لاندهش إذا جاءتنا فتوى من علماء الغفوة بجواز مشروعية الغناء والرقص في تجمعات الحشد من قبل الأمراء والقادة ما دامت تصب في مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء وليست السودانية وحدها،هذا هو واقع الحال الذي نعيشه لمدة أسبوع في الطبعة الإنقاذية الجديدة والتي وجدت فى الاعتداء على هجليج طوق النجاة الذي تمسكت به ،وغطت به عوراتها،وألهت به الشعب عن مفاسدها وجمعته حولوها من جديد،هذه المرة باسم الوطن والدين معا ،الوطن الذي فرطت فيه وباعته بالقطاعي ،وفتحت حدوده لكل طامع وطامح حتى أن أراضى السودان الحدودية الكثير منها محتل من قبل دول الجوار،دون أن يحشدوا له الشارع أو يقوموا بتعبئته،هاهو المشير هائما على مدن السودان راقصا وعارضا ومهددا من فوق أي منبر يعلوه ومبشرا بأن جند الله على مشارف هجيليج،ومنذرا الأعداء بالويل والثبور،ويخال لي عقب كل خطاب يلقيه أو نفره يخاطبها أو استنفارا يخاطبه بقية القادة الذين تفرغوا للحشد ودق طبول الحرب أن هجليج يمكن تحريرها بعد ساعتين عقب كل حشد أو خطبة عصماء يلقيها الرئيس أو أحد رموز المؤتمر الوطني أو الأحزاب اياها والقوى الوطنية المهجنة بالمؤتمر الوطنى،ولازالت هجيليج فى قبضة الحشرة الشعبية كما يقول المشير والذي شاركها في يوم من الأيام نفس البركة التي خرجت منها يرقاتها وشرنقاتها التى ألتفت حول جسد السودان ومصت دمائه ودماء شعبه وحولوه لوطن ممزق مهدد بالحروب القبلية والعرقية وفقر مدقع،وفى أخر المطاف أرادوا من الشعب أن يدفع فاتورة عمالتهم على السواء ،فأي وصف وصف به المشير وأعوانه الحركة الشعبية ينطبق عليهم تماما،وفى خطابه اليوم بمدينة الأبيض خاطب المشير الحشود القتالية بنفس الخطاب ويبدو أنه لايتعلم من سابق أخطائه وتصريحاته خصوصا وصفه للراحل قرنق بالخائن والعميل وهو الذي أصدعنا بنيفاشا التي كان ثمنها انفصال جنوب السودان وتوسع دائرة الحرب وليس السلام،وكما ذكر بأنه سيؤدب الحركة الشعبية بواسطة المجاهدين والعصي،،، نسأله متى يستعيد هجليج التي مر على أخذها أيام وهم يبشرون بدنو لحظة عودتها ؟؟أم هي تدخل في فقه (الضرورات تبيح المحظورات) واحتلال هجليج فيه بالنسبة للمشير وحزبه الفاسد العميل أكسير الحياة واسترداد التفاف الشعب حوله لذلك لأبأس من تأجيل عملية تحريرها لبعض الوقت،وهذا ليس بشاذ أو مخالف لجماعة المؤتمر الوطني والتي تستطيع أن تستخدم حتى أخر فرد من الشعب كستار لدرء الخطر عن نظامهم الفاسد ومصالحهم ا،،وإلا إذا كان البشير ونوابه وأعوانه لازالوا يمارسون الكذب ويدعون القوة وهم بمكان من الضعف يغطوا عليه بالأناشيد الحماسية والحشود الجهادية والرقص والعرض بفتح العين والأرض قبل حتى تخليص العرض بكسر العين والأرض التي يتباكون عليها اليوم وهم أول من باعها من أجل استمرار بقائهم في السلطة،والذي كان على شفا حفرة من النار لولا هجوم جنوب السودان على هجليج في هذا التوقيت ،والذي جاءهم في جرح كما يقولون... بره الشبكة : لحظة استنفار المؤتمر الوطني التي نظمها بداره وكان أبرز ضيوفها من أحزاب الديكور والشماعة التي يعلق عليها المؤتمر الوطني أخطائه،،والذي كاد متحدثه يطير فرحا بوجود الفنان (محمود عبد العزيز) بينهم والذي يرتدى الكاكى ،بل وشعار الدبابين وكان نافع على المنصة وبجواره اللوحات الديكورية من قادة الأحزاب المؤلفة قلوبهم،والذين تفاعلوا مع غناء الفنان (محمود) الكسب الجديد لفتوحات المؤتمر الوطني ،وهذا الموقف يبين لك عمليا كيفية استفادة المؤتمر الوطني من طول بقاء هجيليج فى قبضة جيش الحركة الشعبية...فكان انفعالهم مع غناء محمود فاق انفعالهم مع غناء المشير الذي أختار في هذه الأمسية عقب خطابه الناري أن يختم بالغناء بدلا من الرقص الذي أشتهر به... لاستعجبوا أن المؤتمر الوطني في سبيل بقائه لاتهمه حتى لو احتلت أرض السودان كلها والأمثلة كثيرة وحاضرة،حتى في شعارهم الديني الذي عادوا له مرة أخرى بعد فراقه لمدة سنوات ختامه (فليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء) فهذا ليس من أجل الدين الذي دنسوا مجده وأراقوا قيمه وفضائله في قارعة طريق أطماعهم وشهواتهم..بل من أجل إطالة بقائهم والانتهاء من مهمة تفتيت السودان وطمس هويته. ولله في خلقه شئون ولا حول ولاقوه إلا بالله العلى العظيم عبد الغفار المهدي Farfoor_7"yahoo.com