماً عسيراً عليهم ولكن ما أغاظني في عداء الحزب أنهم قد تسببوا في فصلي من الشركة التي كنت أعمل بها في عام 1991م.
?{?أفاد السكرتير الثقافي لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في أكتوبر باختفاء محضر اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد والذي يثبت معارضة الشيوعيين لندوة أكتوبر وقال إن الحزب الشيوعي سرق ثورة أكتوبر فما هو تعليقك على ذلك؟
- أنا أوافق ما قاله عما حدث عام 1964 لأن حادثة مماثلة حدثت في عام 1985 عندما اختفى محضر اجتماعات أساتذة جامعة الخرطوم والذي عارض فيه الأساتذة الشيوعيون مظاهرات الانتفاضة والإضراب السياسي العام ومن ناحية أخرى إن كل الشيوعيين في أيام اكتوبر يعلمون جيداً موقف القطاع الطلابي ومعارضته للندوات وتوجيهات عدم استفزاز العسكر والمسئول الحزبي الذي وجه الطلاب بذلك الموقف معروف وقد تمت محاسبته وإنزاله من موقعة كمرشح لعضوية اللجنة المركزية. أما حكاية محاولة سرقة الثورة فهي مبالغ فيها لأن الإضراب السياسي الذي أسقط نظام عبود كان من اقتراح الحزب الشيوعي وقد رفضته كل الأحزاب في ذلك الوقت وقد قام الحزب الشيوعي بوضع الخطة التنظيمية التي أدت لإنجاح الإضراب السياسي الذي أسهم في قيام ثورة أكتوبر المجيدة.
?{?وما هو موقف الحزب الشيوعي من انتفاضة أبريل 1985؟
- في الحقيقة أن قيادة الحزب الشيوعي ممثلة في السكرتارية المركزية عارضت الانتفاضة ودعت إلى اضرابات محدودة وأصدرت بياناً بهذا الخصوص والذي ورد فيه أن التجمع النقابي تنظيم أمني مهمته اصطياد النقابيين الشيوعيين وتم حظر التعامل معه ولكنني أقول إن هذا هو موقف القيادة ولكنه ليس له علاقة بعضوية الحزب التي شاركت في الانتفاضة بشرف وامتد نشاطها حتى سقوط النظام المايوي ولذلك تجدني أفرق بين موقف عضوية الحزب وقيادة جهاز الحزب وفي الخرطوم تجاوزنا موقف قيادة الحزب في المركز وكانت توجيهاتنا للعضوية في مختلف المكونات التنظيمية للحزب بالمشاركة في الانتفاضة.
?{?ما هو تقييمك لحكومة الجبهة العريضة التي تم تشكيلها مؤخراً وضمت الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إلى جانب بقية الأحزاب المتوالية مع المؤتمر الوطني؟
- الحمد لله أنك انتقلت إلى موضوع آخر وأقول إن حزب المؤتمر الوطني فكرته الأساسية هي الهيمنة على الساحة السياسية وكل مناحي الحياة بحيث يهتم بالسيطرة عليها من أندية كرة القدم وحتى الجمعيات الخيرية. وأقول إنه حينما يسيطر المؤتمر تحت هيمنة فقه قليلة من قياداته على السلطة فإن الحزب يكون هو الحكومة وهذا الواقع ظل يتكرر ولم يتغير منذ عام 1989 وبناء على ذلك فان مسميات التشكيل الحكومة لا تعني شيئاً في نظري ولا أجد فرقاً بين مسميات مثل حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة ذات قاعدة عريضة وحكومة الجبهة الواحدة فالأمر لا يتجاوز توسيع قاعدة الحكم من الناحية الشكلية لأن الأطراف المنضمة للحكومة تكون تحت السيطرة ولذلك لن يستطيع المؤتمر الوطني بهذه الصورة تحقيق الوحدة الوطنية وأقول إن التشكيل الأخير يمثل فائدة أكبر للمؤتمر الوطني حينما ضمن أن مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل قد منحته وقتاً إضافياً قد يستفيد منه فالإضراب السياسي أو العصيان المدني شروط نجاحه تكمن في عزل الحكومة عن غالبية الشعب ولذلك فإن أول إشارات عزلة المؤتمر الوطني النهائية ستكون عندما ينسحب الحزب الاتحادي الأصل من الحكومة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.