نود فى صدر هذه الأسطر أن نحيى صمود شعبنا فى جبال النوبه الشامخة وجنوب النيل الأزرق ، رغم أنف عنصري النازية القديمة المتجددة التى إشرئبة برأسها من مقرن النيليين. نحيى صمود الأطفال والنساء والشيوخ وهم يواجهون وبصدور عارية وبطون خاوية ، آلة الموت وعتاة القتلة والمجرميين الفاريين من العدالة الدولية. وكذا نقف إحتراماً لشهدائنا من المدنيين والجيش الشعبى لتحرير السودان شمال والذى ظل وسيظل أبداً ما تعاقب الليل والنهار مصدر فخرنا وشموخنا، فهم الذين لم ولن تلن عزائمهم ولن تنكسر شوكتهم وهم يقدمون أروع وانصع صفحات النضال من البركان ، تلشي ، تلودى إلى بحيرة الأبيض وطروجى ، ولن يساورنا شكٌ ولا ريب فى نصر قريب وبزوغ شمس الحرية والتى بدأ يشع شفقها من وراء جبال كاودا ، كادوقلى ، تلشىى ، الداير ، جلد وسلارا. وإنها لماضية فى بزوغها لتنتصف فى كبد سماء الخرطوم لتبدد بشعاعها الحارقة ظلم وظلام المستكبرين. وكما بلغنا من نبأ الأوليين أنّ الجبابرة والمستكبرين فى الأرض بغير الحق إلى زوال لاغرو إن سُمّي فرعون وهامان أو البشير وعثمان ، وكذا أكدت نواميس التأريخ قديماً وحديثاً أن الأرض يصلحها ضعاف القوم من أهل الهاميش ودائماً ما يكمن الفساد والظلم فى أُمّ المدن كما السُم الزعاف فى رؤوس الأفاعى . وما سيدى بوزيد ، بنغازي وكاودا منكم ببعيد. ما من شك أنّ الشهادة التى شهد بها السيد موكيش كابيلا مسئوول الأممالمتحدة الأسبق للشئوون الإنسانية فى السودان ، تعد شهادةً رفيعة المستوى وغاية فى الأهمية تصب فى صالح الجهود المقدرة التى يبذلها ناشطون من مختلف أرجاء المعمورة وعلى رأسهم أبناء جبال النوبه بالمهجر ومكاتب إتصال الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وأصدقاء شعب النوبه فى العالم لفضح وتعرية نظام الخرطوم للرأى العام العالمى. كذالك تشدُّ هذه الشهادة من عضد عشرات المئات من التقارير العالمية الموثقة التى تؤكد وقوع جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية ضد إثنية وشعب النوبة والمؤسف أن يحدث كل هذا تحت بصر وسمع العالم ومن أُناس إعتادوا إرتكاب هذه الفظائع وفاريين من العدالة الدولية!!!. إنه ليؤلم كل ذو قلب وسمع المشاهد المنشورة على الشبكة العنكبوتية والتي تظهر صور الأطفال والنساء وهم لا يكادون يبرحون كهوفهم فى الجبال خوفاً من طائر الشؤم * الأنتنوف) والتى لا تكاد تبرح التحليق فى سماء الجبال بحثاً عن ضحايا كلهم من المدنيين حتى الآن!!، لأنها لاتقترب البتة من مواقع الجيش الشعبى رهبة من نيران مدفعيتها والتى فيما يبدوا تعشق كثيراً هذا النوع من الطير إذ أنها أصابت عدداً منه ليس بقليل. ويستمر ما تبقى منها فى صب جام غضبها على المدنيين الأبرياء بعد أن أحرقت مساكنهم وأتت على ما كانوا يدخرون من طعام لهكذا أيام عجاف. وما زالت عصبة المجرمين الخرطوميه تمنع عنهم الطعام والدواء لفترة من الزمان قاربت العام ، فى تحد سافر لكل القيم الإنسانية وقوانيين السماء والأرض فى آن معاً!!! وهذه جريمة يعاقب عليها القانون الدولى ألإنسانى . بعد أحداث فظائع الإبادة فى رواندا 1994 والتى أدمت قلب الإنسانية وأندة جبينه ، تواثق العالم الحر أى أنه لن يسمح بوقوع Never again , Never again والمجتمع الإنسانى العالمى على كلمة سوا مثل هذه الفظائع تحت بصره وسمعه مرةً أُخرى إلا أنه يؤسفنا ويؤلمنا انها تتكرر. هذه العصابة إقترفت فى دارفور وتقترف للمرة الثانية فى جبال النوبه الإبادة وبعد عقد ونصف من الإبادة الأولى ** يجدر بالذكر هنا ان الإبادة الأولى لشعب جبال النوبه وقعت فى مطلع تسعينيات القرن الماضى وقبل الإبادة فى رواندا ، ما بين الأعوام 