الجيوش تقام، ويصرف عليها للدفاع على البلد، ولصد أى عدوان اجنبى.والجيش السودانى اقامه الاستعمار للاستعانة به في قمع الانتفاضات الوطنية، وفي زمن الحرب العالمية الثانية للدفاع عن الامبراطورية البريطانية. بوعد منح السودان الاستقلال بعد نهاية الحرب.لكن أى حرب خاضها هذا الجيش للزود عن الوطن؟ فقد تخصص هذا الجيش فى خوض الحروب ضد الشعب السودانى،وذلك فى 17 نوفمبر 1958،و 25 مايو 1969 ،و إنقلاب كتائب الجبهة الاسلامية فى 30 يونيو1989. ومنذ ذلك التاريخ لم يعد للسودان جيش،فخوف سلطة الانقاذ من الجيش السوداني،قادها لاستبعاد كل العناصر التي لاتنتمى لها،فصارالجيش ذقون،لاتفهم شئ فى الاستراتيجية والتكتيك العسكريين.ولكنها تفهم في منقضات الوضوء اكثر من صد هجوم مضاد! فالجيش السوداني تحول لخرابة كبيرة،يسكن فيها بوم الانقاذ.ويمكننا ان نقول ان قبل ذلك كان يوجد جيش سوداني. وهنا يجب الرجوع للتاريخ،لمعرفة لماذا تقود الظروف المشابهة. ستالين وفي زهوة انتصاره على "اعداء الشعب"، صفى الجيش السوفييتى عام 1937 الى1938، واعدم قادة الجيش، ونفى البعض الى سيبيريا.وعندما هجم جيش هتلر على الاتحاد السوفييتي السابق، لم يجد ما يوقفه الا المقاومة على اعتاب موسكو ولننغراد،فقادة الجيش المحنكين تمت تصفيتهم،والجيش صار كالغربال يخر العدوان! ارتباك سلطة المؤتمر الوطنى،بعد احتلال هجليج يبين هذا الوضع الماساوى فلا يوجد جيش! فان كان وجد فقد هرب لكادوقى والابيض.فهم على مشارف هجليج،ووعدوا الشعب بساعات لحسم الامر.ويبدو ان هذه المشارف تعرقل سير السلحفاة! كل وكالات الانباء الان تتحدث عن تدمير المنشآت البترولية، فى هجليج بواسطة طيران السودان.فهولاء السفهاء يبددون ثروات الشعب السودنى على منشآت بترول لم تسدد قروضها حتى الان. فمنشآت البترول، وخط الانابيب، ومصفات الجيلي،وميناء التصدير لم تدفع فيهم الانقاذ مليما واحدا وهي ديون لدى الصين.والان وبكل استهتار تدمر هذه المنشآت،ليدفع السودان للصينيين مرتين،بسبب سفه، وعدم مسئولية الانقاذ. مازال البحث جارى على الجيش السودانى! اما عن الذقون والحلاقيم الانقاذية،فمتوفرة بكثرة.فلتذهب لاستعادة هجليج. اذا ابقت فيها ما يستحق التحرير. حسام زاهر.