1991 إلى 2002 إتفاقية سويسرا وقف إطللاق النار والتى وقعها الجيش الشعبى لأسباب Operation Life Lineإنسانية ملحة بعد أن رفضت العصبة الخرطومية وبشدة إدخال جبال النوبه فى عملية شريان الحياة الموقعة عام 1989. ويالعمرى ما أشبه الليلة بالبارحة إذ أنّ الحركة الشعبية شمال وقعت ومن طرف واحد قبل أيام قلائل على إتفاق إنسانى يسمح بوصول الطعام والدواء للمواطنيين فى جبال النوبه والنيل الأزرق فيما ظلت عصابة الخرطوم ممانعة حتى الآن لتوقيع الإتفاق التى توافقت عليه كل من الأممالمتحدة ، الإتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية . لتثبت الحركة الشعبية للمرة الثالثة عدالة قضيتها وانها تقف دائماً فى خندق الإنسانية. وطفق القتلة يرتكبون الفظائع ، و فى صمت رهيب من العالم آنذاك كما هو الحال اليوم ، وغض طرف مجحف من كبريات أحزاب المعارضة السودانية ومنظمات مجتمعه المدنى و الصحافة السودانية ، ولا تسريب علينا إن قلنا إنها جميعاً تعد فى حكم الغائب والغائب عذره معه أو كما قال أهلنا الطييبين**. ولفائدة قراء هذه الأسطر نورد تعريف الإبادة الجماعية كما نصت عليه المادة الثانية من القانون الدولى فى إتفاقية جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. تم تعريف الإبادة على النحو التالي: فى هذه الإتفاقية تعنى الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية عند إرتكابها مع نيّة التدمير الكلى أو الجزئى ضد قومية ، إثنية ، عرقية أو دينية. بهذه الصفة تعتبر الأفعال التالية إبادةً جماعية: 1. قتل أعضاء الجماعة. 2. إلحاق أذى جسدى أو عقلى جسيم لأعضاء الجماعة. 3. التسبب عمداً لظروف معيشة الجماعة بهدف إهلاكها الفعلى كلياً أو جزئياً. 4. فرض تدابير بهدف منع التوالد فى الجماعة. 5. نقل الأطفال قسراً من الجماعة إلى جماعة أخرى. المادة الثالثة: الأفعال التالية يعاقب عليها. 1 . الإبادة الجماعية. 2. التآمر لإرتكاب الإبادة الجاعية. 3. التحريض العلنى على إرتكاب الإبادة الجماعة. 4. محاولة إرتكاب الإبادة الجماعية. 5. التواطؤ لإرتكاب الإبادة الجماعة. على ضوء ما سلف من نقاط أعلاه نؤمن ونعتقد جازميين أن كل ما ورد فى هذا الإتفاق قد وقع فعلاً فى جبال النوبه تحديداً ضد شعب وإثنية النوبه منذ إندلاع الحرب فى ثمانينيات القرن المنصرم، وهناك كمٌ هائل ومخيف من الإدلة المخفية والظاهرة وعددٌ غير يسير من شهود العيان الذين رأو المجازر ترتكب فى خور العفن وهنالك من الأسر التى خطف أطفالها من النوبه ومنحو لقبائل عربية أُخرى فى شمال كردفان وأنحاء أخرى من السودان بعد ان تم تجميعهم فيما عرف آنذاك ب قري السلام بهدف أسلمتهم قسراً وتعريبهم ، مازال عشرات المئات من النوبه مفقودون ولكل أُسرة قصص محزنة مؤلمة فى كادوقلى ، الدلنج ، لقاوة ، أبوجبيهة وغيرها من قُرى النوبه. والغريب أن إتفاقية السلام أغفلة البصر عن هذا الملف الخطير والحسّاس. ولأن القوم عادوا لفعلتهم سنعود هذه المرة بعزم لا يلين لنفتح كل ملفات الجرائم ضد النوبه التى لا يمكن أن تتقادم بتطاول الزمان ولا تطاول البنيان. هذه المرة ندعوا كل الأفراد والهيئات عالمية كانت أم محلية ونخص أهل القانون ومنظمات النوبه فى الخارج والداخل لأعطاء هذه القضية نصيبها من البحث والتنقيب إذ لن يكون مقبولاً هذه المرة وأن تكون محوراً للحكومة القادمة بعد إزالة هذا النظام ، وعلى قرار ما يفعله القاضى الإسبانى غراسون الذى فتح ملفات جرائم نظام الجنرال فرانكو لإنصاف أسر ضحايا الحرب الأسبانية. وإنها لمعركة سنخوطها على كافة الصعد عسكرياً ، إعلامياً ‘ قانونياً ودبلوماسياً ، سنستمد القوة من بارئنا وجبالنا الراسيات.